افتتاح المعرض التشكيلي الجماعي "تجريد" لقاسم والخطيب وسعادة في جاليري زارا
المدينة نيوز : - افتتح فنانون تشكيليون ومهتمون معرضاً تشكيلياً جماعياً بعنوان "تجريد"، للفنانين منجد قاسم وناديا الخطيب ولين سعادة، مساء امس الاثنين في غاليري زارا بفندق حياة عمان.
واشتمل المعرض الذي يستمر 27 يوماً وحضره عدد كبير من التشكيليين والمهتمين، على 45 عملاً فنياً تشكيليا من لوحات ومنحوتات للفنانين، بمختلف الأحجام، ووظفت في اللوحات التشكيلية مواد الاكريليك والوسائط على القماش، فيما وظفت في المنحوتات احجار ملحية شفافة جلبت من جبال الهيمالايا في الباكستان وقطع خشبية من اشجار الزيتون وانارة تموضعت في المنحوتات. واتكأ التشكيليون الثلاثة في أعمالهم على تقنيات وأسلوبيات فن التجريد بأشكال وتكنيك فني متنوع ومختلف عن السائد محملة بقصص وموضوعات متباينة.
وقال الفنان قاسم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان لوحاته التي اعتمد فيها اسلوبية التجريد، حملت موضوعات الراهن العربي مختزلا، مشيرا الى انه استخدم ضربات السكين لترك البعد الاخر من عمق اللوحة لتعبر عن هذا الراهن.
ولفت الى انه يسعى في أعماله هذه الى ان تعبر اللوحة عن ذاتها مما يفتح افقا للمتلقي بان يفسرها بحسب ما تختزن ذاكرته، لافتا الى ان الالوان المستخدمة جاءت باهتة متساوقة مع المشهد العربي الراهن، فيما جاء حضور اللون الازرق بمختلف تدرجاته وبما يحمل من دلالات كقاسم مشترك في معظم اللوحات التي شارك فيها بوصفه تعبيرا عن الامل.
بدورها قالت الفنانة الخطيب لـ(بترا) إنها اعتمدت في لوحاتها اسلوبية المدرسة التعبيرية كونها تلتقط تعبيرات وجه وجسد المرأة، لافتة الى انها تسعى في اغلب اعمالها الى التعبير عن معاناة المرأة.
أما المصممة والتشكيلية الواعدة لين سعادة بينت لـ(بترا) أنها استخدمت أحجار الملح الشفافة (كريستال) التي جلبتها من جبال الهيمالايا في الباكستان ووظفت الحفر اليدوي لتشكيل منحوتات تموضعت في داخلها إنارة لتعكس تلك الشفافية المحملة بالتفاؤل والامل والراحة النفسية، موضحة انه متعارف على ان هذا النوع من الحجر بانه يعمل على تفريغ وسحب الطاقة السلبية والتخفيف من حالات الضغط النفسي والتوتر. واشارت الى ان احدى اكبر القطع التي نفذتها في هذا المعرض استغرقت 7 اشهر وحفرت عليها بالخط الديواني وبشكل متقابل عبارة "السعادة" وموضعتها على قاعد من شجر الزيتون الذي يمثل السلام لإشاعة السلام الداخلي لدى المتلقي، وان هذه القطعة شاركت في معرض دبي للتصميم عام 2018.
وحول انطباعاته عن المعرض قال الفنان التشكيلي القدير نبيل شحادة؛ انه طالما الفنان يعكس صدقية احساسه الداخلي في اعماله فإن هذه الاعمال تأتي محملة بجماليات مميزة، موضحا ان الفنان الذي يضع في عمله الفني مشاعره باخلاص وتفان معبرا عن رؤيته يُدخل المتلقي الى عالم آخر من الابداع وهي تمثل روح الفنان الذاتية.
اما رئيس رابطة الفنانين التشكيليين كمال ابو حلاة قال ان لوحات الفنانة الخطيب تبحث في عوالم الانسان المختلفة وتحديدا في حالات العزلة بكل تمظهراتها؛ الحزن، والتأمل والانتظار وكأنها توظف المكان مكملا للجسد من نفس الخامات والحالة اللونية لتجد العمل متكاملا قطعة واحدة لتجسيد حالة تعبيرية لربما هي حالات تعيشها الفنانة مع ذاتها مما يجعلك تتلمس صدق الاحساس.
وبين انها تعاملت مع التكوين بحيث تكون الكتلة وسطية مما يدل على اهمية العنصر الانساني على حساب المكان في لوحاتها.
وبخصوص لوحات قاسم، بين ابو حلاوة انه يتميز بقدرته على التعامل مع سطح اللوحة من خلال توظيف بعض الرموز التأثيثية والتي ربما تحمل دلالات زمنية لهذا تجده يشخط سطح اللوحة في بعض الاحيان من على اللون الفاتح ليظهر اثر اللون القاتم لتبدو كخدوش وكأنها اثر زمني عتيق، فيما يلصق في لوحات اخرى قصاصات من الكرتون ويجانسها مع سطح العمل ويترك اثرا عفويا يخدمه في توظيف المساحة لتصل في نهاية المطاف الى تكوينات لربما تحمل تحولات الجسد تارة او الوجه تارة اخرى لتبدو كالغاز يترك تفسيرها للمتلقي.
وحول منحوتات المصممة والفنانة الواعدة سعادة، قال انها خلقت في أعمالها تضاريس يستطيع المتلقي ان يستلم منها رسائل من خلال المراقبة والتأمل بالإنارة التي تسطع في قلب حجر.