نعم للتغير ... لا للفوضى
![نعم للتغير ... لا للفوضى نعم للتغير ... لا للفوضى](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/70825.jpg)
لقد بدء الحراك السياسي الجماهيري في تونس الشقيق مرورا بمصر العربية وما زال يتفاعل في مصر وعلى كافة الأصعدة الجماهيرية ونحن نتمنى أن يسفر ذالك الحراك عن تغير حقيقي لمجمل السياسة في مصر ولكن دون دماء ودون فوضى ودون أن يسفر عن تدخل خارجي إقليمي أو دولي ودون أن تتعرض منجزات الشعب والوطن المصري للتدمير والخراب.
نعم لقد بدء الحراك السياسي الجماهيري لدى الكثير من الشعوب العربية التي تعبت وأثقل كاهلها الحكام الذين يتربعون على أكتاف الشعوب وهم لا يقدمون لها سوى مبررات الهزيمة والفشل والوعود برغد العيش والحياة الهانئة والديمقراطية ويعدونها بالمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والقرارات المصيرية وغيرها. لقد تعبت الجماهير وملت من أولئك النخب السياسية الحاكمة في كثير من البلدان العربية لأنها كلحت وأصبحت بلا لون وبلا طعم وبلا رائحة تفوح فقط منها رائحة الفساد وسرقة الأموال العامة والخاصة والاستئثار بمكاسب السلطة وسرقة منجزات الشعوب واللعب على متناقضاتها الاجتماعية والعرقية والدينية والمذهبية والعمل الدائم على استبعادها عن دوائر صنع القرار وإدخالها نفق التهميش والتطنيش.
نعم تعبت الجماهير من وعود سرابيية وغيوم لا تنذر بمواسم حصاد جيد ومن سنين القحط التي أكلت الأخضر واليابس نعم تعبت الجماهير والشعوب في العالم العربي من المحيط إلى الخليج تارة من التخمة الزائدة وتارة من الجوع والفقر المدقع وذلك بسبب التوزيع الغير عادل للثروة وعدم المشاركة في صنع القرار وعدم وجود الشفافية في جميع مفاصل الحياة لدى الجماهير نعم هذا وأكثر لقد ضاق المواطن العربي ذرعا في كثير من القضايا الداخلية والخارجية وبدء تواقا للتغير واستحدث فكرة المسيرات المليونية التي لم تعد قوى القمع تستطيع محاصرتها وبدأت الجماهير جاهزة للعطاء وبدأت الحياة والموت سيان هذا مؤلم في عالمنا العربي ونحن والعالم يقرع باب الألفية الثالثة بتقدم حضاري وتكنولوجي كبير نعم إن ما يعانيه الإنسان العربي كثيرا فهو يحتاج للخبز والكرامة والحرية ويحتاج إلى المشاركة في تقرير مصيره ومقاومة الظلم الذي يقع علية من حكامه وجلاديه. ويحتاج إلى التعبير عن قناعاته في قضاياه القومية نعم لقد تعبت الجماهير كثيرا كثيرا فهل هناك من عقلاء وحكماء يسعفوا الشارع العربي بوصفات ناجعة للخروج من كل هذه المعاناة؟! ويفتحوا ثغرة في جدار الصمت الأصم نعم تحتاج إلى تغير ولكن بصورة لا تسفك فيها الدماء بلا مبرر ولا تنهب الممتلكات ولا تستباح حرمة الأوطان للأجنبي ولا تدخل البلاد في حالة فراع دستوري ولا تسرق بعض النخب منجزات الشعوب وتدعى أنها هي صاحبة السبق في التغير أو صاحبة الرؤيا الثاقبة وهي المتقدمة على غيرها من القوى السياسية كما نشاهد اليوم في الحالة المصرية وقبلها في الحالة التونسية. وحتى يكون التغير سلميا وعقلانيا واقعيا وفي خدمة الأوطان والشعوب نتمنى أن تبدأ بداية حقيقية وجادة بدء من القضايا الملحة والعاجلة وذات الأهمية بالنسبة للإنسان العربي بدء من حريته مرورا بخبزه وانتهاء بمستقبلة.
وأما في الأردن فأنني أرى رياح الديمقراطية تهب وبوتيرة عالية متمنيا أن تكون الحكومات عند حسن ظن جلالة الملك عبد الله الثاني ورآه وتتوجه نحو الإصلاح والدمقرطة بشفافية ووضوح وان تتم أي تحولات بصورة سليمة نظيفة وبعيدة عن أي عنف لأننا والحمد لله أسرة واحدة متحابة ولان القيادة التي حبانا الله بها متقدمة دائما وحمى الله الوطن والأمة.