تونس تكشف تفاصيل هامة عن اغتيال الزواري (شاهد)
المدينة نيوز :- كشفت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، تفاصيل هامة عن عملية اغتيال الموساد الاسرائيلي، لخبير الطائرات دون طيار، محمد الزواري، العضو في كتائب "القسام"، نهاية العام 2016.
الداخلية، وفي مؤتمر صحفي، نشرت صور وفيديوهات لمتورطين في عملية الاغتيال، مشيرة إلى أن التأخر في الكشف عن هذه التفاصيل، جاء بسبب "استدراج أشخاص متورطين".
وبحسب بيان الداخلية، فإن نحو 20 فريق عمل شاركوا في التحضير وتنفيذ عملية الاغتيال، وأن الإمكانات البشرية والمادية التي توفرت لتنفيذ عملية الاغتيال "كبيرة جدًا".
أحد منفذي عملية الاغتيال نمساوي، يدعى كرستوفر، وقدم نفسه على أنهم مهتم باختراعاته خاصة التحكم بالغواصة عن بعد.
وبحسب الداخلية، فإن المتورطين في العملية، زعموا أنهم قدموا إلى تونس للتجارة في المواد الغذائية.
وبحسب ما كشفت الداخلية، فإن الأمر الذي سهل على الموساد وعملائه المتعاونين، تعقب الزواري، هو هاتف تحصل عليه قبل اغتياله، كهدية من تركيا، وكان سهل الاختراق.
وذكر متحدث الداخلية أن الهاتف تم إتلافه على الفور بعد اغتيال المهندس التونسي، الأمر الذي لم يمكن الجهات المعنية من فحصه.
وأكدت الوزارة عطفا على بيانها السابق، أن القاتلين الرئيسيين يحملان الجنسية البوسنية.
والقاتلان دخلا تونس عبر ميناء حلق الوادي يوم 8 كانون ثاني/ ديسمبر 2016، ويدعيان "الفير ساراك"، و"ألان كانزيتش".
وانتقل القاتلا إلى مدينة المنستير، وتعرفا على تونسي يدعى "عبد القادر" قصد التنقل لزيارة مصانع بهدف الاستثمار، وبالأبحاث تبين أنهما حاولا التغطية لتواجدهما في تونس عبر الادعاء بالاستثمار.
وبعد يومين، انتقل القاتلان إلى جنوب تونس في جولة سياحية، قبل أن يعودا إلى المنستير في الثاني عشر من الشهر ذاته.
ويوم 13 ديسمبر تولى شخص يدعى سليم بوزيد تكليف امرأة اسمها مهى بن محمود بتوفير سيارتين والإبقاء عليهما جانب مقهى في صفاقس، ويوم 14 ديسمبر تم رصد سيارة ''ميتسوبيشي'' على مستوى القصاب في صفاقس، نزل منها أحد البوسنيين وتوجه للمأوى المحاذي، وتلقيا مكالمات هاتفية متواترة من رقم أجنبي، وقبل يوم من الاغتيال، تعقبا سيارة الزواري، "بمعنى أنّ يوم 14 ديسمبر كان بمثابة العملية البيضاء لمعرفة المسالك والتعقّب"، بحسب البيان.
وأكّد مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الإرهابية أنّهما استعملا السيارتين اللتين وفرتهما المرأة التونسية في تحركاتهما. وقبل يوم من عملية الاغتيال غادرا للقيروان ثم يوم 15 ديسمبر تحولا لعقارب بحجة شراء زيت الزيتون.
وقال المتحدث إنّ سيارتين توجهتا بعد ذلك الى منزل الزواري وتم ركن سيارة من نوع ''بيكانتو'' قرب منزله و''رونو ترافيك'' تم امتطاؤها من قبل الشخصين، وفي حدود الواحدة ظهرا غادر الزواري مقر إقامته إلى مركز تحاليل طبية.
وأشار إلى وجود ''فرضية أنه تم تعقب الشهيد من طرف أشخاص آخرين، لكن مدير الوحدة الوطنية للبحث في الجرائم الارهابية رجح أنه تم اختراق هاتف الشهيد لأنّ 'الان كانزيتش' كان يتحرك دائما قبل الشهيد".وفق عربي21
وبعد تنفيذ عملية الاغتيال تنقلا عبر ''رونو ترافيك'' التي تم حجز وسيلة الجريمة داخلها ثم ركناها ليصعدا سيارة ''كيا'' وتوجها الى سيارة ''الميتشي بيتشي'' التي حاولا الجانيان عدم ظهورها في مسرح الجريمة.
وأضاف أنّه تم حجز هواتف جوالة في السيارة الـ''كيا''، مؤكّدا أنّ منفذا الجريمة على درجة عالية من الحرفية لأنّهما تركا أدلة لتوجيه الوحدات الأمنية في عمليات البحث نحو فرضية أخرى غير صحيحة، حيث تم توجيه الأمن في اتجاه الوسط والجنوب في حين أنهما كانا في تونس العاصمة لإضاعة الوقت وتأمين انسحابهما.
وأوضح أنّ انطلاق الأبحاث كان بناء على إفادة أحد الشهود الذي أكد أنه اشتبه في سيارة بها مبرّد ولوحتها المنجمية مخفية، مشيرا إلى أنّ حجز الغرفة في نزل في القيروان كان إلى غاية يوم 16 ديسمبر، لكنها غادرا يوم 15 ديسمبر عبر ميناء حلق الوادي في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا.
بدورها، ثمنت حركة حماس عبر متحدثها فوزي برهوم، بيان الداخلية التونسية، داعية إلى تطبيق القانون بحق كل من يثبت تورطه في جريمة الاغتيال.
وقال برهوم في حسابه عبر "تويتر"، إن "المطلوب ضرورة ملاحقة هؤلاء المجرمين ومحاكمتهم وتقديمهم للعدالة والعمل على فضح الاحتلال الإسرائيلي المسؤول الرئيس عن هذه الجريمة".
وكانت وزارة الداخلية التونسية أعلنت بعد اغتيال الزواري، اعتقال مواطنة لها صلة بالاغتيال.
وذكرت الوزارة أنه "تمّ حجز أربع سيارات استعملت في تنفيذ الجريمة، ومسدسين وكاتمي صوت استعملا في العملية".
يشار إلى أن كتائب القسام، أعلنت أن الزواري أحد المنتسبين لها منذ 10 سنوات، وكان أحد رواد مشروع طائرات "الأبابيل" بدون طيار التي استخدمتها خلال العدوان الأخير على غزة صيف 2014.