عبيد: الفضاء السردي يمكن ان يعد معيارا للتفريق بين الانواع السردية
المدينة نيوز :- خلص الناقد العراقي الدكتور محمد صابر عبيد الى انه من الممكن اقتراح مصطلح الفضاء السردي بحيث يكون معيارا للتفريق بين الانواع السردية.
وفي المحاضرة التي القاها بعنوان : "إشكالية الفضاء السردي: وحدة الجنس وتعدد الأنواع"، مساء امس الاثنين في المقر الرئيس برابطة الكتاب الاردنيين بعمان وبتنظيم من جمعية النقاد الاردنيين اوضح الدكتور عبيد ان اتخاذ الفضاء السردي معيارا يأتي من خلال تقصي مكونات السرد وعناصر التشكيل السردي للتفريق بين القصة الطويلة والرواية وبين القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة.
وكان استهل محاضرته التي ادارها رئيس الجمعية الناقد الدكتور زياد ابو لبن باستعرض الانواع السردية المتمثلة بالقصة والقصة الطويلة والقصة القصيرة جدا والرواية القصيرة والرواية ورواية الاجيال، مشيرا الى مشكلتين رئيستين اساسيتين في تشكل هذه المصطلحات.
وقال ان الاشكالية الاولى تظهر بالتفريق بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا فيما الاشكالية الثانية تتمثل بكيفية التفريق بين القصة الطويلة والرواية، لافتا الى ان المعيار التقليدي المتبع غالبا بين النقاد هو المعيار الكمي اي بالاحالة على عدد الصفحات والكلمات.
وفي هذا الاطار تساءل عن ماذا لو تساوت عدد الكلمات والصفحات بين نوعين؟، لافتا الى ضرورة اجتراح معيارية فنية للتمييز بين الانواع السردية. وبين ان هناك معيارا يتعلق بالمؤلف الذي يضع توصيف لعمله السردي من كونه رواية او قصة طويلة الا انه اوضح ان هذا التوصيف احيانا لا يكون دقيقا لاسيما بعد الانتهاء من قراءة العمل السردي من قبل النقاد اذ نجد ان الوصف لا ينطبق على العمل، مشيرا الى انه تعرض في تجربة سابقة لقراءة عمل سردي من 500 صفحة بوصفه رواية ليكتشف بعد الانتهاء من قرآءتها بانها فنيا تخضع لتوصيف معايير القصة الطويلة لاسيما في ظل غياب المساحات التي تمتد فيها الرواية. ولفت الى انه من خصائص القصة الطويلة ان كل عناصر التشكيل السردي تكون محدودة، اما في الرواية القصيرة فإن هذه العناصر، مشيرا الى ان الشخصية في الرواية تنفتح على الحركة، مبينا ان هناك اختلافا كبيرا بين شروط كتابة القصة وكتابة الرواية.
ورأى ان الرواية جنس ادبي مستقل وتتميز بمرونة اكثر في الحركة، فيما القصة فن نوعي جدا يعتمد على النسج الدقيق.
ولفت الى ضرورة وجود ضبط على حركة الزمان والمكان والشخصيات داخل هذه العناصر في الرواية والا انزاحت نحو الاطناب ولغة الانشاء.
وتطرق الى الرواية السير ذاتية وخصائصها والفرق بينها وبين السيرة الذاتية التوثيقية.
وسلط الضوء على اشكاليات ترجمة المفاهيم والمصطلحات السردية القادمة من مدارس النقد في اوروبا مستحضرا كمثال على ذلك اشكالية المفاهيم بين مصطلحي علم السرد السردية والفرق بينهما.
ودعا الى اهمية التمحيص واعادة النظر في كثير من المصطلحات النقدية والادبية القادمة من الثقافة الاوروبية خصوصا والغربية عموما وضرورة العمل على تكييفها بحسب المفهوم العربي.
وقال ان الدول العربية تفتقر الى مدارس في النقد تعمل بشكل مؤسسي اسوة بما يوجد في اوروبا اذ ان كل النقاد في الغرب ولاسيما اوروبا والمعروفين عالميا هم جزء من جماعات ومدارس نقدية وفلسفية حيث نقول هذه مدرسة فرانكفورت وغيرها، لافتا الى ان الجهد العربي بالترجمة والنقد هو جهد فردي وليس مؤسسي. وفي ختام المحاضرة التي حضرها جمهور نوعي من الاكاديميين والنقاد، جرى نقاش حول عدد من الموضوعات ذات الصلة بالمحاضرة.
--(بترا)