علاج الزهايمر سيكون متاحاً خلال 10 سنوات

المدينة نيوز :- كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، أنه يُمكن أن يكون استخدام الحقن لمكافحة تطور و علاج مرض الزهايمر مُتاحاً للمرضى في غضون 10 سنوات، حسبما تُشير توقعات منظمة أبحاث الخرف الرائدة في بريطانيا.
وتقول جمعية الزهايمر، وهي مؤسسة بريطانية مسؤولة عن أبحاث علاج المرض وأمراض الخرف والبحوث غير الربحية، إنَّ سلسةً من الطفرات التي حدثت مؤخراً في مجال العلاجات والأدوية، التي من شأنها تعطيل عمل الجينات الضارة، قادت العلماء إلى "نقطة تحول" في كفاحهم ضد المرض.
مرض الزهايمر الذي يصيب 46 مليون شخص حول العالم، يعتمد على استهداف البروتينات الضارة التي تتراكم في الدماغ.
ومع ذلك، أقنعت النتائج "اللافتة" لتجربةٍ أُجريت حديثاً، وتستهدف إيقاف عمل الجينات الضارة التي تُنظِّم البروتينات لدى الأطفال المولودين بمشكلةٍ نادرة في العمود الفقري، العلماءَ أنَّ بمقدورهم اعتماد النهج ذاته في ما يخص الأشخاص الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بالخرف.
وفي مقابلةٍ مع الصحيفة البريطانية، قال جيمس بيكيت، رئيس البحوث في الجمعية إنَّ حُقناً للعمود الفقري من شأنها وقف انتشار وتطور أشكال مُحددة من المرض يُمكن أن تتوافر في غضون أقل من 10 سنوات.
ولن يُغيِّر العلاج، الذي يستخدم ما يُسمى بـ"المقص الجزيئي"، الشفرة الجينية الأساسية للشخص، بل الطريقة التي تتواصل بها جينات مُحددة معروفة بأدائها دوراً في الإصابة بالخرف.
من شأن عقار مثل هذا أن يفيد بالأساس قُرابة 18 ألف شخص في المملكة المتحدة من بين الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر الوراثي، أي ما يقرب من 2% من إجمالي عدد البريطانيين الذين يُعانون من الأمراض التنكسية، وهي الأمراض التي تؤثر بالأساس على الخلايا العصبية في المخ.
ويضم هؤلاء الأشخاص المصابين بالطور الأول لمرض الزهايمر، الذي يمكن أن يصيب الأفراد في أوائل الثلاثينات من عمرهم. ولا يوجد في الوقت الحالي أي علاجٍ لأيٍ من أشكال المرض.
وقال بيكيت إنَّ "عام 2019 سيكون نقطة تحول في علاج مرض الزهايمر من خلال الجينات المُسببة لأمراض الخرف".
وأضاف: "تكتمل الكثير من قطع الأحجية المختلفة. لدينا كل هذا القدر من المعرفة الجينية، مثلما فعل الباحثون في مجال السرطان قبل 30 عاماً، ونستثمر حالياً في فهمه واستغلاله".
يعرف العلماء في الوقت الحالي 25 نوعاً من الجينات التي تزيد بشكلٍ كبير خطر إصابة الشخص بمرض الزهايمر، مقارنةً بنوعٍ واحد فقط كان مكتشفاً في عام 2012.
ويعتقد الباحثون على نحوٍ متزايد أنَّ التعبير عن هذه الجينات يُمكن التلاعب به عن طريق تقنية "كريسبر"، (CRISPR) المُختصة بتعديل الجينات، التي تستغل عمليةً يستخدمها الجهاز المناعي لاقتطاع الحمض النووي (DNA) للبكتيريا الغَازيِّة أو ما يُعرف بالبكتيريا المُفترسة.
حظيت هذه التقنية برواجٍ واسع النطاق في شهر نوفمبر الماضي، بعدما ادَّعى العالم الصيني، خه جيان كوي، أنَّه استخدمها بغرض المساعدة في إنتاج أول أطفال مُعدلين وراثياً في العالم.
ومن شأن هذا التطور أن يكون غير قانوني في المملكة المتحدة، وأدانته الأوساط العلمية إدانةً صريحة.
وفي المُقابل، ستأخذ حالات علاج مرض الزهايمر المقترحة شكل "العلاج بالمرسال"، مُستهدِفةً الطريقة التي تُنظِّم بها الجينات نشاط البروتينات الضارة، مثل بروتيني (tau) و(Apo)، في الدماغ.
ولا يزال الأطفال المُصابون بضمور العضلات الشوكي، الذين قُدِّم لهم هذا النمط من العلاج، حالياً قادرينَ على المشي ولا يعتمدون على أجهزة التنفس الصناعي، بعد مرور سنواتٍ على الموعد الذي كان متوقعاً أن يُصابوا فيه بحالة وهن.
المصدر: الخليج أونلاين