"لجنة زكاة الأوقاف الاسلامية" ودورها في دعم صمود المقدسيين
المدينة نيوز :-قال عضو لجنة زكاة القدس التابعة لدائرة أوقاف القدس، رئيس إدارة المشاريع والأيتام في اللجنة، الشيخ أشرف سلهب، إن اللجنة تقدم مساعدات لنحو 12 ألف عائلة محتاجة وفقيرة، منها نحو 1800 أسرة برواتب شهرية، كما تكفل 8700 يتيم، وتقدم لهم رواتب شهرية.
وأضاف في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن لجنة زكاة القدس التي تأسست عام 1988، تنفذ مشاريع مساعدات موسمية، مثل: الشتاء ورمضان وبدء العام الدراسي، بالاضافة الى الدورات الشرعية والعلمية للطلاب في مأوى الأيتام، ومراكز تحفيظ القرآن في القرى المجاورة للقدس.
ونوه الى الدعم الطيّب الذي يأتي من الهيئة الخيرية الهاشمية ولجنة مناصرة الشعب الفلسطيني الأردنية، بالاضافة الى متبرعين من الخليج العربي ومن مؤسسات خيرية في تركيا وأوروبا، وأخرى من العالمين العربي والإسلامي، والتي يمتد أثرها الى مؤسسات خيرية أخرى تعمل في بيت المقدس وفي البلدة القديمة، لافتا الى أن الحاجة أكثر من الدعم الذي يأتي.
ولفت الى أن غالبية أهل القدس وخاصة في البلدة القديمة، هم تحت خط الفقر، وهم بحاجة لدعم ومساندة أخوتهم العرب والمسلمين، لتعزيز صمودهم ورباطهم في المدينة المقدسة، التي يعمل الاحتلال بكل الوسائل على اقتلاعهم منها.
وتحدث سلهب عن معاناة المقدسيين الكبيرة، خاصة داخل أسوار البلدة القديمة، التي لا تزيد مساحتها عن 900 دونم، وتحيطها بها أسوار بطول 3700 متر، مشيرا الى وجود نحو 5500 عقار من بيوت ومحلات تجارية، داخل البلدة القديمة، أغلبها وقفية، ويبلغ عمرها من 450 الى 700 عام، أي منذ العهدين المملوكي والعثماني، ويسكن البيوت أكثر من 33 ألف مواطن فلسطيني، مشيرا إلى أن هذه المحلات والبيوت القديمة جدا، لا يصلح أغلبها للسكن، لأنها بحاجة الى الترميم وإعادة التأهيل والتهيئة للسكن الصحي.
وأكد أن المواطنين المقدسيين رغم كل الضغوطات واستفراد سلطات الاحتلال بهم ، الا أنهم مرابطون في بيوتهم ومحافظون على عقاراتهم ومحلاتهم، رغم أن الكثير منهم لا يستطيع جلب قوت يومه.
ووصف سلهب العبء الكبير الذي تقوم به دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس التي ترزح تحت الاحتلال الذي يمنع تدخل أي سلطة، والحمل الثقيل الذي يقع على كاهلها، حيث تقوم من خلال موظفيها الذين يتجاوز عددهم أكثر من ألف موظف، بالحفاظ على العقارات وبأعمال الترميم والصيانة داخل المسجد الأقصى وأسوار وبيوت داخل البلدة القديمة، وكذلك تعمل على وضع رؤية واستراتيجية مشتركة لكل الهيئات والمؤسسات الداعمة والمساندة، والتي تعود بالمنفعة على الصالح العام لأهل القدس.
وأظهر تقرير من القدس نماذج مشرفة لأصحاب عقارات ومتاجر تقع في مواقع حساسة وحيوية في البلدة القديمة، حيث قاوموا بصمود وتحد كل وسائل ضغوطات الاحتلال الاسرائيلي، ورفضوا كل العروضات المغرية التي بلغت عشرات الملايين من الدولارات للعقار الواحد، رغم فقرهم وحاجتهم والأعباء الضريبية التي يرزحون تحتها.
وأكدوا أنه مهما كانت الضغوطات التي يتعرضون لها من جهات اسرائيلية مختلفة من بلدية وضريبية ومحاكم، ومهما كانت العروض والمغريات للتنازل عن أملاكهم من جمعيات استيطانية ورجال ِأعمال يهود، فلن يتركوها ولن يفرطوا بشبر واحد منها مهما كان الثمن، ومهما كانت ظروفهم المعيشية صعبة وقاسية.
وفي المحور المتعلق بمقاطعة المقدسيين لانتخابات بلدية الاحتلال، قال عضو الإئتلاف الأهلي المقدسي، زكريا عودة، ان عملية المقاطعة تشكل عمليا، تصويتاً واستفتاءً على رفض وجود الاحتلال وسياساته من ضم ومصادرة ِالأراضي وبناء المستوطنات والتهويد وأسرلة المدينة المقدسة، وكذلك تشكل المقاطعة أيضاً، استفتاءً على رفض قرار الادارة الأمريكية وسياساتها التي اعتبرت مدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وأكد أن قضية المواطنين المقدسيين ومشكلتهم ليست في الخدمات، بل هي مشكلة احتلال وسياسات ضم وتهويد، مشيرا الى المحاولات التي تمت ولم تنجح لإعادة تفعيل الأمانة العامة للقدس التي قامت سلطات الاحتلال بحلها بعد احتلال المدينة 1967، لأن الاحتلال يرفض اي بدائل ينظم شؤون المواطنين المقدسيين.
ونوه الى الدور الذي تقوم به المؤسسات الاهلية المقدسية المختلفة من تعليمية وصحية واجتماعية وثقافية وفنية، في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مدينة القدس، ومقاومة سياسات الاحتلال التهويدية لمدينة القدس.
من جهته قال الناشط المقدسي، فادي المطور، ان فشل الاحتلال في التغلغل واختراق الصف المقدسي الذي قاطع انتخابات بلدية الاحتلال مقاطعة شاملة، تؤكد تمسك أهل القدس بهويتهم العربية الفلسطينية، رغم جميع الاغراءات التي عرضت عليهم.
وأكد أن الصف الوطني الموحّد في مدينة القدس المحتلة من قوى وطنية واسلامية، ساهمت في نشر الوعي، جيث جاءت مقاطعة الانتخابات تتويجا لجهودها، وترسيخا للانتماء المقدسي.
وردا على سؤال متى تتحرر القدس؟، أجمع طلبة من الجامعة الهاشمية "لتقرير القدس في عيون الأردنيون"، أن القدس سوف تتحرر عندما تتوحد إرادة العالمين العربي والإسلامي حول مركزية قضية القدس وفلسطين، ويتم التكاتف والتضامن والتعاون وتزول الخلافات ويتلاشى التناحر والتآمر، ويتم تعظيم القواسم المشتركة الجامعة للِأمة.
وأكدوا ضرورة نشر الوعي الديني والقومي والوطني، والتحرر من ربقة الاستعمار الفكري، والابتعاد عن الغلو والتطرف، الذي يؤدي لاستنزاف طاقة الأمة وتشتيت صفوفها وبعثرة أمكانياتها ومواردها بما لا يخدم قضاياها الوطنية والقومية، وكذلك ضرورة دعم رباط وصمود المقدسيين وأهل فلسطين، حتى يأتي الوقت الذي تتوافر وتتكامل فيه عناصر التحرير.
--(بترا)