منتدى شومان يستضيف جمال ناجي في امسية ثقافية

المدينة نيوز- استضاف منتدى عبدالحميد شومان الثقافي مساء امس الاثنين الروائي جمال ناجي في أمسية ثقافية بعنوان تجربتي الروائية مع الاقانيم الثلاثة.
وقال ناجي خلال الامسية يمكنني القول أنني عملت على الكشف عن الممارسات والمواقف السلبية للسياسي غير أن هذا الكشف أو النقد لم يكن غاية في حد ذاته، كما لم يكن هدفا مسبقاً إنما جاء في سياق توالد الأحداث والشخوص ومتطلبات الواقع الروائي.
وأكد ان ما حدث معي خلال العقدين الأخيرين أنني تمثلت الحالة السياسية وتماهيت فيها وكأنني شريك في مسؤوليات تحقيق حرية الإنسان والوطن واستقراره وتطوره.
واضاف ان الدين واحد من الأبعاد الروحية الرمزية للحياة وهو في كل الأحوال جزء من المتخيل الإنساني الذي لا يمكننا تجاهله أو التقليل من دوره في صياغة الأحداث والتحولات الفردية والجمعية على مر التاريخ.
وقال إذا أردنا توخي الموضوعية فلا بد لنا من أن نذكر بأن ثمة رجال دين على درجة عالية من الصدق والإنسجام مع ما يقولون ويحملون من أفكار، وهؤلاء حريون بالإحترام والتقدير بصرف النظر عن مدى الإتفاق أو الإختلاف معهم.
وأكد ناجي أنه واحد ممن يعتقدون بأن العقل هو الوسيلة المثلى للتأويل، مشيرا الى انه يتفق مع ابن رشد فيما ذهب إليه حين أوجب الأخذ بما يقتضيه العقل ويقبله.
وأشار الى انه لا أيريد الخوض في قضايا العقل الروحي والعقل الفلسفي، لكن يجب التذكير بوجود وجهين لكل حقيقة، وجه ظاهر وآخر باطن، ومن الطبيعي أن يكون للكاتب رأي في ما يبطنه النص الذي لا يجوز التعامل معه بسطحية الظاهر المجرد .
وبين ان ذلك زاد من حجة روايتي الأخيرة (عندما تشيخ الذئاب) في مواجهة حالات الإستنكار التي جوبهت بها من قبل عدد ممن وجدوا أن من الأسهل لهم أن يدينوا الرواية وكاتبها بدلاً من أن يدخلوا معهما في حوار عميق حول أسباب تحفظهم أو استنكارهم.
واضاف انه وبمراجعة حالة الحريات الإبداعية في عالمنا العربي يمكنن القول أن الألفية الجديدة شهدت استبدالاً للرقيب التقليدي بما يمكن تسميته (المدعي العام الروائي)، وهو المدعي المكلف أو المتطوع الذي يقوم برصد ومتابعة الأعمال الروائية، وتقديم أصحابها إلى المحاكم وتحشيد المناكفين وشهود التكليف، كما حدث ويحدث في عدة بلدان عربية.
واشار في الامسية التي أدارها وقدمها الناقد والشاعر عبد الله رضوان لى أن الأشكال الرقابية الجديدة التي باتت تتحكم في مقاصد الروائيين ومصائرهم إنما تستند إلى معادلات غريبة تطالب الكاتب بإخضاع روايته لعمليات تخسيس قاسية أو إنقاص وزن سياسي أو روحي او اجتماعي قبل نشرها، وبالمجمل فإن تلك المعادلات تحاول جر الكاتب إلى خيار الإنضمام إلى جوقة الروائيين التائبين وما أكثرهم في عالمنا العربي . (بترا)