اعترافات مواطن على هامش الحياة

يا سيدي:
أنا عميل ...
لأنني أصلّي بعد نوم الناس والحرّاس
ركعتين.
***
وأدعو ربّ الناس
بأن يحفظ الأولاد
والأزواج
والجيران
... ...
وأن يحفظ الأوطان
من شر أهلها
وثورة الشطّار
البلطجية الأشرار
***
أنا عميل ...
لأنني سعيد
لا أحسب الأوقات.
وأشرب كل مساء
قرص أسبرين
للقلب والأوجاع والآلام
ومن حلاوة الحياة
ومن الرفاه و الرخاء
والسعادة والبلادة
أشرب بعد كل وجبة
أو قبلها قرص
للسكر الزيادة
***
أنا عميل ...
إذا أشرت إلى دليل
لأنهم من خير خلق الله
شعب الله المختار
خيراتهم لهم
وخير.............. نا
لهم
.... ....
معصومون من الأخطاء هم
محفوظون
بعون الله والإمام من الأنواء
....
أما أنا ...
إذا سرقت رغيف خبز
ذات جوع
أو شربت ما تبقى في زجاج
ملقى على رصيف بار
أو من زجاجة متروكة
من تائب ترك
وتاه...........
فيكون لي أن ألبي في خنوع.
***
يا حكومة
تعبنا من حروف الاعتراف
وعجزنا عن التصفيق
باليدين وفتح الشفاه.
وتجديد وتغيير للكتابة
أو ما يبعد عنا مقص
الحروف والأصابع والشفاه
... ...
يا سيد التحقيق
قضيتنا بسيطة
نسيتها في البيت
(رُشيتّت الدواء)
وحملت في معطفي
قصيدة ..
... ....
قضيتي يا مخبر الحكومة
قضيتي بسيطة
من عشرين عام
ونحن نعيد
في حضرة الإمام
نفس الحديث والمديح
ونغنّي له
يا سيدي الإمام
يا أيها الملهم الهُمام
نغسل كل يوم لك الرجلين
ونقبّل اليدين
قصتنا يا سيدي
سيد و عبد
وركلة على المؤخرة
إذا تأخرنا ذات فقر
عن دفع الضريبة
لأنهم قالوا في كتابهم
أنها فرض عين
بعنا رواتبنا
لقاء دين
بعنا ملابسنا
ورضينا من غباء
ببيع كل ما تبقى
كرامة ودين
القضية يا سيدي بسيطة
أريد أن أعيش
كما أراد الله
مالكاً لقوت
آمِنَاً في بيت
دافئاً من برد
وحر صيف
... ...
يا سيدي:
أريد أن أعيش
رغم كل شيء
مواطناً شريفاً
أبحث عن لقمة كريمة
رهنت كل شيء
راتب الضمان
وغرفة في بيت
ولم يبقَ سوى الدعاء.....
لك لا عليك
إذا كنت آمناً
فكلنا عبيد لديك
وإن كنت عنا راضياً
صببنا
ماء الوضوء على يديك
يا سيدي:
لم يبقَ إلا جوعنا وعجزنا
وقوت أولادٍ جياع
يا سيدي:
إن كنت أنت جائع
لا بأس
يصبرون أو يموتون.
ونبقى عبيد
لطغمة الطغاة
والجباة ... والرعاع ... والهمل
يا سيدي:
هل من أمل ...؟؟؟
أن نموت
ويدفن الجسد
بشبر أرضٍ
على هامش الوطن.
يا سيدي الرئيس:
ما زلت رغم الستين
مضت بمرّها
ومرّها انقضت.
ما زلت أحلم
مثل خلق الله
ببيت ...
ولطفلي الصغير غيث
(ببسكليت)