"شومان" يحتفي بإشهار كتاب "لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر"
ٍاحتفى منتدى عبدالحميد شومان بإشهار كتاب "لحظة الخليج في التاريخ العربي المعاصر"، للباحث والأكاديمي الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، مساء أمس الاثنين في قاعة عبدالحميد شومان بالمنتدى في عمان.
ورأى الدكتور عبدالله، في الاحتفائية التي أدارها الدكتور عمر الجازي، وشارك فيها الكاتب عامر طهبوب المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن علاقة الخليج بوطنه العربي كانت علاقة ملتبسة ومرت بأطوار عديدة كان الخليج في معظمها متأثرا وليس مؤثرا بمحيطه.
وبين المؤلف أن "لحظة الخليج" تفسر مجموعة من الوقائع والحقائق والمعطيات التاريخية والسياسية والتنموية التي تراكمت على الخليج، على مدى 40 عاما، موضحا أنها تستعرض بروز "حالة خليجية جديدة".
ولفت إلى أن خليج القرن الحادي والعشرين يختلف في معالم جذرية وفي مؤشرات حيوية، كثيرا عن خليج القرن العشرين، معتبراً أن الخليج الجديد بات يلعب دوراً محورياً في تحديد مصائر ومسارات بلدان المنطقة.
وأوضح في هذا السياق، أن هذه الحالة أفرزت أركانا عدة، أهمها "الركن الاقتصادي والمالي، والركن السياسي والدبلوماسي، والركن الاجتماعي والمجتمعي، والركن الإعلامي، والركن الثقافي والمعرفي"، مبينا ان في كل ركن من هذه الأركان هناك جديد، وهناك خليج عربي جديد. وبحسبه، فإن هذه الحالة فرضت نفسها على المراقب من قريب ومن بعيد، وتحتم النظر إلى الخليج كعملاق اقتصادي وسياسي وإعلامي يملك قراره، ويتحمل مسؤولياته ومسؤوليات أمن واستقرار منطقة عربية بمشرقها ومغربها.
وذهب الدكتور عبدالله إلى أن تركيز الكتاب على لحظة الخليج ورصد بروز الجزء الخليجي كمركز الثقل العربي الجديد لا ينم عن أي شعور بالاستعلاء تجاه محيطه، مؤكدا أن الخليج لا يود أن يخترع لنفسه ريادة لا تناسبه وليس في وارد المواطن الخليجي ان يتقمص هوية غير هويته العربية. ورأى الكاتب أن الحالة الخليجية الجديدة "لا تتفق مع التصورات التقليدية السائدة" التي ترى أن مجتمعات الخليج العربي هي مجتمعات تقليدية واستهلاكية، واقتصادها نفطي فقط، وان الخليج يعيش على هامش المشهد الإبداعي والمعرفي العربي.
بدوره بين طهبوب في قراءة قدمها حول الكتاب أن لحظة الخليج هي لحظة تأسيس واعدة، لخليج عربي هو جزء من قلب حضارة أمته، وتاريخها، وثقافتها، وهويتها، وحاضرها، ومستقبلها، وهي لحظة مليئة بنقاط القوة، ولا تخلو من نقاط ضعف، وتواجه تحديات ومعضلات، ونجاحات، وأزمات، وإخفاقات، وهي لحظة غير مكتملة، ترتفع فيها المؤشرات الاقتصادية والتنموية، وتتعاظم فيها قوة الحياة الناعمة، والتطور التقني، والعلم والتعليم.
وأكد طهبوب أن الكاتب إشكالي بامتياز، لكنه يمتلك روحاً حرة، وهو يجبر الأفكار على التصادم، ويحفز العقل على حرية التساؤل والشك، والانتقال من اللايقين إلى اليقين، نحو فهم أفضل للخليج في كل لحظاته، وفي كل أوقاته، كجزء لا يتجزأ من عمقه العربي.
وقال إن الخليج المزدهر المستقر هو خليج عربي، لا يقلل نماء الجزء من قيمة تراب الكل؛ يجب ألا يـستصغر، ولا يُستصغر، وهو ما زال حاضراً في تحمل مسؤولياته التاريخية لمواجهة غلاة الأمة وقوى التطرف والتخلف.
ونوه بمعايير جودة الحياة والتعليم والصحة وتفوق البنى التحتية التي اصبحت قيمة خليجية رافقت استقراره وتوحده، مقابل اللا استقرار والتعثر والتمزق والتفكك في الكل العربي.
والمؤلف، أستاذ جامعي، يحمل الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة جورج تاون، نشر عدة كتب أبرزها كتاب "العالم المعاصر"، و"النظام الإقليمي الخليجي"، و"حكاية السياسة"، و"اعترافات أكاديمي متقاعد" و"آخر إماراتي في نيبال". وله أكثر من 50 دراسة نشرت في دوريات محكمة باللغتين العربية والإنجليزية.