الحس الامني والاصلاح السياسي

تم نشره الخميس 24 شباط / فبراير 2011 03:09 صباحاً
الحس الامني والاصلاح السياسي
بسام المشاقبه

التشخيص الذي قدمه دولة السيد فيصل الفايز لمسار الاصلاح السياسي شكل نقطة صاهة علاجاً لازمة المسار السياسي الاردني برمته.

فقد اعتبر السيد الفايز ان الإفراط في الحس الامنى عطل مسيرة الاصلاح ، أي ان السياسات الامنية المفرطة اضعفت الحراك السياسي وعطلت مشاريع الاصلاح ومن هنا فقد عرف خبراء الامن ان الحس الأمني صفة خاصة من صفات الشخصية تمكن من يمتلكها من التعرف على الاشياء وإدراكها والتمييز بينها ومن ثم تفسيرها تفسيراً كلياً والتوقع الصادق لكل الاحتمالات كما تمكنه من ان ستشعر الاخطار ويعرف مصدرها وبالتالي يستطيع القضاء عليها قبل وقوعها او مواجهتها بفعالية فور وقوعها ان فتح العلاقة ما بين السياسة والامن هو خطوة جريئة اقدم عليها رئيس مجلس النواب ليفتح الباب للبحث في طبيعة هذه العلاقة المتوترة تارة والتابعة تارة اخرى بل قل ان هذه العلاقة امتازت بطغيان الامني على السياسي والذي نجم عنه ما يسمى بالإفراط الامني حيث هيمن الامني على السياسي وعلى كافة قطاعات المجتمع فعلى سبيل المثال فالأمني في الدول المتقدمة يقوم بالدور الذي رسمه المجتمع له في ظل حريات دستورية مطابقة بحروفها وكلماتها للحريات المنصوص عليها في الدستور او الدساتير ولا يوجد في قاموس ومعاجم هذه الدول ما يسمى بالمواطن الموالي والغير موالي المنتمي وغير المنتمي فكلهم مواطنون ، اما نحن في العالم الثالث والدول العربية فان هيمنة الامني على السياسي وعلى المجتمع واضحة للعيان ولذلك فعلي الامني ان ينسحب من ساحة المجتمع وان يعود الى مكانة المخصص من خلال مهنية واحترافية العملية الأمنية لا ان يكون حاضراً في كل الملفات والقضايا حيث أثبتت التجارب ان تغول الامني على المجتمع وعلى السياسي بشكل خاص اعاق التنمية السياسية والإصلاح واصبح العقل السياسي عقلاً مضبوعاً خائفاً مرعوباً من هيمنة الامني ولذلك فان ما قاله رئيس مجلس النواب يستدعي فتح حوار حقيقي ما بين النخب الامنية والسياسية لتخفيف الهيمنة الامنية عن العمل السياسي وإفساح المجال للسياسيين ليقوموا بدورهم على اكمل وجه فهم القادرون على تشخيص الازمات ما وقد أثبتت التطورات المتلاحقة في المنطقة ان العصا الامنية والهيمنة الامنية قد فشلتا في السيطرة على ردات الافعال بل اصبحت هي الازمة فالإدارة السياسية للازمة هي القادرة على المعضلات التي فشلت الادارة الأمنية في التعاطي معها.

ان رفع وصاية العقل الامني عن المجتمع هو بداية لتفكيك الثقافة العرفية التي هيمنت على عقل المجتمع وعطلت التنمية السياسية والاصلاح السياسي بشكل خاص، فألاهم ان يتم الفصل ما بين الامني والسياسي والديني والسياسي والعشائري والسياسي ، والفني والسياسي ودواليك الى ان تصل الى الدولة الديمقراطية ودولة المواطنة اليس الانسان الاردني اغلى ما نملك كما قال الراحل الحسين رحمه الله، ان الاصلاح الحقيقي لا يمكن ان يتحقق الا اذا احترمنا حقوق الانسان واحترمنا التشريعات الناظمة لهذه الحقوق.

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات