مثقفون يحتفون بالروائي قاسم توفيق بمناسبة حصوله على جائزة "كتارا" للرواية
المدينة نيوز :- احتفى مثقفون بالروائي قاسم توفيق في ندوة تكريمية نظمها بيت الثقافة والفنون وجمعية عرزال للثقافة والفنون، مساء امس الاربعاء في مقر "بيت الثقافة" بعمان وذلك بمناسبة فوزه بجائزة "كتارا" للرواية العربية لعام 2018.
وقال الشاعر محمد العامري في الندوة التي ادارها الدكتور حسن المجالي؛ في قرآءة لتجربة قاسم توفيق الروائية وحملت عنوان "الراوي أمام مرآته" إن الروائي توفيق يقدم في مشروعه السردي صورا مناكفة للواقع المروي، حيث يتماهى المكان مع ازمنة الراوي وغالبا ما يكون بلسان الذات أي لسان الراوي "المؤلف"، لافتا إلى انه اشار الى ذلك في روايته المهمة "حانة فوق التراب" حيث يتمرآى الراوي امام مرآته ليقول لها ما لم يقله لاحد في فردانية خاصة لتسري فيما بعد في مجتمع القراء كحالة جمعية تشير الى ذاتنا كما لو اننا نشبهه في معظم حالاته التي تأسست على عزلات مركبة أقرب الى حالة عرفانية نهرب من خلالها الى مرآتنا في خضم فوضى الاخلاق وتبدلات مفاهيم الاصدقاء والزمكانية.
وقال الروائي عبدالسلام صالح إن قاسم توفيق يقدم عمان بنبضه ونبضها، يرسمها وهو يرسم مشهده الروائي فيها ويصورها في معظم اعماله الابداعية بشكل واقعي وساحر بنفس الوقت ويرسمها مجردة ومدهشة بالان ذاته.
واضاف صالح ان الروائي توفيق له القدرة احيانا على ان يؤسطر عمان في اعماله الابداعية الروائية، حين يأخذها ويأخذنا لصباها وربما صباه فيها فيعيد لنا شوارعها ومبانيها وازقتها وحواريها ومطاعمها وحاناتها ومقاهيها وارصفتها ومكتباتها ودور السينما وشكل الكتب لمعروضة على ارصفتها، حيث يصف بقدرة فذة شخصياتها بتفاصيلهم المتداخلة مع تفاصيلها فلا تعود تدرك ايهما يؤثر في الاخر وايهما يشكل الاخر.
ولفت الى ان اكثر ما يميز اسلوب توفيق الخاص في الكتابة عن عمان هو انه يلامس بحرفية واحتراف الجذر الثقافي والروحي لعمان بحساسيته الفنية والفكرية المميزة ويسربه لشخصياته ويعكسه على مستويات وعيهم وسلوكهم في مشهدية روائية سلسة ومرتبطة بحدث ممسوك ومنطقي ومقنع.
وقال الروائي قاسم في حديثه عن تجربته الروائية، انه "عندما يشتد اسرنا داخل زنزانة العادة والموروث والاستغلال والاضطهاد ونفقد الرؤيا الى التغيير لا يعد امامنا فسحة للحرية سوى الرواية فهي عالم يملكه القاريء بكله يدخله وقت اراد ويغادره "إن مل ويلقيه بعيدا ان كرهه ويعيش عوالمه وامكنته وشخوصه وحوادثه دون فرض عليه" .
واضاف قاسم "إن الرواية ان كتبت ووجدت من يقرأها ويحبها تكون قد انجزت الجائزة الاولى وهي دخولها في حياة الاخر، فمن هنا كل عمل يخاطب حس الناس وضمير الانسان ويكرم من اي جهة كانت يكون قد حقق الانجاز الذي يسعى اليه المبدع مهما كان نوعه او تفاصيل ابداعه". وسلمت في ختام الندوة مديرة بيت الثقافة والفنون الدكتورة هناء بواب الدرع التكريمي للمحتفى به.
--(بترا)