بالصور والفيديو .. الطراونة يجري مباحثات مع نظيره العراقي في بغداد
المدينة نيوز :- أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ونظيره العراقي محمد الحلبوسي أهمية تعزيز التواصل البرلماني بين البلدين وتنسيق المواقف المشتركة خدمة لمصلحة الشعبين الشقيقين، ونصرة للقضايا العربية والإسلامية.
وقال الطراونة خلال مباحثات اجراها مع الحلبوسي في بغداد اليوم الاربعاء "إننا في مجلس النواب الأردني نتطلع لعلاقات تربطنا بمحيطنا العربي، علاقات قائمة على الوعي المشترك في فهم طبيعة التحديات التي نواجهها في منطقتنا، وهي التحديات التي واجهت الأشقاء في جمهورية العراق، لكنهم استطاعوا استثمارها كفرص، واستطاعوا من خلالها الشروع ببناء العراق الحديث، عراق الديمقراطية والتعددية والاستقرار."
وأكد الطراونة على أهمية تعزيز عرى التعاون بين الاردن والعراق في مرحلة تحتاج فيه جهود العمل العربي المشترك الى دعم وإسناد، مشيراً الى ان الدبلوماسية البرلمانية تأتي في مقدمة التعبير عن تطلعات امتنا في توحيد المواقف تجاه التحديات والقضايا المختلفة.
وبين الطراونة ان العلاقات الاردنية العراقية علاقات ممتدة، ويتوجها العلاقات بين الشعبين، والتي تتمثل بعلاقات الاخوة والترابط والتلاحم، والشعور بمسؤولية مشتركة في تجاوز التحديات.
وشدد الطراونة على ان القيادات السياسية العراقية متوافقة اليوم على العودة الى صدارة المشهد السياسي في المنطقة، وعودة العراق لموقعه في صناعة القرار العربي.
وأضاف الطراونة أن العراق الشقيق عبر السنوات السابقة واجه حرباً ضروساً، على قوى التطرف والإرهاب، وهي حرب استطاع معها أبناء الشعب العراقي، تحجيم قوى الشر، وتمكنوا خلالها من تجنيب بلدهم ويلات غياب الأمن والاستقرار.
وتابع الطراونة: إننا وإذ ندعم جهود الأشقاء في العراق في ميادين الحرب على الإرهاب، فإننا نتعهد بمواصلة الحرب على قوى التطرف على المستويات كافة، عسكرياً وأمنياً وفكرياً، مؤكدين في ذات السياق على أن الحدود المشتركة ومستويات أمنها، هي مهمة مشتركة لن نتقاعس في القيام بها وإسنادها اجتماعياً من خلال التاريخ الطويل لعشائر بلدينا، وعسكرياً من خلال العقيدة العسكرية النابعة من انتماء جيشيّنا.
وقال الطراونة: " راقبنا باهتمام تطورات المخاض السياسي في العراق الشقيق، والذي تمثل بعملية سياسية أعلت قيم التعددية والديمقراطية وذلك أمام تحديات جسام، كان للعراق معها قصة تفوق وانجاز، وبفضلها، ها أنتم تنعمون باستقرار سياسي رأس ماله التعددية الناجزة، والمشاركة الشعبية الواسعة، والنتائج المرجوة في تحقيق تطلعات شعبكم العظيم".
وأضاف إننا في الأردن على يقين بأن عودة العراق آمناً مستقراً، واستعادته لمكانته في صدارة المشهد العربي، واحترامه لخصوصية جواره، هو أساس العلاقات البينية التي تنطلق من قيم الاحترام المتبادل، وتكامل الأدوار لا تناقضها، وعليه فإننا ننظر للشعب العراقي الشقيق بعين سواء، لا تفرقهم أعراق أو مذاهب أو طوائف، فهم شعب توحد تحت لواء الوطنية الجامعة، متمسكا بهويته العربية وليس على أساس آخر.
وشدد الطراونة على ان الأردن يؤمن بضرورة الاشتباك الحيوي مع محيطنا، والتركيز في التعاون مع دول الجوار، لقناعة راسخة بأن المصالح يجب أن توظف أولا ودائما وتسخر لما فيه نفع الشعوب.
وأكد الطراونة أن عمّان ظلت على الدوام، الشقيقة التي استقبلت أهلها العراقيين في مختلف الأزمات، من منطلق راسخ قوامه بأن الأخوة لا تتجزأ ولا تتغير.
وقال " إننا مقبلون على صفحة جديدة من صفحات العلاقات الأردنية العراقية، لكن ما يميز هذه المرحلة التقدير المشترك لطبيعة التحديات والظروف التي نمر بها جميعاً .
واعتبر الطراونة أن الزيارة الأخيرة لجلالة الملك عبد الله الثاني لبغداد، والتي سبقها زيارة رئيس الجمهورية العراقية برهم صالح لعمان، وما تبع تلك الزيارتين من لقاءات على المستوى الحكومي والرسمي، هي عنوان للتعاون الثنائي في المرحلة المقبلة، والتكامل الاقتصادي على أساس من تحقيق تطلعات شعبينا واصفاً الاتفاقيات التي جرى توقيعها، والتفاهمات على الملفات بين البلدين، بأنها خطوات مهمة على طريق التلاحم الأردني العراقي، وذلك التزاماً بمصالح شعبينا، وإمعاناً في مسؤولية التشاركية في مواجهة التحديات وتجاوزها.
من جانبه أكد الحلبوسي أهمية عودة العراق الى عمقه العربي بعد انتصار العراقيين على الاٍرهاب وتحرير المناطق من المتطرفين، مشدداً على ان المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء المناطق المحررة.
وشدد الحلبوسي خلال المباحثات على ان زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الاخيرة ومواصلة الزيارات الرسمية على مختلف المستويات إنما تعطي مؤشرات عن مدى استقرار العراق سياسياً وامنياً، وهو ما يعيد الجمهورية الى موقعها في مؤسسة القرار العربي.
وثمن الحلبوسي جهود الاردن في الحرب على الاٍرهاب، والدور الأردني البارز في دعم امن واستقرار المنطقة، مستذكراً ما قدمه الاردن من جهد استخباراتي وأمني متواصل حفاظا على مصالح البلدين مشدداً على ان الحرب على الاٍرهاب تحتاج الى جهود مستمرة على المستوى الأمني والثقافي.
وأشار الحلبوسي الى ان العلاقات العراقية الاردنية مستندة لتاريخ طويل وجغرافيا متصلة، وان عراق العروبة حريص على التعاون مع اشقائه في القضايا المشتركة، مثمنا موقف الاردن الداعم في استضافة الاشقاء العرب واستقبالهم بعد تعذر الامن والاستقرار في بلادهم، شاكرا الاردن على ما يقدمه من رعاية للمقيمين العراقيين، مثمنا جهد المملكة الكبير في استقبال اللاجئين السوريين.
واشاد الحلبوسي بحكمة جلالة الملك عبد الله الثاني في التعامل مع ازمات المنطقة، ونأي الاردن عن سياسة المحاور والاصطفافات ، وذلك ما وفر للمملكة مساحات من الامن والاستقرار في المنطقة.
وفي الشأن الاقتصادي أكد رئيس مجلس النواب العراقي دور المملكة خلال السنوات الماضية في دعم العراقيين، مبيناً بان الاتفاقيات التي عاد العمل بها إنما هي اتفاقيات جرى تجميدها بسبب اغلاق الحدود البرية بين البلدين في أعقاب الحرب على تنظيم داعش الإرهابي.
وشدد الحلبوسي على ان استئناف العمل بالاتفاقيات التجارية والاقتصادية بين العراق والأردن هو استمرارية للتعاون السابق بين البلدين وهي ملزمة للطرفين.
وكان الطراونة توجه الى بغداد أمس الثلاثاء على رأس وفد نيابي في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره العراقي محمد الحلبوسي تستغرق عدة ايام يجري فيها لقاءات وحوارات لبحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وفتح آفاق جديدة من التعاون المشترك.
ويضم الوفد النيابي المرافق لرئيس مجلس النواب كل من : رئيس كتلة الحداثة والتنمية مازن القاضي، ورئيس كتلة العدالة مجحم الصقور، ورئيس كتلة المستقبل احمد الصفدي، ورئيس اللجنة القانونية عبدالمنعم العودات، ورئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار الدكتور خير أبو صعيليك، ورئيس لجنة الخدمات العامة والنقل خالد أبو حسان، ورئيس لجنة الحريات العامة وحقوق الانسان الدكتور عواد الزوايدة، وأحمد اللوزي رئيس لجنة الأخوة الأردنية -العراقية ، وعزيز العبيدي عضو لجنة الخدمات العامة والنقل، والدكتور مصطفى العساف عضو لجنة الزراعة والمياه، وطارق خوري رئيس لجنة الأخوة الأردنية –السورية، والدكتور صوان الشرفات نائب رئيس لجنة الشباب والرياضة، ورئيسة ملتقى البرلمانيات الأردنيات الدكتورة صباح الشعار.