"الأمم المتحدة للمرأة": نسعى لتعميم نموذج مراكز الواحة للاجئات السوريات على النساء الأردنيات الأكثر ضعفا
المدينة نيوز :- أكّد ممثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن (UN women) زياد شيخ أن نموذج مراكز واحة المرأة والفتاة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مخيمي الزعتري والأزرق، هو نموذج مجرب وتم اختباره، وأظهر نجاحه في إمكانية تحسين سبل المعيشة للنساء السوريات اللاجئات الأكثر ضعفا.
وتابع شيخ، في حديث لوكالة الأنباء الأردنية، أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة في الأردن ستبقى ملتزمة بهذا الدعم للنساء السوريات اللاجئات الأكثر ضعفا، كما أنها بذات الوقت تسعى لتعميم نموذج مراكز الواحة على المجتمعات المحلية المضيفة بهدف تحسين المستوى المعيشي للنساء الأردنيات الفقيرات والأكثر ضعفا؛ على اعتبار أن النساء هنّ المفتاح الأساسي في المشاريع التنموية طويلة الأمد.
وقال شيخ أن (UN women) بدأت فعليا بتطبيق هذ النموذج (مراكز الواحة) في خمسة مناطق مختلفة في الأردن كنماذج تجريبية، وهي: المحافظة عمان (مركزين)، والزرقاء (مركز واحد)، والطفيلة (مركزين)، والكرك (مركزين) ومعان (مركزين)، مضيفا أنه في حال نجاح هذه المراكز في تحقيق أهدافها، سيتم تعميم هذه النماذج على المستوى الوطني أردنيا، وستكون القيادة والإشراف على هذه المراكز من قبل الأطراف الحكومية ذات العلاقة وعلى وجه التحديد وزارة التنمية الاجتماعية، حيث ستقوم (UN women) بتقديم المساعدة الفنية والتقنية وتمكين قدرات العاملين الحكوميين المشرفين على هذه المراكز.
وقال شيخ أن هذه الخدمات ستشمل توفير وخلق فرص عمل للنساء الأردنيات الأكثر ضعفا، وتمكين النساء من خلال فرص التعلم والتدريب وتطوير المهارات، للاستفادة من فرص العمل المتوفرة، فضلا عن تقديم خدمات الأمومة من حضانات ورياض أطفال، ورعاية الأطفال لغاية سن 12 عاما، وتسهيل وصول النساء إلى هذه المراكز من خلال تأمين المواصلات.
وبيّن الشيخ أن تصميم النشاطات والخدمات المقدمة للنساء في هذه المراكز، سيأخذ بعين الاعتبار احتياجات وأولويات النساء الأردنيات الأكثر ضعفا في المجتعات المحلية المستهدفة، إضافة إلى الاحتياجات الحكومية التنموية في هذه المناطق، لتخدم هذه التدخلات المشاريع التنموية المستدامة.
من جهتها، أوضحت الضابط الميداني لمشاريع هيئة الأمم المتحدة في الأردن روان المجالي أن مشروع مراكز واحة المرأة والفتاة بدأ في العام 2012 في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وحاليا لدينا أربعة مراكز؛ ثلاثة منها في الزعتري، وواحد موجود في مخيم الأزرق؛ حيث تقوم هذه المراكز بتحسين مستوى المعيشة للاجئات السوريات الأكثر ضعفا.
وزادت المجالي جميع الخدمات التي تقدمها هذه المراكز مجانية، حيث تقوم بتقديم فرص التعلم والتدريب وتطوير المهارات على أعمال الخياطة والحرف والأشغال اليدوية والتجميل للنساء، للاستفادة من فرص العمل المتوفرة في المركز، فضلا عن تقديم الخدمات من حضانات ورياض أطفال، ورعاية الأطفال لغاية سن 12 عاما من خلال تعليمهم بعض المهارات الضرورية، فضلا عن تسهيل وصول النساء إلى هذه المراكز من خلال تأمين المواصلات.
وبيّنت أن هذه المراكز تغطي بخدماتها 400 لاجئة سورية شهريا، كما توزع هذه المراكز مجانا، فضلا عن خدماتها الأخرى، مجموعة كاملة من مستلزمات ما يتطلبه الطفل الحديث الولادة في المخيم؛ حيث تشير الأرقام إلى ولادة 80-100 طفل أسبوعيا.
والتقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) خلال زيارة لها لمخيم الزعتري للاجئين السوريين، العديد من النساء العاملات في أحد مراكز واحة المرأة والفتاة التابعة ل (UN women)، اللواتي عبرّن عن ارتياحهنّ لوجود هذه المراكز داخل المخيم، حيث ساعدتهنّ الخدمات المقدمة بتحسين نوعية حياتهنّ وأسرهنّ، والتخفيف من وطأة وصعوبات اللجوء، خاصة وأن معظمهن من النساء المعيلات لأسرهنّ.
وأجمعت العديد من السيدات المستفيدات من خدمات المركز، أن فرص التدريب والعمل والخدمات ساعدتهنّ في تغيير نظرتهنّ لأنفسهنّ ولعائلاتهنّ، كما ساعدت أيضا في تغيير نظرة أزواجهنّ ومحيطهنّ لهنّ، لجهة تقدير ما يقمنّ به، فضلا عن أن هذه الخدمات غيرّت إيجابيا وسطهنّ الاجتماعي لجهة التوعية بحقوق المرأة في العمل والتعليم، فضلا عن الزواج في سن مناسبة.
وأضفنّ، أنهنّ وفي حال عودتهنّ لوطنهنّ، سيعدنّ بشكل مختلف؛ لأنهنّ أصبحنّ يمتلكن العديد من المهارات والخبرات العملية، التي ستمكنهنّ من البحث عن فرص العمل، فضلا عن القناعات الإيجابية التي تشكلّت لديهنّ نتيجة الإعتماد على أنفسهنّ، تجاه عمل وتعليم المرأة.
اللاجئة السورية بهيرة بعد أن تلقت تدريبا حرفيا في عمل الفسيفساء، تعمل حاليا مدربة للنساء على هذه الحرفة في المركز، قالت ل (بترا): أن فرصة العمل التي وفرها لها المركز، ساعدتها هي وأسرتها المكونة من 4 أطفال وزوج عاطل عن العمل في تحسين نوعية حياتهم وظروفهم الصعبة، فضلا عن أن اكتساب حرفة جعلت من شخصيتها أقوى ونفسيتها أفضل.
وترى اللاجئة إخلاص الموظفة في مركز التجميل، الذي يقدم خدماته مجانا للنساء، والمعيلة لعائلتها المكونة من طفلين ولا تعلم شيء عن مصير زوجها الذي فقد منذ بداية الأزمة السورية، أن العمل ساعدها في تحسين ظروف معيشتها والتخفيف من صعوبة اللجوء والظرف العائلي الذي تمر به.
أمّا نادرة التي تعمل مع إخلاص بذات المهنة، تعتقد أن المركز لم يقدم فرص التدريب والعمل أيضا، بل قام بتوعية وتثقيف النساء في العديد من المجالات، وتضيف: "عند قدومي للمخيم كان عمري 12 عامل وستة أشهر، وقام أهلي بتزويجي، وبعد 3 سنوات ونصف، ونتيجة تعرضي للعنف الجسدي من قبل زوجي طلبت الطلاق، واليوم أنا مسؤولة عن طفلي الوحيد ومعيلة له ولأهلي. لقد حرمني الزواج المبكر من العديد من الفرص في حياتي كإكمال تعليمي وعيش مرحلة طفولتي، أنا اليوم أنصح أختي الصغيرة بإكمال تعليمها والاعتماد على نفسها قبل أن تفكر بالزواج".
اللاجئة السورية سوسن التي كانت تعمل ممرضة قبل قدومها إلى الأردن، والمعيلة لأسرتها وزوجها المصاب الذي لا يستطيع العمل، تقول: "أن المركز ساعدها اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا، فضلا عن أنه يوفر مكانا للتواصل فيما بين النساء والخروج من عزلة الكرافانات التي نعيش فيها".
--(بترا)