هل نهايتك بالضربة القاضية بداية لنجاحٍ باهر؟

المدينة نيوز :- منذ تأسيسها في العام 1930، اعتمدت شركة "كاتول" على تصنيع منتج لتنظيف ورق الجدران، تبيعه بشكل مركّز في ولاية سينسيناتي الأميركية حيث كان السكان يستخدمون الفحم للتدفئة ويقبلون على شراء معجونة "كاتول" كي يزيلوا آثار الفحم عن جدرانهم. لكن بعد سنوات، تحول الناس من الفحم إلى الغاز الطبيعي، فتقلصت مبيعات الشركة تدريجياً وصارع مديرها جو ماكفيكر كثيراً لإبقاء مؤسسته على قيد الحياة. في العام 1965، بدأ جو يفقد الأمل وكاد أن يُعلن إفلاسها إلا أن القدر شاء ان يُلهم كاي زوفال زوجة شقيقه التي كانت تعمل في روضة الاطفال أن تستخدم معجونة "كاتول" لتزيين صفوفها في محاولة لتحفيز جو بشرائها بضعة علب. استمتع الأطفال كثيراً بالمعجونة وراحوا يصنعون منها أشكالاً مختلفة مما أثار إعجاب المدير وطالب باعتمادها في صفوف الحضانة لتدريب الأطفال على المهارات اليدوية. تلقف ماكفيكر الأمر فأجرى بعض التعديلات على المعجونة مضيفاً إليها الألوان، وأعاد طرحها في السوق باسم معجونة "بلاي دو" للأطفال فلاقت رواجاً استثنائياً بالرغم من انه كان يبيع عبوة "بلاي دو" بسعرٍ أكثر بخمسة أضعاف من سعر عبوة كاتول. وهكذا أصبحت "بلاي دو" اليوم من المنتجات الاكثر مبيعاً للأطفال في العالم وتوزع نحو مئة مليون علبة في العام الواحد.
تعديلٌ بسيط اقترحته مدرسة روضات جعل شركة على شفير الإفلاس تصل إلى قمة النجاح، قد يرى البعض أن الفضل يعود إلى كاي، ولكن سر النجاح يكمن في ان ماكفيكر تمتع بذهنية منفتحة خولته تلقف آراء واقتراحات الآخرين ولم يكن منغلقاً على ذاته بل عمد إلى اجراء تحسينات على المنتج واختار شريحة جديدة من الزبائن مهتمة بالمنتج من دون مكابرة بالاصرار على استهداف نفس الشريحة التي اعتاد التوجه إليها منذ بداية المشروع وباتت اليوم غير معنية به.
"كل من يرفض التغيير مآله الاضمحلال. المؤسسات البشرية الوحيدة التي ترفض التطور هي المقابر" (هارولد ويلسون).
كثيرة هي المؤسسات والمهن التي أقفلت ولم تتمكن من مواكبة التطورات فانكفأت بنفسها رافضة إجراء تعديلات على نماذجها ومنتجاتها من دون أن يدرك القيمون عليها بأن المشكلة ليست في المنتج ولا في أصل المشروع انما في محدودية رؤيتهم وعدم التعاطي بدينامية مع المتغيرات.