نعيب الزمان والعيب فينا

حدثني احد الموظفين وهو يحمل درجة الماجستير ويعمل في احد اقسام الدوائر الرسمية أن المسؤول عن قسمه يحمل الثانوية العامة ويخضع لادارته موظفون مؤهلون بالشهادات العليا .. وقد طالب الأول بترقيته فتم تطمينه باستلام رئاسة الفسم بعد احالة رئيسه للتقاعد المتوقع بعد 15 عاما .. وهنا استذكرت موظفا آخر تعين منذ 40 عاما على الثانوية العامة مسئولا لأحد المكاتب الحكومية بالواسطة بعد أن تم ازاحة المدير الاصيل من طريقه وهو لا زال مديرا بكل الامتيازات .. وخلال لقاء عابر معه سألته عن اسم مساعده فقال حتى هذه اللحظة لم أرشح مساعدا لي حتى لا يأخذ مكاني في الوظيفة .. وعدت الى البيت وتابعت التلفاز على ما يدور من احداث حول مطالبات الشارع العربي بالتغيير والاصلاح .. وهنا تساءلت قائلا اليس الأجدر بالشعوب ان تعمل على اصلاح نفسها قبل المطالبة بالاصلاح العام ؟؟ نحن نطالب بالتغيير ولا يراجع الواحد منا نفسه في البيت وفي العمل وفي الشارع .. .. بالأمس زرت أحد الأشخاص وسألته عن خط مياه مكسور بجانب بيته منذ عدة شهور فقال لي طالما أن الخط مكسور من خلف الساعه فهذا لا يعنيه بتاتا .. ثم تناقشت معه بالأحداث الجاريه فأشبعني دروسا ونظريات بالوطنية مركزا على ضرورة التغيير والانتفاضة ضد الحكومات والأنظمة التي تمارس الظلم والعبث والفساد ضد الوطن والمواطنين .. وهنا تذكرت ثلاثة أبيات شعرية جاء فيها ... نعيب زماننا والعيب فينا .. وما لزماننا عيب سوانا ... ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا ... وليس الذئب يأكل لحم ذئب .. ويأكل بعضنا بعضا عيانا