مكافحة الإرهاب من المنبع
لقد عرفت البشرية الإرهاب منذ أمدً بعيداً، فكان يتمثل في أن يقوم فرداً أو مجموعة من الأفراد بارتكاب أعمال عنف لبث حالة من الرعب والفزع بغية تحقيق أهداف من قبل هذه الجماعة الإرهابية، وتطور الأمر مع تطور الجماعات واستخدام التكنولوجيا الحديثة في الأعمال الإرهابية، وهو ما تعرضت له مصر وكذلك الدول حولها لاسيما بعد الأحداث التي مرت في المنطقة واندلاع ما يسمى ثورات الربيع العربي وهو ما أدى إلى سقوط دول الجوار من حولنا ولكن مصر بها جيش بفضل الله استطاع أن يتعامل مع الجماعات الإرهابية فقد ظل الجيش والشرطة المصرية يمثلان حائط صد وسد منيع في مواجهة خفافيش الظلام والجماعات الإرهابية المسلحة الذين كانوا يستهدفون الدولة المصرية وإسقاط مؤسساتها وإحداث الفوضى والوصول إلى حالة إفشال الدولة وعدم سيطرتها على الأمور – وهو ما وقعت فيه دول الجوار – ولكن الجيش والشرطة بل والشعب المصري كان لهم بالمرصاد واستطاعت القوات المسلحة والشرطة ليس فقط مواجهة الإرهاب بل تم مكافحة الإرهاب من المنبع أي قبل حدوث أي عمليات إرهابية من قبل الجماعات الإرهابية وفي هذا الصدد فقد استطاعت أجهزة المعلومات في الجيش والشرطة رصد تحركات تلك الجماعات وتوجيه ضربات استباقية مما أدى إلى فقدان الجماعات القدرة على الهجوم والاعتداء مرة أخرى ولعلنا هنا نتذكر المثال المشهور الذي يقول الوقاية خيراً من العلاج وبالتالي بات الجيش المصري والشرطة منتصران على تلك الجماعات وهو ما أدى إلى يأس بعض أفراده مما حذا ببعضهم إلى إحداث عمليات فردية من هنا أو هناك ومن ذلك حودث إرهابية فردية مثل ما حدث بواقعة الدرب الأحمر ، وما حدث يدل على بسالة رجال الأمن وتضحيتهم بأرواحهم مقابل توفير الأمن للمواطن، فإن تلك الجماعات قد فقدت التواصل والاتصال بينهم وهو ما تم بسبب الضربات الاستباقية الموجهة من قبل الجيش والشرطة فضلاً عن استهجان الشعب المصري لتلك العمليات التي لا يأمر بها دين أو ضمير، وبالتالي لما كانت مكافحة الجرائم تقوم على فروع ثلاث هم المنع والتجريم والعقاب فإن جريمة الإرهاب والعقاب عليه قد تم؛ وهو ما يحدث في المحاكم من توقيع الجزاءات الجنائية الرادعة وبالتالي بات فرع المنع وهو ما يتم الآن من توجيه ضربات استباقية ضد الجماعات الإرهابية، ان تلك الجماعات تستغل الدين لإدخال الأفكار الإرهابية في عقول الشباب وهنا يجب ان يتم مكافحة الإرهاب من المنبع وأن تكون ثمه مواجهة فكرية شاملة لكل الأفكار الإرهابية الباطلة التي تنشر باسم الدين والدين منهم براء.