منتدون يؤكدون ضرورة إيجاد استراتيجية عربية للتعامل مع الدور الروسي في المنطقة
المدينة نيوز :-أكد منتدون تنامي الدور الروسي في منطقة الشرق الأوسط، رغم اقتصاره على الجانب العسكري والأمني، وضعفه في الجانب السياسي والاقتصادي، معتبرين أن التدخل في سوريا كان المدخل الأساس لتنامي هذا الدور في المنطقة، بحيث باتت موسكو اللاعب الأساسي فيما يتعلق بالملف السوري.
وأكد المنتدون ضرورة إيجاد استراتيجية عربية للتعامل مع الدور الروسي في المنطقة، معتبرين أن هذا الدور مرشح للتوسع بحسب التوجهات الأمريكية تجاه المنطقة وترك حالة من الفراغ فيها، لافتين إلى أن التدخل الروسي في سوريا عمل على مزيد من التأزيم والعسكرة في المنطقة، مع الفشل في إدارة الملف السوري سياسياً وتركيزها على الجانب العسكري والأمني مما ولد نظرة شعبية سلبية تجاه هذا الدور رغم افتراض أن تدخلها في المنطقة سيعمل على مواجهة الهيمنة الأمريكية المنحازة للسياسات الإسرائيلية.
دعا المشاركون في الصالون السياسي الذي عقده مركز دراسات الشرق الأوسط مساء اليوم السبت بعنوان "تنامي الدور الروسي في الشرق الأوسط وتداعياته على العالم العربي"، الى ضرورة التفريق في النظرة السياسية بين روسيا والنظرة السابقة عن الاتحاد السوفيتي، معتبرين أن روسيا ترتبط مصالحها بالدرجة الأولى بالمصالح الغربية وأن سعيها لحماية مصالحها في المنطقة كان الدافع الرئيس لتدخلها في سوريا، مشيرين إلى تنسيق مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حول هذا التدخل، بعد التوجه الأمريكي نحو منطقة الشرق الأقصى.
واعتبر الخبير الاستراتيجي الفريق المتقاعد الدكتور قاصد محمود الذي أدار الندوة، أن روسيا استثمرت تدخلها العسكري في سوريا لإعادة بناء بعض التحالفات مع دول الإقليم بما في ذلك تطوير علاقاتها مع الأردن في عدة مجالات، مشيراً إلى أن التدخل الروسي في المنطقة لم يقتصر على الملف السوري وأنه مرشح لمزيد من التوسع نحو عدة ملفات أخرى.
فيما شدد عميد كلية الأمير الحسين للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية الدكتور محمد القطاطشة، على عدم التعاطي السياسي مع روسيا بناء على النظرة السابقة للاتحاد السوفييتي، معتبراً أن روسيا تمثل قوة عظمى لما تتوافر عليه من قوة عسكرية، فيما جاء تدخلها في الملف السوري عسكرياً بعد سنوات من الحماية السياسية للنظام السوري عبر منع أي قرار لمجلس الأمن ضد النظام.
وأشار إلى توسع العلاقات الأمنية مع روسيا في المنطقة، ووجود بوادر لتحالف روسي تركي إيراني، مع استمرار متانة العلاقات الروسية- الإسرائيلية.
من جهته أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور نظام بركات، أن هشاشة الوضع في بعض الدول العربية يسمح بتمدد الدور الروسي في المنطقة، وأن روسيا نجحت في تأمين الاعتراف بدورها في المنطقة وعودتها للصدارة الدولية، معتبراً أن تدخل روسيا لصالح النظام السوري انعكس سلباً على علاقتها مع بعض الدول الخليجية رغم ما جرى من زيارات خليجية إلى موسكو واستخدام الورقة الاقتصادية عبر التبادل التجاري مع روسيا، فيما لعب الإعلام دوراً في التحريض على الدور الروسي لا سيما عبر تسليط الضوء على عمليات القصف التي كان يقوم بها للمدن السورية مما ولد رفضاً شعبياً لهدا التدخل.
--(بترا)