النظام الإيراني محاصر من قبل البديل الواقعي
النظام الإيراني محاصر من قبل البديل الواقعي، محاصر من قبل بديله الديمقراطي الوحيد. فعندما كان خميني على قيد الحياة لم يستطع كتمان هذه الحقيقة وعبر بلسانه الخاص وقال: ”عدونا ليس خارج حدود إيران بل يقبع في نفس طهران وتحت أنظارنا“.
خميني كان يشير بذلك لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية التي كانت تصفه بالمتخلف والرجعي ولم تقبل في يوم من الأيام أن تتماشى وتقبل هيمنته الفاشستية تحت غطاء الدين.
منظمة مجاهدي خلق الإيرانية دعت من خلال وجود قاعدة جماهيرية ضخمة لها، إلى الحرية في مجملها الأمر الذي لم يقبل به أبدا خميني وعصابته ولم يكونوا أبدا قادرين على الاعتراف به رسميا. ولهذا السبب كان هناك مواجهة واضحة بين مناصري منظمة مجاهدي خلق وبين العصابات الفاشية المسماة "حزب الله" في جميع المدن الإيرانية. والمجاهدون كانوا يتمتعون بالقدرة والسعة والصبر الجميل مع هذه الحالة وقدمت خلال نضالها قيمة باهظة من بنيها تقديمها لعشرات الشهداء ومئات الجرحى وذلك حتى لا تقدم للدكتاتور الحاكم حجة للاستمرار بالقمع الشديد.
في ٢٠ يونيو ١٩٨١ أظهر خميني طبيعته الحقيقية وأصدر أمرا بقمع المظاهرات السلمية لمجاهدي خلق التي شارك فيها أكثر من نصف مليون شخص في طهران.
قوات الحرس أطلقت نيران رشاشاتها الآلية على هذه المظاهرات أردوا مئات المتظاهرين قتلى واعتقلوا آلاف الأشخاص وكثير من الذين ألقي القبض عليهم عشية ذاك اليوم تم إعدامهم دون حتى معرفة أسمائهم. وكان نتيجة هذا القمع الهمجي كان أكثر من ١٢٠ ألف شهيد حيث تم قتل ٣٠ ألف شخص منهم بشكل جماعي في مجزرة مروعة بأمر وفتوى من خميني في عمل إجرامي لاقضائي في صيف عام ١٩٨٨.
النظام الفاشي الحاكم في إيران كان يسعى دائما أن يقدم المقاومة وبديله الحقيقي الذي يرتكز في محوره على مجاهدي خلق على أنه بديل ضعيف وغير مؤثر. وسعى من خلال الأعمال المختلفة مثل القمع والإعدامات الواسعة في إيران قصف مجاهد خلق وذبحهم في مجازر جماعية على أرض العراق أن يبيد هذه الحركة وهذا البديل أو إضعافها على الأقل.
نظام الملالي يواجه الآن أزمات داخلية عميقة وانتفاضة وإضرابات واحتجاجات ونشاطات واسعة مرتبطة بمعاقل الانتفاضة في جميع أنحاء إيران. وبما أنهم فقدوا العصر الذهبي للداعمين مثل اوباما وحلقات العقوبات كل يوم تضيق أكثر فإنهم يجدون أن طريق خلاصهم الوحيد بتوجيه ضربة لهذا البديل. ولهذا السبب يسعى بكل جهده لمواجهة هذا البديل بكل ما استطاع من قوة وكمثال على ذلك يمكن الإشارة إلى الإرهاب المتسع في أوروبا وعمليات شيطنة المقاومة عن طريق الشبكات الإخبارية المتعاملة معه.
إن إرهاب نظام الملالي في أوروبا اتخذ أبعادا جديدة خلال عام ٢٠١٨ لأن هذا النظام يرى أن سقوطه ونهايته قد اقتربت ويلجئ لأي عمل من أجل بقائه لعله يظن بأنه سيستطيع أن يزيح بديله الحقيقي من طريقه. ومن بين ذلك يمكن الإشارة إلى الأعمال الإرهابية للنظام في ألبانيا وفرنسا وامريكا والدنمارك (في مارس، يونيو، أغسطس، سبتمبر ٢٠١٨ على الترتيب).
كما تم كشف وإحباط مؤامرة النظام الإيراني لضرب منظمة مجاهدي خلق في شهر مارس من هذا العام في ألبانيا (بالتزامن مع الاحتفال الإيراني التقليدي عيد النوروز) وهذه المؤامرة تم الإعلان عن كشفها وإحباطها من قبل رئيس الوزراء الألباني.
وكذلك يمكن الإشارة إلى مساعي النظام الإيراني لتفجير التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في حزيران من هذا العام الذي عقد في قاعة فيلبنت في باريس واعتقال قائد هذه العمليات الإرهابية أسد الله أسدي الذي يقبع الآن في سجن حكومي في بلجيكا وهو في انتظار محاكمته وكذلك سجن الزوجين المشتركين في هذه العمليات واللذين ينتظران محاكمتهما أيضا.
وفي عمل إرهابي آخر استخدم النظام الإيراني أحد عناصره في الدنمارك لتنفيذ مؤامرة إرهابية غير ناجحة تم كشفها وإحباطها واعتقال عميل النظام المسؤول عنها.
النظام الفاشستي الإيراني وبسبب يأسه وإحباطه يشير في كل عمل إرهابي يقدم عليه إلى عنوان بديله الديمقراطي أي منظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية. ذاك البديل الذي يتمتع بالتنظيم و بالقوة والمقدرة الحقيقية وكل مساعي النظام المكلفة والحثيثة لتقديم بديل آخر افتراضي وغير حقيقي لم تصل فيه لأي مكان. كما أن الظروف الداخلية والاقليمية والدولية لإسقاط النظام الديني مساعدة أكثر من أي وقت مضى. والنظام ومرتزقته ولوبياته الذين يعتبرون أن مصلحتهم في بقاء هذا النظام يروجون إلى أنه لو سقط هذا النظام فسينجر الوضع مثل سورية إلى حرب داخلية وفوضى وهرج ومرج. فهدف النظام ولوبياته هو إقناع الشعب والمجتمع الدولي بأنهم يجب أن يقبلوا بهذا النظام نفسه كما هو.
ولكن هذا الأمر عبارة عن خدعة كبيرة لأن الفاشية الدينية الحاكمة في إيران محاصرة من قبل بديله القوي ويمر في ظروف السقوط الحتمي ويعتبر أن بقائه الآن مرتبط فقط برفض هذا البديل.
لقد كانت حملة مناصرة قناة الحرية (التلفزيون الرسمي للمقاومة الإيرانية) التي استمرت منذ تاريخ ٣٠ نوفمبر حتى نهاية يوم ٢ ديسمبر فرصة ومناسبة جميلة جدا لقياس معدل التضامن والانسجام بين حركة المقاومة ومنظمة مجاهدي خلق.
إن حملة المناصرة هذه تبين بوضوح بأن هذه الحركة مستقلة ومعتمدة على نفسها ولهذا السبب لا تزال حتى الآن واقفة على أقدامها ثابتة رغم مئات المؤامرات والدسائس التي طبقها النظام وحلفائه ولا تزال إرادتها وعزمها معقودين من أجل إسقاط نظام ولاية الفقيه ولم يصابا بأقل خلل واضطراب.
وحملة المناصرة هذه تبين للجميع أن مناصري المقاومة والإيرانيين الذين يقدمون الدعم لمنظمة مجاهدي خلق والمقاومة لا يعتبرون أن هذا امتياز لهم أي قدموا دعمهم بلا منة وجميعهم متحدين يركزون قدراتهم على إسقاط هذا النظام القمعي والمتخلف.
إن اتحاد وتحالف الشعب الإيراني مع هذا البديل يثبت بأن التجربة السورية لن تتكرر في إيران. على الرغم من أن الشعب السوري قدم كل أنواع التضحيات والفداء ولكن بسبب فقدانهم لحركة ومقاومة قيادية للأسف لم يتم قطاف ثمار هذه التضحيات والنظام الإيراني المتدخل وبشار الأسد وحلفائه استطاعوا إبعاد المعارضة من خلال ارتكابهم لأفظع الجرائم ولكن في إيران هناك بديل ومقاومة منظمة وقيادية. مقاومة تقوم بتخطيط البرامج والاستراتيجية والسياسات التي تخدم المصالح العليا للشعب الإيراني.
إن تحربة الأربعة عقدا الماضية تظهر أن منظمة مجاهدي خلق المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هي القوة الوحيدة التي قدمت تضحيات جسيمة من أجل مقاومة ومقارعة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران وهي قادرة على تغيير الأوضاع في إيران.
هذه المقاومة وضعت نظرتها الديمقراطية من أجل إيران الحرة غدا في قالب مشاريع وبرامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة ما بعد سقوط الملالي.
وفي قائمة هذه البرامج يمكن الإشارة إلى برنامج السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة و المكون من عشر من مواد. هذا البرنامج يطالب بإيران الديمقراطية والمسالمة والمعتمدة على حكم الشعب والقانون والعدالة الاجتماعية.
إن ترحيب ودعم الشعب الإيراني للبديل الديمقراطي أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هي رسالة واضحة للعالم أجمع وخاصة أوروبا التي تتعلق عليها آمال وأعين النظام الإيراني الآن.
والرسالة هي أن النظام الفاشي الحاكم في إيران غير قابل للإصلاح والتغيير وهذا ما أكدته وقالته المقاومة الإيرانية بأن «الأفعى لن تلد حمامة أبدا».
ولذلك فإن نظام الملالي لن يكون قابلا للإصلاح والتغيير أبدا ولا ينبغي أبدا بناء الحسابات على شخصيات مثل حسن روحاني وشخصيات إصلاحية وهمية في داخل الحكومة.
لقد حان الوقت أن تغير الدول والحكومات وخاصة متبعي سياسات التماشي مع هذا النظام والذين يدعمون هذا النظام أيضا أن يغيروا مواقفهم ويعودوا عنها ويقفوا إلى جانب الشعب والمقاومة الإيرانية ويعترفوا رسميا بحقهم من أجل المقاومة ومطالبهم من أجل إسقاط النظام الفاشي الحاكم.
الشعب والمقاومة الإيرانية لن يرضوا بأقل من هذه المطالب.