العرب والغرب و ( نقطـــة ) الخلاف والإختلاف بينهما.!!!

تم نشره السبت 19 شباط / فبراير 2011 04:23 مساءً
العرب والغرب و ( نقطـــة ) الخلاف والإختلاف بينهما.!!!
دانـــــا جهـــاد

المدينة نيوز - لقد اعتدت كثيرا على الجلوس مع نفسي وخاصة في أوقات فراغي ، وكثيرا ما كنت أسمع نفسي تسألني أسئلة غريبة جدا، والتي أجد أحيانا صعوبة بالغة في الإجابة عليها !! وخاصة لكونها في معظم الأحيان تكون أسئلة صعبة ومحرجة في نفس الوقت ، وبمعنى أكثر دقة فإنه لايكون يوجد عندي لهذه الأسئلة إجابات محددة أو صريحة أو واضحة عليها.

 

ولهذا فإني كنت غالبا أحاول التهرب منها ومن أسئلتها لي بأية طريقة كانت !! كالتمويه بأنني مشغولة في مراجعة دروسي أوأنني مشغولة بأمر هام آخر ، أوأني نائمة أو ...أو.... لكني ومن خلال نظرات نفسي الحائرة ولمعرفتي الجيدة بها وبصفاتها التي أحفظها عن ظهر قلب ، فـأنا أعلم أنه من الإستحالة أن تنطلي عليها مثل هذه الحيل مني نحوها.!!

 

وإليكم ماحدث معي قبل قليل ، حيث وفيما أنا أستعد فعلا لأخذ قسط من الراحة والذهاب إلى النوم بعد يوم مرهق في الدراسة والتحصيل العلمي ، وجدت نفسي تستوقفني في غرفتي وتحاصرني بسؤال طالما كانت قد سألته لي مرارا وتكرارا ، ورأيتها مصرة هذه المرة على عدم تركي لها قبل أن أجيبها عليه بوضوح تام . إلا أنني في بداية الأمر لم أعرها أدنى اهتمام كالعادة وقلت لها إني متعبة ومرهقة ولست متفرغة لها تماما وطلبت منها بكل أدب أن تذهب بعيدا عني في تلك اللحظة !!! ، لكني تفاجأت بها مرة أخرى حينما أردت إعادة كتبي إلى أماكنها التي لم أجدها حيث وضعتها، حيث وجدت نفسي تقف أمامي ضاحكة تخبرني بأنها قامت بإخفاء كتبيي وأوراقي وأنها سوف لن تعيدها لي إلا إذا استجبت لطلبها وجاوبتها عن أسئلتها . ولم تكد تنهي كلامها معي حتى قامت قامت بإغلاق جميع الأبواب والشبابيك خوفا من مغافلتي لها وهروبي من الإجابة عليها ، لكنها لم تكتف بذلك !! بل قامت بتهديدي بالقول : ـ إما أن أجيب على سؤالها الذي يشغل بالها والذي يحيرها ، وإما أنها ستعمل كل مافي وسعها من أساليب لكي تمنعني من الذهاب الى الجامعة نهائيا ، أو أنها ستعمل على تضييع مستقبلي الدراسي مهما كلفها ذلك الأمر.!!

ولما وجدت أنا أن نفسي جادة في تهديدها لي ؛ فلم يكن أمامي من مفر إلا وأن أستجيب لها وأن أرضخ لطلبها ،

( مجبر أخاك لابطر ) فقررت مجاراتها مضطرة وقمت على الفور بالترحيب بها أجمل ترحيب (مع أنني كنت متضايقة ومنزعجة منها كثيرا بسبب إزعاجاتها المستمرة لي بمثل هذه الأسئلة )، إلا أنني لم أشعرها بذلك أو بأنني غاضبة منها.

ولهذا فقد قمت وقدمت لها كوبا من الشاي الساخن لكوني أحسست أن جسمها كان ينتفض من شدة البرد لعدم وجود ( صوبة) لديها بسبب ضيق الحالة المادية التي تعاني منها وعدم قدرتها على شرائها!!! وحينما انتهت من شرب الشاي ، وبعد أن شعرت أن الدفء بدأ يسري في أوصال جسمها طلبت منها إعادة سؤالها مرة أخرى على مسمعي جيدا لأنني لم أكن مركزة معها في البداية.

 

فكان سؤالها لي هو : ـ ماهي الأسباب ( ياآنسة دانا ) التي تجعل الشعوب العربية تعاني من كل أشكال الجهل والتخلف والفقر والجوع والعطش ، وتجعلها تعاني من جميع أصناف الذل والضعف والهوان والخوف وقلة الحيلة ، ويحيط بها هالة من عدم الشعور بالأمن والأمان والإطمئنان ، بالرغم ماأفاض الله به على هذه الشعوب من أموال وثروات وخيرات ؟؟ مقارنة مع الشعوب الغربية المتقدمة !!

 

صراحة ، إني لا أخفيكم سرا !! فلقد كان سؤالها لي صعب جدا ، ولقد احترت كثيرا في الإجابة عليه فعلا ، وخاصة أن الإجابة عليه ليست بهذه السهولة أوأنها بهذا اليسر كما تعتقدون ؛ إلا أنني وبسبب خوفي من تنفيذ تهديد نفسي لي ، وبعد تفكير عميق فقد هداني تفكيري إلى الإجابة عن سؤالها بنجاح تام واستطعت اقناعها به والحمدلله ، والأهم من هذا فقد توصلت أيضا من خلال الإجابة إلى معرفة عدد من الأمور الهامة والجوهرية الأخرى التي قد لاتكون تخطر على بالكم أنتم ، والتي وجدت أنها الفيصل الرئيسي الذي يفصل بينا نحن العرب وبين الغرب والتي تجعل الشعوب الغربية تبدو على هذا النحو من التقدم والحضارة والقوة والرفاهية ، في حين أن الشعوب العربية تكون على النقيض من كل ذلك تماما .

 

وبعد أن أعلمت نفسي بالإجابة ، وبعد أن رأيت علامات الرضا بادية على محياها الجميل ، وبعد أن لمحت ابتسامتها المشرقة ورأيت أسنانها الناصعة البياض، وبعد أن وجدت أنها قد اقتنعت تماما بما قلته لها ؛ الأمر الذي شجعني على أن أقوم بإعلامكم أنتم أيضا بكل هذه الفروق التي بيننا نحن العرب وبين الغرب وخاصة لأنه يوجد هناك أمر غريب ومدهش سيدهشكم جميعا وهو : ـ أنه بالرغم من كبر حجم هذه الفروق واتساعها ، إلا أن الذي أحدثها كلها هو (سبب واحد ) لاأكثر!!!

 

وهذا السبب يكمن في وجود ( النقطــــــــة ) في أمور وعدم وجودها في أمور أخرى!! وحتى لاأطيل عليكم كثيرا ، وحتى لا تعتقدون أنني أتلاعب في أعصابكم لاسمح الله ، أو أني أتفلسف عليكم لاقدر الله ، وحتى لاتأخذكم بي الظنون !! فإليكم الدليل الواضح على أهمية هذه ( النقطة ) في الأمثلة التالية : ـ

 

1ـ بداية ؛ هم يسمون (الغـــــــرب) . أما نحن نسمى (العــــــــرب ). والفـــــرق بيننـــا وبينهــم كما تلاحظون نقطــــــــة فقط !!

2ـ هم يتفاهمون ويتناقشون ( بالحــــوار) ، أما نحن ( بالخـــــــوار ). والفـــــــرق بيننـــا وبينهـــم نقطـــــــة أيضا !!.

3ـ هم يعيشون مع بعضهم في حالة (تحــالف ) دائم ،أما نحن في حالة (تخــالف) دائم والفرق بيننا وبينهم نقطة أيضا !!

4ـ هم يتواصلون فيما بينهم ( بالمحــــابرات )، أما نحن للأسف فنتواصل (بالمخـــابرات ) والفرق بيننا وبينهم نقطـة أيضا !!

5ـ عندهم المواطن ( مزبــــوط )، وأما عندنا نحن فهو( مـربـــــــوط ) والفرق بيننـا وبينهم نقطــــــة أيضا !!

6ـ عندهم المواطن وصل الى ( الحصـــــانة ) وعندنا لا زال في ( الحضــــانة) والفرق بيننـا وبينهم نقطـــــة أيضا!!

7ـ رؤساؤهم يهتمون ( بإســـتقلال ) شعوبهم ، وعندنا يهتمون ( بإسـتغلال) شعوبهم والفرق بيننا وبينهم نقطـة أيضا !!

8ـ هم يصنعون ( الدبـــــــابة ) ونحن مازلنا للأسف نخاف من ( الذبـــــــــابة ) والفرق بيننا وبينهم نقطــة أيضا !!

9ـ هم يتفاخرون ويتباهون ( بالمعــــرفة ) ، أما نحن نتفاخرونتباهى ( بالمغـــرفة ) والفرق بيننا وبينهم نقطة أيضا !!

10ـ عندهم إذا أخطأ المسئول يصاب (بالإحـــــراج )وعندنا يبدأ ( بالإخـــــــراج ) والفرق بيننا وبينهم نقطــة أيضا !!

11ـ عندهم المستقبل لأبنائهم (غنـــــــــــاء) وعندنا المستقبل لأبنائنا ( عنــــــــاء ) والفرق بيننا وبينهم نقطة أيضا !!.

12ـ هم كل شعب فيهم يسمى شعب الله ( المخـتار) أما نحن فكل شعب فينا يسمى شعب الله (المحـتار) والفـــرق بيننا وبينهم نقطة أيضا !!

 

أليس عجيبا ياإخوان وياأخوات أن تعمل هذه ( النقطــــة ) العجيبةكل هذه الفروق بيننا نحن العـــرب وبين الغـــرب ؟؟؟!!

 

أمر محـــــــزن والله.!! أليس كذلك ؟؟

 

لهذا أرجو منكم جميعا كعرب، أن نبدأ منذ الآن بوضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض وأن نتعاون سويا في وضع هذه (النقطة ) العجيبة فوق الحرف الذي يجب أن تكون هي عليه أصلا ، وأن نزيلها عن الحرف الذي ينبغي ألا تكون عليه ؛ لعل وعسى أن يتغير الحال بنا إلى الأفضل بإذن الله تعالى.

 

شاكرة لكم جميعا حسن تعاونكم معي، والله الموفق وهو المستعان .

 

دانـــــا جهـــاد

طالبة جامعية ـ كلية الهندسة

dana.jehad@hotmail.com



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات