ألم غزة يزداد وجعا
المدينة نيوز:- ليلة ليست كغيرها من الليالي قضاها اكثر من مليوني فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، وكثيرون لم يغمض لهم جفن رغم عتمة الليل وانقطاع التيار الكهربائي، ولا بصيص ضوء إلا من قذيفة صاروخية اطلقتها طائرات الاحتلال تجاه احدى الأهداف لتشرد المزيد من الاسر والقضاء على أحلام آخرين، فتهتز معها جدران البيوت، فيما تهوي أخرى يختلط فيها هشيم زجاج نوافذها مع صرخات الأطفال.
استيقظ الغزيون ليحصوا آلامهم ووجعهم على دمار هائل طال العديد من العمارات والمباني التي تحولت الى مجرد ركام، وأغلقت بفعلها عدد من الشوارع والأزقة بعد ان استهدف الاحتلال خمسة مباني تشغلها مراكز إعلامية وثقافية وتجارية.
وألم غزة يزداد وجعا في ظل استمرار قصف طائرات الاحتلال التي لا ترحم حتى الحوامل والرضع اللواتي سقطن بينما كن يحتمين في باحة منزلهن لتباغتهن صواريخ الاحتلال العمياء.
ويأتي هذا العدوان في ظل ما يمر به قطاع غزة من واقع إنساني واقتصادي واجتماعي هو الأصعب في ظل ارتفاع نسب الفقر والبطالة وانعدام الامن الغذائي الى نسب غير مسبوقة جراء الاحتلال وعدوانه وحصاره.
ويشير مكتب الإعلام الحكومي في غزة الى ان قطاع غزة تعرض حتى ساعات صباح اليوم لعشرات الغارات التي نفذتها طائرات الاحتلال إضافة للمدفعية والبوارج واستهدفت بنايات سكنية ومساجد وورشات حدادة ومحلات تجارية ومؤسسات إعلامية وأراضي ودفيئات زراعية.
المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، حذر في بيان أصدره صباح اليوم، من أن المدنيين هم الذين يدفعون الثمن، منبها الى أن القصف المتلاحق حوّل أكثر من مليوني فلسطيني رهائن للعدوان والخوف والقلق، مؤكدا ان استمرار الاحتلال الإسرائيلي بشن هجمات محددة على مناطق سكانية مأهولة واستخدام الأسلحة على قاعدة الانتقام الجماعي يشكل مخالفات جسيمة لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، ترقى إلى جرائم حرب.
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، ما يزال الفلسطينيون في انتظار تحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم ومداوة وجعهم المستمر بفعل الحصار الإسرائيلي، وأيضا بانتظار تحقيق المصالحة الفلسطينية بما يعزز صمودهم في مواجهة الاحتلال وعدوانه.
--(بترا)