بن عيسى: الوحدة العربية لا تتحقق بالقوة والهيمنة
المدينة نيوز :- أكد الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة ومقره المغرب، الدكتور محمد بن عيسى ان مشروع الوحدة العربية لا يمكن أن يتحقق بالقوة ولا بالتوسع والهيمنة، مبينا أن فكرة الوحدة الاندماجية ليست سوى "طموح" غير قابل للتحقق.
وبمحاضرة القاها في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، بعنوان "النخب والأزمات العربية: رهانات المستقبل"، أمس الاثنين، وقدمه فيها للجمهور رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، دعا بن عيسى إلى ضرورة استعادة النظام الإقليمي على أسس جديدة، وفق حقائق المرحلة وتجارب العالم الناجحة في الاندماج.
وبحسبه، فإن العالم العربي، يعاني من خمس أزماتٍ كبرى، الأولى تتعلق بانهيار الدولة الوطنية التي اختفت في بعض الساحات العربية، وتعرضت لانتكاسة قوية في ساحات أخرى، وأصبح من المطروح اليوم الحديث عن مستقبلها وإمكانات إصلاحها وإنقاذها من الانهيار.
أما الازمة الثانية، فرأى بن عيسى أنها تتصل بالوضع المسدود الذي وصل إليه النظام الإقليمي العربي؛ الذي ظهر في النصف الثاني من القرن العشرين، وكان هدفه ومبتغاه هو توحيد الأمة العربية وتحقيق مقومات الاندماج بين بلدانها.
لكن الأزمة الثالثة المتعلقة بـ"المأزق بين العلاقات بمنطقة الجوار الجغرافي"، فهي، وفق بن عيسى، تخص القوتين الإسلاميتين اللتين تنتميان إلى منظومة الشرق الأوسط بمفهومه الواسع أي إيران وتركيا.
وبالنسبة للأزمة الرابعة، فهي متعلقة، بحسب بن عيسى، بتوقف مسار التسوية السلمية للصراع الفلسطيني العربي- الإسرائيلي الذي شكل طيلة سبعين سنة الماضية الإطار الناظم للدبلوماسية العربية ومحور الاهتمام الفكري والسياسي العربي.
ولفت إلى أن الأزمة الخامسة تتصل بالمسألة الدينية، أي بما يشهده عالمنا العربي من تصاعد موجة التطرف الديني العنيف ومدى تأثيرها على تكريس الكراهية والغلو والتشدد، وعلى ما تقود إليه من تدمير المجتمعات وتقويض علاقة المسلمين بالعالم.
وتساءل بن عيسى عن دور النخب في ما وصل إليه عالمنا العربي من أزمات عصية، لكنه في هذا السياق، رأى أن النخب تشمل الزعامات السياسية والصفوة المثقفة، والقوى المدنية الفاعلة، منبها إلى أهمية تناول النخب أدوارها ومسؤولياتها في معالجة الوضع العربي الراهن.
وذهب المحاضر إلى أن خطاب النخب العربية لم يسع في الغالب للتفكير الجدي الموضوعي في الدولة الوطنية، التي هي الصيغة التاريخية الحديثة للتجمع السياسي المنظم، مقابل الأشكال السابقة من الدولة التي عرفتها المجتمعات العربية الإسلامية وغيرها من المجتمعات الإنسانية، كالدولة الإمبراطورية الوسيطة.
بدوره، قال المصري خلال تقديمه للمحاضر، ان "بن عيسى هو نتاج قوميتين يتميز بهما المغرب: العربية والامازغية، وأيضا هو نتاج منتديات فقهيه وثقافية تعج بها مدن المغرب مثل فاس والرباط ومراكش". وأعتبر أن مغرب العرب يمتاز عن مشرقه في أوجه عدة، من حيث أنه يتشارك مع أوروبا بالبحر المتوسط مناصفة وهو أكثر قبولا للآخر وإنفتاحا على الحضارات الأخرى، كما أنه أكثر إنحيازا وتوظيفا للعقل من المشرق العربي. وبن عيسى، يشغل حاليا منصب الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة (موسم أصيلة الثقافي الدولي)، وهو مواليد أصيلة/ المغرب. حاصل على الدكتورة الفخرية بالقانون في جامعة منيسوتا في الولايات المتحدة الاميركية، وعمل خبيرا دوليا في الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة، وانتخب نائبا في البرلمان المغربي، كما تولى وزارة الثقافة ووزيرا للشؤون الخارجية والتعاون، وعمل سفيرا للمملكة المغربية في واشنطن .
--(بترا)