وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب، وذعر مسؤولي النظام
بعد الإعلان عن وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب الأمر الذي شكل ضربة لم يتوقعه مسؤولو النظام الذي هرعوا لاستعراض تمثيليات مثيرة للسخرية وإطلاق التهديدات الفارغة من أجل إعطاء المعنويات لقواتهم.
ممثلو البرلمان التابع للنظام أخذوا صورا مرتدين زي الحرس وكذلك مقدمو البرامج في شبكات النظام المختلفة لبسوا لباس الحرس وحتى أن مرتزقة النظام خارج الحدود نفذوا برامج مرتدين اللباس الأخضر.
إلى ماذا يهدف هذا المعدل من الدعايات المروجة من قبل مسؤولي النظام؟
وقبل الجميع كان خامنئي مطلعا على مدى هول هذه الضربة التي وجهت نحو جسد نظامه العسكري العفن. ولذلك سعى هو وبقية عملاء نظامه للتقليل من مدى فجاعة هذه الضربة الكبيرة وبهذا الشكل يمنعون انهيار قواتهم المهترئة. وإذا دققنا أكثر نجد أنه في جميع خطبه المهمة منذ ثلاث أشهر وحتى اليوم كان يواسي قواته بشكل مستمر ودائم وينصحهم بأن العدو يسعى لإخافتهم فلا تخشوهم.
ومن جهة أخرى تطرق رؤوس النظام لإطلاق التهديدات العبثية ضد أمريكا. ومن بينهم الحرسي جعفري قائد قوات الحرس الذي قال بأن القوات الأمريكية في الشرق الأوسط لن تنعم بالأمن بعد اليوم. وإن حديث الحرسي الإرهابي جعفري وبقية عملاء النظام يشابه تماما العواء الخافت للكلب.
لأن نفس هذا الحرسي حذر عندما كان من المقرر الموافقة على قانون كاتسا (قانون موجهة أعداء أمريكا عن طريق العقوبات) من قبل الكونغرس الأمريكي. وحذر أيضا من القوات التي تقع على بعد ألف كيلو متر ستكون معرضة لخطر الإصابة بالصواريخ ولكن تم إقرار ذاك القانون ولم نجد تلك الصواريخ الكرتونية لهذا الحرسي الإرهابي تعمل شيئا.
والسبب الآخر على النباح الخافت هو تحذيرات نظام ولاية الفقيه لأمريكا وعدم ردها على الهجمات التي تتعرض لها باستمرار في سورية. وحتى الآن تعرضت مواقع المليشيات التابعة لها لأكثر من ٢٠٠ هجمة ولم يتم الرد ولا مرة واحدة. وبعد كل هذا التهريج والتخبط نجد أن للاستهلاك الداخلي فقط لا غير.
لماذا نقول بأن هذا الإجراء الأمريكي غير مسبوق؟
ما حدث منذ الانقلاب المشين في تاريخ ١٩ أغسطس ضد الحكومة الوطنية الإيرانية وحتى اليوم لم نرى من الحكومات الأمريكية المتعاقبة دعما للأمة الإيرانية وكان الدعم يقتصر على دكتاتوريات الشاه والشيخ.
وكمثال على ذلك يمكن ذكر القصف المميت الذي تعرضت إليه مقرات جيش التحرير الوطني الإيراني في العراق ونزع سلاح مقاتليها من قبل حكومة الولايات المتحدة في ذاك الوقت. وكذلك دعم اوباما المستمر والمساومين لنظام ولاية الفقيه والتخلي عن الشعب الإيراني المنتفض.
والآن انكسر ابريق التماشي وانفضت تلك الحاضنة التي كانت تحمي نظام الملالي.
إن نضال ٤٠ عاما للمقاومة الإيرانية ضد نظام الملالي وانتفاضة الشعب الإيراني في ديسمبر ٢٠١٧ واستمرار الاحتجاجات الشعبية أدى لوفاة سياسات التماشي مع النظام.
وإن وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب كان ضربة كبيرة لمؤسسة ترتكز فلسفتها الوجودية على حفظ وحماية ولاية الفقيه.
وإن هذا الأمر يفتح الطريق للاحتجاجات والانتفاضات الشعبية وخاصة لمعاقل الانتفاضة. معاقل الانتفاضة تؤدي الآن دورا مهما في توجيه وتنظيم الاحتجاجات وسيسقطون هذا النظام بالارتباط مع الانتفاضة الوطنية العارمة.
* عضو المجلس الوطني للمقاومة الايرانية