الأمير الحسن يدعو إلى تعزيز الحوار والتعاون بين أتباع الديانات كأداة رئيسة في بناء السلام
المدينة نيوز :- دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، خلال ندوة نظمها معهد دراسات السياسة الدولية في روما يوم الجمعة حول الحوار بين أتباع الديانات ودوره في بناء السلام، إلى تعزيز الحوار والتعاون بين أتباع الديانات كأداة رئيسة في بناء السلام والتركيز على أن كرامة الإنسان هي أساس التنمية. ولفت سموه إلى أن الهدف من الحوار هو إيجاد واقع حياتي مشترك، يقوم على تفاهمات وأطر تفكير مشتركة وإجراءات فاعلة لحل التناقضات والصراعات ومعالجتها. وأكد سموه أهمية استنهاض التفكير العلمي بطرائق البحث والتعليم والتركيز على الإبداع والابتكار وترسيخ قيم التعددية والتنوع والاحترام المتبادل ضمن المجتمع الواحد، وتحفيز الحوار والتفاعل الحضاري بين مكوناته على الرغم من اختلافه الثقافي أو الديني. وشدد سموه في كلمته على أن "الإنسان هو قاعدة التنمية"، داعيا إلى أنسنة الأرقام والإحصائيات، ومعرباً عن تأييده لـ "منظور إنساني يعترف بكل واحد منا ويحدد قيماً مشتركة تسهم في تعزيز أخلاقيات التضامن بين الشعوب".
واقترح سموه تأسيس مرصد إقليمي في المشرق العربي لرصد والتصدي للصور النمطية السلبية، والتعصب، والاستقطاب وغيرها. وتحدث رئيس المعهد جيامبيرو ماسالو عن أهمية دور المؤسسات الأكاديمية من مراكز الأبحاث والسياسات في توفير منبر للحوار ووضع السياسات ما يمكن صناع القرار من الاستفادة منها. كما تحدث رئيس قسم الأديان والعلاقات الدولية في المعهد الدكتور فابيو باتيتو عن أهمية تغيير المفاهيم وصنع شراكات جديدة وفاعلة؛ مؤكدا أهمية التركيز على مفهوم المواطنة العالمية والكرامة الإنسانية. وأكد رئيس أكاديمية الأديان في إيطاليا الدكتور البيرتو مالوني أهمية الحوار في بناء السلام وضرورة الانتقال من الحوار إلى بناء الشراكات، مشيرا إلى ضرورة التعامل الإنساني مع الأشخاص المحرومين والذين يعانون من آثار الحروب والنزاعات والعنف حيث أن الرحمة هي أساس جميع الأديان. وتحدث المطران ميغيل إيوسو رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان عن أهمية العمل من أجل الصالح العام واحترام حياة الإنسان وحرية المعتقد والأديان، مؤكدا أهمية الحوار ومعرفة الآخر ما يعزز التفاهم ويساعد في تعزيز السلم في المجتمعات. ويعد معهد دراسات السياسة الدولية من أقدم المؤسسات الفكرية في إيطاليا المتخصصة في الدراسات الدولية حيث تأسس عام 1934 في مدينة ميلانو. ويعمل المعهد على تقديم الأبحاث الرائدة ووضع السياسات لصناع القرار والمسؤولين وللراغبين في فهم القضايا الدولية بشكل أفضل.
وكان سموه وخلال زيارته لمدينة فلورنسا التي سبقت زيارته إلى العاصمة الإيطالية روما، رعى أعمال المؤتمر الدولي الرابع عشر لتاريخ وآثار الأردن بعنوان "أثر الأزمات على ثقافة وحركة الإنسان ونتاجه الحضاري"، وشارك في عدد من جلساته والتقى العديد من المشاركين. كما التقى سموه في فلورنسا رئيس إقليم توسكانا يوجيني جياني، ورئيس بلدية فلورنس داريو نارديلا، كما قام بزيارة إلى مدرسة فلورنسا للحوار.
--(بترا)