الكاتب جمال ناجي يرى احداث رواياته تتوالد اثناء الكتابة

المدينة نيوز - بدأت مسيرة الكاتب جمال ناجي الروائية منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي حيث جاءت روايته الاولى المعنونة (الطريق إلى بلحارث) ولاقت أصداء واسعة في حينها وأعيدت طباعتها سبع مرات وشكلت حافزا له للاستمرار في الكتابة الروائية .
صدر له عقب ذلك العديد من الروايات والمجموعات القصصية المتنوعة الاساليب والرؤى الجمالية , وتميزت رواياته وقصصه بالتنوع ولم تنحصر أحداثها في أماكن متكررة أو أزمان محددة .
ففي روايته الأولى (الطريق إلى بلحارث) تناول البيئة الصحراوية في احدى القرى العربية خلال العقد الثامن من القرن العشرين بينما دارت أحداث روايته الثانية (وقت) في المخيم الفلسطيني خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي , أما روايته الثالثة (مخلفات الزوابع الأخيرة) فتحدثت عن الغجر وحياتهم وحلهم وترحالهم وتعايشهم مع المجتمعات المحلية فيما تعد روايته الرابعة (الحياة على ذمة الموت) مقدمة للدخول إلى موضوع العولمة من خلال الاقتصاد وهو ما تم استكماله في روايته الخامسة (ليلة الريش) التي تدور أحداثها في الأوساط المالية والاقتصادية من منظور نقد سلبيات العولمة.
رأى النقاد في قصص ناجي (رجل خالي الذهن، رجل بلا تفاصيل، ما جرى يوم الخميس) اختلافا جذريا عن أسلوبه الروائي سواء من حيث الشكل ام اسلوب المعالجة ام المضمون وقد صنفت على انها نوع من قصص الكشف في أعماق النفس البشرية بأسلوب جديد يعتمد المفارقة والنهايات غير المتوقعة.
ولفتوا الى ان تميز اعمال ناجي عائد الى تنوع رواياته وقصصه كون أحداثها لا تنحصر في أماكن متكررة أو أزمان محددة في خلاف مع الفرضية المتداولة في بعض الأوساط النقدية من أن الروائي يكتب في حياته رواية واحدة ويظل يدور في فلكها.
ويفسر ناجي انه لحظة الكتابة يعيش حالة من عدم الإستقرار والاحساس بأن ما سبق أن كتبه حول موضوع ما قد أدى أغراضه بشكل ما ولا داعي لتكرار الكتابة عنه .
ويقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا )ان اهتمامه بموضوع العولمة والاقتصاد بدا في اكثر من رواية حينما شعر ان رواية ( الحياة على ذمة الموت ) لم تشبع مسألة الإقتصاد والعولمة أو لم تؤد غرضها وهو ما دعا إلى الكتابة ثانية عن الموضوع ذاته في رواية (ليلة الريش) .
وفي موضوع العلاقة بين الزمان والمكان في الرواية المعاصرة يشير ناجي الى انه لا يتفق مع الفهم الثنائي المتكافىء للزمان والمكان , ويضيف : لا استطيع أسر الزمان أو احتواءه مثلاً لكنني استطيع التقاط المكان ولملمته وتكثيفه وتحويله الى حضور متكرر قابل للنفي والتغييب , أما الزمان فشيء مختلف تماما.
واكد ان المكان التفصيلي في رواياته ليس سوى مظهر زماني كما أن المكان في (مخلفات الزوابع الأخيرة) غير موجود في الجغرافيا العربية او الأردنية , انه مكان متخيل اسطوري وغير حقيقي .
ويقول ان المكان لا يعني البيوت او الطرق او الجبال , فالناس يشاهدون الكثير من الأمكنة التي يذكرونها وقد لا تعلق في ذاكراتهم , لكن ثمة اماكن محددة هي التي يشعرون بوجودها ويتفاعلون معها وبها.
وتحدث عن روايته الأخيرة (عندما تشيخ الذئاب) التي كانت ضمن إجازة التفرغ الإبداعي من وزارة الثقافة بقوله انه لا توجد قصدية في الرواية ولم يقع في فخ الهندسة المسبقة مبينا ان الأحداث تتوالد أثناء الكتابة والشخصيات تتحرك وفقا لمنطقها وتركيبها الاجتماعي والثقافي والسياسي , ومن الصعب تشخيص هذا الحراك الآن لكن يمكن الإقتراب من بعض نقاط التماس التي قد تضيء بعضا من المناطق المأهولة بالأحداث .
يشار الى ان ناجي حائز على عدة جوائز أدبية وأعدت دراسات كثيرة عن نتاجاته الأدبية إضافة إلى رسائل الدكتوراه والماجستير التي تناولت تجربته الروائية كما أدرجت بعض قصصه القصيرة في المناهج المدرسية فيما جرى ترجمة العديد من قصصه القصيرة إلى اللغات الروسية والإنجليزية والألمانية والتركية. ( بترا )