محاضرة حول مدن المعرفة ضمن نشاط كتاب الاسبوع في المكتبة الوطنية

المدينة نيوز- استضافت دائرة المكتبة الوطنية مساء أمس الأحد عميد كلية العمارة والتصميم في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الدكتور نظير أبو عبيد ضمن أمسيات نشاط ( كتاب الأسبوع ) الذي تقيمه الدائرة .
وتحدث الدكتور ابو عبيد عن ( مدن المعرفة ) وقال ان من بين أسس المدينة المعرفية الأساس المعرفي الذي يتطلب وجود عناقيد أو مجمعات أو مراكز معرفية قوية , والأساس الاقتصادي الذي يتطلب مشاركة جدية وفعالة بالتمويل من قِبل القطاعين العام والخاص، لإنتاج منتجات ذات قيمة ونوعية عالية بالاستناد إلى التكنولوجيا والبحث العلمي والقدرات الذهنية للبشر.
واضاف ان مدن المعرفة تقوم ببناء مجتمع يسمى مجتمع المعرفة من خلال استقطاب الموهوبين والمبدعين وتعزيز مكانتهم في المجتمع ودعم نوعية الحياة لهم مبينا ان مجتمع المعرفة يشكل اربع شرائح رئيسة هي السكان والموظفين، ورجال الأعمال والصناعة, والزوار، وأسواق التصدير , ويتم اعتبار احتياجات كل شريحة ضمن موقعها الحضري مع اعتبار أبعاد القيم والهوية الثقافية والإجتماعية.
وقال انه يمكن تقييم اداء ومستوى المدن المعرفية من خلال معيارين : الاول الكثافة المعرفية الذي يعكس كم النتاج المعرفي ونسبة تداوله بين الناس واستخداماته في الحياة المعاصرة , والثاني كثافة وتنوع محركات الإبداع والمعرفة في المدينة وهي: الجامعات ومراكز الأبحاث والتطوير والواحات العلمية والمرافق المعرفية والثقافية مثل المكتبات والمتاحف والمسارح والمقاهي والشركات الاستثمارية في مجالات المعرفة.
واشار الدكتور ابو عبيد الى مميزات مدينة المعرفة والمتمثلة بحضور المعرفة كقيمة ثقافية وحضور الإبداع كقيمة ثقافية واستثمارية في سوق العمل وقدرتها على الربط بين العلم والتكنولوجيا من جهة وبين الثقافة والفن من جهةٍ أخرى , وقدم مقترحات لتأسيس شراكات بين الجامعات ومدننا .
وعن سؤال حول أين نحن من مدن المعرفة قال المحاضر ان مدينة عمان " مثل على الجامعات المتداخلة مع المدينة" فهي مؤهلة لأن تكون مدينة معرفة، اذا تم اعتبار ذلك ضمن مخططاتها المستقبلية مشيرا الى ان الاسباب الممكنة لاختيار عمان مدينة معرفة انتشار الجامعات ونسبة المتعلمين من المحترفين أو أصحاب المواهب وتنوعها الثقافي وشبكة الاتصالات .
وتطرق ابو عبيد لأمثلة عن مدن المعرفة مثل مدن : دلفت بهولندا , وسان فرانسيسكو ,وملبورن , وبرشلونة .
وقال الزميل مجدي التل الذي قدم المحاضر ان الامم لا تؤسس كيانها الا بفتح بوابات المعرفة لتنقش حضورها على اعمدة التاريخ لان حضور الانسان لا يكون خارج البحث عن هويته المكانية.
واضاف ان المدن نشأت نتيجة الرغبة في التعايش كمجموعات بالنسبة للافراد ولتحقيق الاستقرار الذي كان يحاول الانسان القديم جاهدا الحصول عليه، فمن الريف والصحراء والغابات ، بدأ ينتقل تدريجيا للوصول الى مفهوم جديد للتعايش ، يضمن استقراره ويحقق له في الوقت ذاته الحماية من كل المؤثرات الخارجية، فكان تخطيط المدن القديمة ينطلق من نوعين ( التخطيط الدائري والتخطيط ذو المحاور المتعامدة) . وقال التل انه لا يخفى ان جميع انواع المعرفة ليست على مستوى واحد فهي تختلف باختلاف ما تتميز به من دقة واساليب تفكير وقواعد المنهج المتبع للوصول اليها. ( بترا )