محاضر في جامعة هارفرد يصدر كتابا عن الشاعر محمد فناطل الحجايا
المدينة نيوز:- اصدر ويليام تامبلين دكتور الادب العربي المقارن في جامعة هارفرد، كتابا بالانجلزية عن الشعر السياسي لمحمد فناطل الحجايا، ويسلط الضوء على الاثر السياسي الذي يمكن ان يحدثه الشعر النبطي الشعبي على الناس والسياسة الداخلية والخارجية للدول العربية.
وتضمن الكتاب الذي اختار المؤلف تامبلين صورة للشاعر محمد فناطل الحجايا باللباس العربي غلافا له, وقدمه دكتور الادب العربي المشهور في جامعة اكسفورد البريطانية (كلايف هولز ), والذي قام ايضا بترجمة 10 قصائد للشاعر, على عدة اجزاء تناول فيها شعره وسيرة حياته ومقابلات اجراها المؤلف عن الشاعر، متناولا اراءه السياسية واعتقاداته وعن الشعر ودروه في السياسة والمجتمع .
وقال الدكتور وليام تامبلين ان الهدف من الكتاب كشف المحجوب من الاراء السياسية العربية الشعبية من خلال الشعر النبطي, ومواقف للشاعر تجاه الاحداث السياسية العربية خلال العقدين الاخيرين, واسلوب توظيفها بالشعر للتعبير عن الشعور الشعبي العام, وما تتضمنه تلك الاشعار من وسائل سياسية مهمة لصناع القرار السياسي, بهدف تأطير الرجل واراء شعره .
واوضح ان الكتاب نشر ضمن سلسلة دراسات تتعلق بالفنون الادائية والادب في العالم العرب والاسلامي, وضمّنه ما يزيد عن عقدين من الشعر السياسي لمحد فناطل الحجايا, الشاعر الاردني البدوي وشخصية عامة يعبر صوتها عن ميزة شعبية من الفكر السياسي الشعبي .
واشار تامبلين الى انه منذ زمن بعيد اصبح علم الجمال والسياسة في الشعر العربي العامي اقل مما يستحقه او ما يعبر عن قيمته الحقيقية, لذلك جاء هذا الكتاب لتقديم دراسة توثيقية عن حياة واعمال الشاعر الحجايا, يوضح فيه الاثر الذي يمكن ان يحدثه صوت شاعر في الناس والقادة السياسين في الشرق الاوسط المعاصر.
ويترجم تامبلين في حواشي كتابه ترجمات معاني الكلمات والاماكن, مرفقا في طيات سطوره السيرة الذاتية للشاعر الحجايا, وبعض المقابلات والصور الشخصية.
وبين ان للشعر دورا مهما جدا عند العرب, مقارنة بالاقوام الاخرى, "ومن هذا الجانب اردت ان اتعرف على مدى تأثير الشعر النبطي السياسي في النظام السياسي في الاردن, وهذا هو السؤال الذي طرحته عندما جئت الى الاردن"، حسب تامبلين.
وقال ان الشاعر الحجايا يكتب شعرا نبطيا فيه نقد سياسي واحيانا تصاحبه الفكاهة الشعرية, ومن هذا الباب يعجب المستمع لشعره , فضلا عن ان هذا الشعر يعبر عن كثير من الاراء السياسية الشعبية التي تردد في الاردن , والتي يجهلها كثير من الغربيين والاميركيين، خصوصا.
واوضح انه تعلم اللهجة البدوية من علاقته بالشاعر الحجايا, "وقبلها تعلمت العربية الفصحى , ولكنني فيما بعد بدأت اتعلم اللهجة المصرية والاسكندرانية واللهجة المدنية الاردنية واللهجة الشامية".
ولم يعلم الحجايا بنية صديقه تامبلين وعمله, الا بعد ان بعث اليه برابط الكتاب موسوما باسمه وصورته على غلاف الكتاب، وابدى امتنانه الشديد للصديق الذي تعرف عليه قبل خمس سنوات خلال مكوثه في الاردن للبحث والدراسة, " اذ كان اول لقاء جمعنا عندما زارني في بيتي, واقتصر حديثنا يومها حول الشعر النبطي واطلع على بعض القصائد".
واوضح الحجايا انه من خلال زيارات ويليام المتكرررة له في الجنوب خلال نحو عام, ومن خلال مرافقته له برحلات وجولات على اماكن سكنى البدو والتعرف على عاداتهم واصراره على ان يتعلم التحدث باللهجة البدوية بطلاقة خلال مدة قصيرة، مما زاد الاعجاب بالرجل وبمعشره الطيب وذكائه وجديته في العمل, "حتى اصبحنا صديقين مقربين, ولا اخفي مشاعري تجاه هذا الشاب المثقف, الذي على الرغم من صغر سنه تشعر انك تجلس مع رجل عركته الحياة". --(بترا)