باحث تشيلي يحاضر عن مساهمة العرب اقتصادياً بأميركا اللاتينية
المدينة نيوز : مندوبا عن سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، رعى الدكتور جواد العناني المحاضرة التي ألقاها مدير مركز الدراسات الدولية والمحاضر في الجامعة "الكاثوليكية" بسانتياغو، الباحث والأكاديمي التشيلي من أصول عربية الدكتور خورخيه سعد، اليوم الثلاثاء، في مركز الحسين الثقافي بعمان، بعنوان: "المساهمة الاقتصادية للمهاجرين العرب في أميركا اللاتينية".
وأشار العناني، في الكلمة التي افتتح بها المحاضرة، التي نظتمها السفارة التشيلية في عمان بالتعاون مع منتدى الفكر العربي، أنه وفقا لإحصائيات منظمة الهجرة العالمية، فإن عدد المهاجرين العرب إلى أميركا اللاتينية تقدر من 25 إلى 28 مليون شخصا غالبيتهم في البرازيل وتشيلي.
وقال إن أكثر ما يميز المهاجرين العرب إلى أميركا اللاتينية والذين بدأت هجرتهم تتكاثف في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أنه كان يطلق عليهم تسمية "ترك"، كونهم كانوا يحملون الجنسية العثمانية آنذاك.
وأكد أنه لا بد من التواصل مع دول أميركا اللاتينية، مشيرا إلى أن كثيرا من ثقافتنا في بلاد الشام أتت من شعراء عاشوا في أميركا اللاتينية، مشيرا إلى ضرورة استثمار هذه العلاقة التي تربط بين منطقتنا ودول أميركا اللاتينية بسبب الحضور العربي فيها من خلال أبناء المهاجرين، لافتا إلى أن التواصل الثقافي يعزز هذه العلاقة ويمهد لأشكال من التفاهمات بين الجانبين.
من جهته قال سفير تشيلي في الأردن، ادواردو إسكوبار، "تجمعنا اليوم مناسبة جديدة في إطار هذه المبادرة التي كان محركها سمو الأمير الحسن قبل سنوات من خلال المنتدى العربي الأيبيري اللاتيني حول الإرث العربي الأيبيري اللاتيني العظيم، وهي روابط ترتكز على إرث غني ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا ولغويا، والاطلاع على عالم الهجرة الذي اختار فيه الكثيرون من الأردنيين والفلسطينيين والسوريين واللبنانيين الهجرة إلى أميركا اللاتينية.
بدوره استعرض الدكتور خورخيه، الذي يعود الى أصول لبنانية- فلسطينية، تاريخ المهاجرين الأوائل إلى أميركا اللاتينية بشكل عام، وتشيلي بشكل خاص، موضحا من خلال الصور، التي تتحدث عن إحدى الاسر من الجيل الأول من المهاجرين العرب، والتي هاجرت مع بداية القرن العشرين الى تشيلي في ظل صعوبات وفقر وعدم معرفة باللغة، واجهتها في بداية هجرتها وساهمت لاحقا بتأسيس مصانع نسيج كبرى في تشيلي، إلى أن أصبحت الآن من إحدى أثرى العائلات في تشيلي بعد ثلاثة أجيال لها.
وتحدث عن الجيل الثاني من المهاجرين العرب الى تشيلي بالاستناد إلى مذكرات مؤتمر الجاليات العربية الذي عقد في سانتياغو العام 1962، والذي أشار فيه إلى اندماجهم في المجتمع التشيلي واعتزازهم بما قدمه الجيل الأول من المهاجرين، مشيرا إلى أن الجالية العربية الأكبر في تشيلي هم من ذوي الأصول الفلسطينية، فيما في البرازيل من ذوي الأصول اللبنانية.
وكان مدير المعهد، الدكتور وجيه قانصو، ألقى كلمة في مستهل المحاضرة، أكد فيها أن لحظة الأندلس أحدث تلاق بين المكون العربي والمكون اللاتيني؛ حيث اتخذت شكلا حضاريا وإبداعيا وتفاعليا مع محيطها الأوروبي لتكون في لحظة من لحظاتها ذروة الإبداع الإنساني وأرقى مستويات التفكير الانساني.
--(بترا)