فقه الكولسة واجتهاد التزكية
قرأت عدة منشورات لبعض الإخوة الذين يعيبون على حزب المبادرة الوطنية للبناء زمزم إختيار أمينه العام الدكتور رحيل غرايبة بطريقة التزكية وقد هاجموه بشراسة لا منطقية لا تخلو من الشخصنة واللامهنية ، متهمينه بانه قد مارس في حزبه ما كان ينتقده إبان وجوده في حزبه السابق وأدى لخروجه منه وتأسيسه لحزب آخر ، لذلك وجدت في نفسي ضرورة مسك المرآة عنوة مرة أخرى أمام منتقديه الذين (لا يرون عوجة آذانهم) كما يقولون ، رغم تأكيدي على أن اختيار أمين عام أي حزب بطريقة ديمقراطية أولى من التزكية في غالب الأحيان وخصوصا في مراحل متأخرة من عمر الحزب بعد استقرار أداءه ، ولذلك أقول لمنتقدي الدكتور أبا أسيد :
* فرق كبير بين أن يتم اختيار أمين عام الحزب ولو بالتزكية وأمام الحضور (وفوق الطاولة) وبين من يستبق هذا الإختيار بشهور لعقد اللقاءات السرية في الغرف المظلمة فيقيم التحالفات والكولسات وما يرافقها من أمراض واغتيال للشخصية لحساب طرف دون الآخر ...
* فرق كبير بين أن يتم اختيار الأمين العام للحزب بالتزكية في حزب يشكل فيه الإسلاميين نسبة لا تزيد عن 15% وبين أن يتم انتخاب أمين عام حزب آخر نسبة الإسلامين فيه 100% وما يرافق ذلك من إصطفافات مقيتة تخرق كل القيم التي تربينا عليها ...
* فرق كبير أن تقارن اختيار أمين عام الحزب بالتزكية في حزب عمره سنتين مارست فيه هيئته العامة نضجا سياسيا كبيرا حين أفرزت منصب الأمين العام بالتزكية لقناعتها أن حزبها في مرحلة ما زالت وليدة قد تأسس في 2016 يحتاج فيها لاستكمال البناء والتأسيس الفكري للحزب والذي بدأه مؤسسه ومنظره الأول الدكتور رحيل غرايبة بعد أن استقر تقريبا تأسيسه الإداري والمالي ، وبين أن تقارنه بحزب عمره عشرات السنين قد أصبحت سمة عزله وتطفيشه للقيادات والكفاءات إحدى أبرز سماته في عقده الأخير ...
* فرق كبير بين أن يتم اختيار أمين عام الحزب بالتزكية في حزب فاز فيه الإسلامي الدكتور نبيل الكوفحي بشق الأنفس برئاسة المجلس الإستشاري أو ما يسمى (مجلس الشورى) بقارق 5 أصوات على زميله الأخ عبدالمهدي العكايلة وهو شخصية وطنية مقدرة ، بينما في حزب آخر تسبق إنتخابات الشورى فيه عمليات طحن للمنافسين فيما بينهم أقل ما يقال عنها إذا أردت أن أبسط وصفي لها بأنها لا تليق وغير أخوية ...
* فرق كبير أن يتم إنتخاب أمين عام الحزب بالتزكية في حزب يتفاعل في نشاطاته واستحقاقاته ما يزيد عن 80% من أعضاءه بينما لا تتعدى هذه النسبة في حزب آخر عمره عشرات السنين عن 25% من أعضاءه والباقي إما مطنشين يتم استدعائهم لتغليب فريق على آخر عند أي استحقاق ، أو متفرجين طيبين لكنهم مستائين من الأداء يضربون يدا بيد ولا طاقة لهم بالتغيير ...
سائد العظم : عضو لجنة الشباب في حزب الشراكة والانقاذ