المفرق: تراجع التسول بنسبة %60 وسكان يشكون الظاهرة
فيما تؤكد مديرية التنمية الاجتماعية في محافظة المفرق تراجع أعداد المتسولين بنسبة تقارب الـ60 % في العام الماضي 2018، إلا أن السكان يشددون على أن التسول في المفرق اصبح أمرا ” مزعجا”.وفقا لـ "الغد"
وكانت التنمية الاجتماعية ضبطت 61 متسولا من خلال 152 حملة، فيما ضبطت في العام 2017 برقم 123 متسولا من خلال 185 حملة، وفق مديرها بكر الخوالدة.
ويقول المحامي حسين العموش، إن التسول في المفرق تجاوز مرحلة ظهوره في الطرقات ووصل إلى درجة دخول المتسولين إلى الشركات والمرافق العامة، مشيرا إلى أنه بات يواجه إزعاجا من قبل المتسولين وصل إلى حد طرق منازل السكان وبأوقات مختلفة وغير مريحة.
ويطالب العموش بضرورة اتخاذ خطوات وتدابير رادعة من قبل الجهات المعنية، للوصول إلى وقف ظاهرة التسول وليس تراجع أعدادها، باعتبار أن التسول يرتفع وينخفض وفقا لعدد حملات المكافحة، فيما يعود ويظهر من جديد.
ويلفت إلى أن ظاهرة إرغام الأطفال على التسول شكل من أشكال التعدي على الطفولة، خصوصا وأن هذا الفعل يشكل خطورة واضحة على حياة الأطفال، نظرا لطبيعة وخطورة الأماكن التي يتواجدون عليها كالإشارات الضوئية.
ويبين الناشط الاجتماعي مروان عبدالمجيد، أن التسول كأرقام هي قضية تعني الجهات الرسمية العاملة في هذا المجال، بينما يهتم المراقب والمتسوق بضرورة أن يكون هناك ردع حقيقي يوقف فعل التسول.
ويؤكد عبدالمجيد، أن المتسولين باتوا يواصلون ازعاجهم بالتوجه إلى اماكن العمل لاستدرار عطف الموظف في مكان عمله، مطالبا بضرورة أن تقف الجهات المعنية بهذا الأمر على تنفيذ دراسات ومسوحات علمية اجتماعية، تحدد المحتاج للمساعدة من غيره من المتسولين باعتبارها مهنة يصرون عليها بغض النظر عن العقوبات التي تواجههم.
ويصف ظاهرة التسول ” بالمقززة ” نظرا لكونها باتت تجبر المتبرع على الدفع للتخلص من الإلحاح الذي يقوم به المتسول بطريقة تتنافى مع القيم الانسانية، لافتا إلى ظاهرة التسول غير المباشرة والتي ” يتغطى ” فيها المتسول ببيع العلكة وغيرها لغايات التسول وحالات استخدام الأطفال الرضع لاستدرار العطف وبالتالي الحصول على المال.
ويرى علي عيط أن التسول في محافظة المفرق ما زال موجودا، معتبرا أن مكافحته قد تحتاج وقتا نظرا لأن هذه الظاهرة تنتشر في المحافظات بشكل عام وتستدعي تظافر الجهود كافة لمحاربتها من خلال الجهة المعنية كالتنمية الاجتماعية وعلماء الدين من خلال الخطب والمساجد والجهات الرسمية صاحبة القرار بالعقوبة باعتبار ذلك استدرارا لعطف الناس بغير وجه حق للحصول على المال.
ويشير عيط إلى أن هناك فئات مختلفة من الأطفال والنساء والرجال يتسولون في أماكن مختلفة، معتبرا أن العقوبة الرادعة بحق المتسول ستكون يوما ما عاملا مساعدا على اختفاء هذه الظاهرة وتلاشيها.
من جهته يؤكد مدير التنمية الاجتماعية في المفرق بكر الخوالدة، أن المديرية ضبطت خلال العام 2018 الماضي 61 متسولا من خلال 152 حملة نفذها قسم الدفاع الاجتماعي، مقارنة مع 123 متسولا من خلال 185 حملة للعام 2017، بتراجع قدره 62 متسولا، معتبرا أن تكثيف حملات مكافحة التسول وبأوقات مختلفة حدت من انتشار التسول.
ويشير الخوالدة إلى أن المديرية ماضية في تكثيف حملاتها بشكل مفاجئ وبكافة الأوقات والأمكنة للتخلص من التسول، لافتا إلى أن هناك إجراءات تتخذ بحق المتسولين، الذين يتم ضبطهم بالتعاون مع الحاكمية الإدارية تصل إلى حد التوقيف والكفالات العدلية لمنع تكرار التسول من جديد.
وينوه إلى أن هناك تركيزا على وقف تسول الأطفال نظرا لما في ذلك من خطورة على حياتهم، باتخاذ أماكن خطرة على الإشارات الضوئية والطرق الخارجية السريعة، موضحا أن المديرية تنفذ مسوحات ودراسات جادة للوقوف على حالة المتسولين الحقيقية.
ودعا الخوالدة المتبرعين إلى عدم الاستجابة إلى طلب المتسولين، باعتباره استدرارا مخادعا لعواطفهم للحصول على المال، فضلا عن كون تقديم المال لهم يعتبر عاملا مشجعا على استمرار التسول وطلب المال.