"الحسين في ذكراه" محاضرة لمطاوع بـ"الدراسات الاستراتيجية"
المدينة نيوز:- استضاف مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، اليوم الثلاثاء، وزير الإعلام الأسبق الدكتور سمير مطاوع في محاضرة بعنوان "الحسين في ذكراه"، ضمن سلسلة نشاطات برنامج "كرسي الملك الحسين للدراسات الأردنية والدولية".
وقال مدير المركز الدكتور موسى شتيوي، خلال تقديمه للمحاضر، إن المركز دأب على سلسلة نشاطات برنامج "كرسي الحسين" بهدف توثيق التاريخ الشفوي، فهناك رجال سياسة واقتصاد وإعلام أردنيون لهم تجارب كثيرة بحكم قربهم أو عملهم مع الراحل الحسين.
وأوضح ان المركز يعمل باستمرار على توثيق الجوانب غير المكتوبة أو المنشورة عن الحسين، وتسليط الأضواء عليها، مشيرا إلى أن الوزير الأسبق مطاوع يجمع ما بين تجربتين إعلامية وسياسية.
بدوره، قال مطاوع، خلال المحاضرة التي حضرها رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبدالكريم القضاة وعدد من السياسيين ورجال الإعلام والكتاب، إن الحسين كان عربيًا أصيلًا، وصاحب رؤية سياسية فذّة تقرأ الأمور بعين البصيرة، مثلما هو صاحب الموقف والكلمة والمبدأ.
وأشار إلى دور الراحل، وخليفته جلالة الملك عبدالله الثاني، في كل ما حقق الأردن من إنجازات وخصوصًا في مجال صنع السلام وتحقيق التضامن العربي، فضلًا عن جهود إقامة الدولة الحديثة ومؤسساتها الراسخة التي نفخر أننا ننتمي إليها.
وتطرق مطاوع إلى نقاط أساسية أوردها الحسين في الساعات السبع من تسجيلات مقابلاتي معه في خمسة أشرطة لإعداد كتاب عن جلالته، معربا عن أمله أن يصدر قريبًا.
وأكد أن مناقب الحسين الإنسانية أكثر من أن تعد، لافتًا إلى قصة إطلاق سراح ليث شبيلات، حيث "قابلت امرأة أردنية الحسين رحمه الله ورجته أن يطلق سراح ابنها السجين ليحتفل معها بعيد الأضحى المبارك. فيعدها بالخير. وينطلق في اليوم التالي إلى السجن ويطلب من آمر السجن إطلاق سراح السجين. وحين حضر عانقه الملك وأجلسه في السيارة بجانبه وأوصله إلى أمه ليحتفل معها بالعيد".
وأشار مطاوع أيضًا إلى المواقف العروبية الأصيلة للحسين، منها أنه عندما وقع العدوان الثلاثي على مصر العام 1956، وقصفت إذاعة صوت العرب وتوقفت عن البث، قال الراحل لمدير إذاعة عمان الفرعية في جبل الحسين المرحوم سري عويضة "أنا لا يمكن أن أسمح بإخراس صوت العرب. تتحول هذه الإذاعة منذ الآن لتصبح صوت العرب من القاهرة.. افعلوا ما يتطلبه الأمر من إجراءات إلى أن تعود الإذاعة الأصلية للبث".
وقال، عندما سألت الحسين "سيدي كل واحد منا في سن الثامنة عشرة يتخذ من شخص ما صديقا مقربا أثيرا يتزاملان في اللعب والدراسة واللهو.. ويتشاركان في الأسرار.. وكل منهما يبوح للآخر بهمومه.. فهل هناك صديق أثير مقرب تبوح له بهمومك؟، هنا نظر إليّ قبل أن يجيب ورفع إصبعه الشاهد إلى الأعلى ونظر إلى السماء وقال "أشكو همي لله رب العالمين".
وأضاف مطاوع، عندما أردت أن أكتب كتابًا عن هزيمة حزيران 1967، ولماذا كانت ولماذا شاركنا بالحرب، طلبت من الراحل أن يساعدني بوثائق من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي بما في ذلك خطط العمليات واللوغ بوك (الذي يسجلون به سير العمليات دقيقة بدقيقة)، ووثائق الديوان الملكي بما في ذلك رسالة الرئيس الأميركي جونسون لجلالتكم واتفاقية الدفاع المشترك مع الرئيس عبد الناصر وتقرير الفريق عبد المنعم رياض الذي قاد القوات الأردنية وقوات دول الجبهة الشرقية من المركز المتقدم في عمان، بالإضافة إلى جميع الوثائق المتوفرة في رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية المتعلقة بأحداث تلك الفترة، ومقابلة جميع الضباط الذين شاركوا في الحرب من رتبة رائد فما فوق.
وأوضح مطاوع انني تعلمت من الحسين دوره المتواصل والنبيل لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى مساعي الراحل الطويلة لعقد المؤتمر الدولي ومساندة الشعب الفلسطيني لممارسة حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، وديبلوماسيته في مؤتمرات القمة العربية وبالمجال الدولي وفي مساندة العراق الشقيق في حربه مع إيران وتنبيه القيادة العراقية باستمرار للحذر من مؤامرة أميركية لتدمير العراق بعد خروجه منتصرا للحيلولة دون أن يشكل خطرًا على إسرائيل.
وفي مجال قضية الصراع العربي الإسرائيلي، قال مطاوع، قدمني إلى اللورد كارادون لإطلاعي على تفاصيل دور الحسين في صياغة قرار مجلس الأمن الدولي 242 وإصرار الحسين على أن يبدأ بديباجة "عدم جواز احتلال أراضي الغير بالقوة العسكرية"، ثم تقديمي بعد ذلك إلى الفريق غلوب باشا لمناقشة تفاصيل عملية طارق التي اكتشفتها في الوثائق البريطانية والتي مكّنت الجيش العربي من المحافظة على القدس والضفة الغربية في حرب العام 1948.
وبين مطاوع أن ثمة موقفا أتذكره كلما أشير في الأخبار إلى الرعاية الهاشمية للمقدسات في القدس، كان الحسين قد طلب مني إعداد دراسة ما فأجبت أنها ستكون جاهزة متى جاء جلالته إلى لندن في المرة القادمة. وإذا به يقول إن بيته قد بيع لتمويل مشروع إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وتذهيبها.
--(بترا)