المطلوب من سعد السرور
المدينة نيوز – خاص - داليدا العطي - : هل كان وزير الداخلية سعد السرور يعتقد أن مظاهرة بني حسن المطالبة بالواجهات العشائرية في الزرقاء قبل يومين ووعوده باستجابة الدولة لطلبهم سيكون نهاية المطاف ؟؟ ..
كان يفترض العلم بأن أي تنازل من الدولة سيجر تنازلات أخرى ، ويفترض بالحكومة أن تنزل إلى مطالب الناس ، وتعطي العشائر واجهاتها من الأراضي ، ولكن ليس على طريقة : كن فيكون ..
الامر – تاريخيا - له علاقة بالدولة العثمانية ، والأراضي معروفة ، ومنذ ذلك التاريخ بني عليها مصانع ومعسكرات ومرافق وكهرباء وغابات وقرى ومدن وشوارع وبنى تحتية ومطارات إلخ .. فلا يكون الامر عادلا لو رفضت مطالب الناس ، بل يفترض الجلوس والحوار والتفاهم بالتي هي أحسن ، والمكاشفة ، ويجب على الحكومة أن تعلم بأن الأمر جدي ، وليس لعب عيال ، لكي لا تذهب البلد في حيص بيص .
إن مطالب العشائر الأردنية مطالب عادلة ، ولكن هل تتحقق العدالة بالإعتصامات وإغلاق الطرق وتعطيل الحياة ..
أليس للدولة حق على المواطن في أن يعطيها كما تعطيه ، وأليس حقا على الدولة أن تعطي المواطن الذي يدفع رواتبها وكل نفقاتها حقوقه الغائبة والحاضرة .
الأمر – كما قلنا – لا يتعلق بالحق ، بل بكيفية الوصول إليه بأسلوب يصل معه البلد إلى بر الأمان .
وطالما أن السيد سعد هايل السرور وزير داخلية جاء من البرلمان ، وكان رئيسا له لعدة دورات ، فإنه يصبح من نافلة القول الطلب منه وضع خبرته في خدمة هدف وطني جليل ، يتمثل بنقاش وحوار جدي مع حكماء العشائر للخروج بحلول ترضي الكل ، ولا نظن أن العشائر الأردنية ترفض الحوار بل هي الساعية إليه ، والمطالبة به ، والأهم بالنسبة للجميع : حماية البلد ، والمضي بمسيرة الإصلاح إلى النهاية .