ملخص ندوة ديوان أبناء الكرك حول العنف المجتمعي
المدينة نيوز - عقد في جمعية ديوان أبناء الكرك مساء الأحد ندوة بعنوان " العنف المجتمعي " حيث تحدث في اللقاء كل من
العين السابق حماد المعايطة حيث قال :
أن العشيرة كانت التنظيم الاجتماعي الرئيسي في المجتمع الأردني عندما كانت الدولة الأردنية في بداياتها وكانت تشكل نظاما متكاملا من حيث الدور الاجتماعي والسياسي لتنظيم العلاقات بين أفراد العشيرة الواحدة وبين العشائر الأخرى مشيرا الى أن المعايير والأعراف بمثابة القانون والذي اصطلح على تسميته «بالقضاء العشائري» والذي كان يتناسب مع طبيعة الحياة الاجتماعية والاقتصادية واسهم في أن تلعب العشيرة دورا كبيرا في إحلال الوئام والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع الواحد منوها الى تراجع في دور القيادات العشائرية التقليدية .
وأضاف قائلاً : تعتبر العشيرة ركيزة أساسية في بناء المجتمع ، ورديف وسند للمؤسسات الرسمية والأمنية ، في الحفاظ على الأمن والاستقرار، ويعبر هذا الدور للعشائر عن رمزية حملها للقيم النبيلة ، وعلى رأسها الانتماء للوطن وهو ما عبر عنه جلالة الملك حينما أعرب عن أمله بان يحافظ الجميع على هذه الصورة الإيجابية وألاّ يسمح لأحد بأن يسيء لهذه الصورة المشرقة.
وتحدث أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤته الدكتور حسين محادين..
وشدد على أهمية السيطرة على العنف الاجتماعي وتخفيف حدته وضبط الجريمة بمستوياتها ومحاصرتها وجعلها ممكنة المعالجة في الإطار التربوي والاقتصادي والنفسي ،وتأهيل السلوك الإنساني الفردي والجماعي مطالبة بتكثيف الجهود على مكافحة مظاهر هذا العنف من خلال وضع خطة اقتصادية اجتماعية شاملة .
وأشار المحادين لتراجع دور الأسرة والمدرسة في التربية وتدني المستوى المعيشي للمواطن والانحراق القيمي والأخلاقي في المجتمع كلها أسباب ساهمت في ازدياد ظاهرة العنف في المجتمع .
ودعا الى تبني نصوص وتشريعات قانونية تنبذ العنف وتضع العقوبات المناسبة والرادعة لكل جريمة وزيادة برامج الإرشاد الأسري والمجتمعي وتقوية الاتصال بين الأفراد ومكونات المجتمع وإعادة النظر في أساليب التربية الأسرية والمدرسية .
ورفض المحادين تسمية الظاهرة بالعنف المجتمعي واصفا اياها بالسلوكيات العنيفة التي منشؤها من البيت والمجتمع اللذين غابت فيهما لغة الحوار وسادت فيه الازدواجية في التربية بين الذكور والاناث وكونت بدايات للعنف على حد وصفه.
المتحدث العميد المتقاعد الدكتور عاكف المبيضين قال :
ان ظاهرة العنف لا تعني فئة معينة دون أخرى مشيرا الى انها متشعبة في مختلف فئات المجتمع سواء المتعلمة او غير المتعلمة وهو الأمر الذي ينذر بالخطر بتحول المجتمع الى العنف واكد على ان المشاجرات التي تحدث والعنف الذي ينتج عنها لا يمكن ان نسميها مشاجرات عشائرية بل هي مشاجرات تأخذ بعدا اجتماعيا ويشترك فيها أكثر من شخص والعشيرة براء من هذا السلوك لان العشيرة دائما مساندة لإنفاذ القانون، والحامي بذلك هو القانون وليس العشيرة .
وأشار الخبير في علم الجريمة المبيضين الى إحصائيات الأمن العام في العنف المجتمعي لا تشير الى ارتفاعها فهي بوضعها الطبيعي مبينا انه ليس هناك حاجة الى تعديل القوانين او تغليظ العقوبات وإنما تضافر كافة الجهود من اجل محاربة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا .
في ختام الندوة قالت رئيسة اللجنة الثقافية في الديوان الاستاذه زهرية : إن اللقاء يأتي بعد تفشي ظاهرة العنف المجتمعي التي تعترض طريق التطور والتغيير والتنمية ، وبينت ان ديوان أبناء الكرك سيبدأ بتنفيذ ودعم مسيرة الأمن والبناء من خلال "حملة وطنية " ضمن مشروع مبادرة هادفة تشمل مختلف محافظات المملكة من خلال الخروج عن الجانب التقليدي والتركيز على طرق العلاج لهذه الآفة .
وأشارت الصعوب الى آلية العمل لتنفيذ المبادرة والقائمة على عقد ندوات ومحاضرات وورش عمل وإجراء أبحاث نظرية وميدانية وفتح باب التعاون بين الديوان وجميع منظمات المجتمع المدني والأقسام المختصة في الجامعات والمؤسسات الرسمية وجميع شرائح المجتمع والتركيز على شريحة الطلبة في الجامعات والمدارس وأسرهم .
أدارت الندوة الإعلامية بريهان قمق .
