اللون العاشق.. رواية للمصري شبلول عن لوحة تشكيلية
المدينة نيوز :- يصوغ الكاتب المصري أحمد فضل شبلول من اللوحة التشكيلية المسماة بنات بحري التي أبدعها الفنان التشكيلي المصري العالمي محمود سعيد، فضاءً لسطور روايته الجديدة المعنونة اللون العاشق الصادرة حديثا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان.
(حلاوتهم، وست الحسن، وجميلة)، ثلاث سيدات جميلات، التقين معًا بين ألوان لوحة وسردية ادبية، فهي اللوحة التي صوّر فيها محمود سعيد ثلاث فتيات بالملاءة اللف السكندرية السوداء الخفيفة، جعل أحمد فضل شبلول الفتيات يخرجن من اللوحة التشكيلية، ويتشابكن مع الحياة التي يعاصرنها في مناحيها المختلفة، ما يُكسب الرواية بُعدًا إنسانيًا وجماليًا خاصًا، فضلًا عن الأبعاد السينمائية والأدبية والفنية.
لم تقتصر رواية "اللون العاشق" على جميلات بحري الثلاثة، إنما نجد فيها شخصيات أدبية وفنية عاصرها محمود سعيد من أمثال توفيق الحكيم، والمخرج السينمائي محمد كريم، والموسيقار محمد عبدالوهاب، وأم كلثوم، وأحمد رامي، وليلى مراد، وشقيقها منير مراد، والمثّال محمود مختار وغيرهم، فضلًا عن وجود بعض الرّسامين أمثال بيكاسو، وسلفادور دالي، وشخصيات أخرى، وأعطى الكاتب كل شخصية من شخصيات الرواية، لا سيما البطلات الثلاث الحرية في أن يحكين عن حياتهن.
وتعددت الأماكن في الرواية لتشمل الإسكندرية، والقاهرة، والمنصورة، وباريس، ولندن، وغيرها من المدن التي كان يتردد عليها محمود سعيد للعيش، والإقامة، والسياحة، والتعليم، حتى عام 1935 العام الذي رسم فيه لوحته بنات بحري، وتوقفت فيه أحداث الرواية.
"اللون العاشق" بتناولها سيرة محمود سعيد، رواية غنية بعالم الفن التشكيلي وتاريخه وتأثيره وألوانه وإيحاءاته، ما يميّزها أيضًا أنها احتوت على ملزمة ملونة للوحات والتماثيل التي ورد ذكرها في متن الرواية، وفضلًا عن أهميتها هذه، فهي مغرية بالقراءة إذ تتناول سيرة شخصية فنية حقيقية، مازجة في سردها بين الواقع والمتخيّل، ما يجعلها تتجاوز التأريخ، وتدخل في تشويقية الإبداع.
يشار إلى أن شبلول أنجز ثلاثة عشر ديوانًا شعريًا وثمانية كتب للأطفال، وفي الدراسات الأدبية والنقدية له تسعة عشر كتابًا، وفي الرواية صدرت له "رئيس التحرير" 2017، و"الماء العاشق" 2018، كما أصدر بعض المعاجم العربية، منها معجم الدهر، ومعجم أوائل الأشياء المبسط، ومعجم شعراء الطفولة في الوطن العربي خلال القرن العشرين، وترجمت بعض أعماله الشعرية ومقالاته إلى العديد من اللغات الأجنبية.
--(بترا)