قصة حب جارحة جعلت ملكاً بريطانياً يطالب بقصف بلاده
المدينة نيوز:- يوم 11 كانون الأول/ديسمبر 1936، ألقى ملك بريطانيا إدوارد الثامن (Edward VIII) كلمة فريدة من نوعها أذيعت على أجهزة الراديو وأثارت ذهول الجميع، حيث تنازل إدوارد الثامن عن الحكم لصالح شقيقه جورج السادس عقب فضيحة مدوية هزت البلاد ليصبح بذلك أول ملك يتنازل عن العرش طواعية في تاريخ بريطانيا.
تولى إدوارد الثامن عرش بريطانيا وهو في الثانية والأربعين من عمره خلفا لوالده الملك جورج الخامس الذي فارق الحياة يوم 20 يناير/جانفي 1936.
في الأثناء، لم تدم فترة حكم إدوارد الثامن سوى 11 شهرا فقط بسبب قصة حب أثارت ضجة واسعة وانتهت بتنازله عن العرش.
في سنة 1934، وقع الأمير إدوارد، الذي اعتلى العرش لاحقا وحصل على لقب إدوارد الثامن، في حب الأميركية واليس وارفيلد سيمبسون (Wallis Warfield Simpson) التي كانت زوجة رجل الأعمال الأميركي الإنجليزي إرنست سيمبسون.
وطيلة الأشهر التالية، أغرق الأمير عشيقته بالهدايا سرا، نافيا علاقته بها أمام والدته.
قبل وفاة والده الملك جورج الخامس بفترة وجيزة، خطط إدوارد الثامن للزواج بعشيقته واليس سيمبسون والتي كانت بصدد إتمام إجراءات طلاقها.
في المقابل، رفضت العائلة الحاكمة هذا الزواج وحاولت منعه معتبرة إياه إهانة لتاريخ العائلة، حيث كان هذا الطلاق الثاني في حياة واليس سيمبسون.
ومع حصوله على العرش عقب الوفاة المفاجئة لوالده، عاش إدوارد الثامن على وقع ضغط كبير، حيث تناقلت الصحف الأميركية والأوروبية فضيحة علاقته العاطفية التي أثارت بدورها غضب الكنيسة الإنجليزية.
وأمام هذا الوضع الصعب، فضّل إدوارد الثامن الرضوخ لمشاعره ليتخلى بذلك عن لقب ملك بريطانيا لصالح شقيقه جورج السادس ويتزوج من واليس سيمبسون.
في الأثناء، لم تتوقف المشاكل التي سببها إدوارد الثامن للتاج البريطاني عند هذا الحد، فبعد سنة واحدة من تنازله عن العرش صنّف إدوارد الثامن على أنه أحد المعجبين بأدولف هتلر والنظام النازي، حيث انتقل الملك السابق للعيش بباريس سنة 1937 ومكث بها سنتين، وقاد جولات نحو العديد من الدول الأوروبية، لكن أغربها كان خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1937 حيث حلّ إدوارد الثامن بألمانيا والتقى العديد من القيادات النازية وعلى رأسها الفوهرر أدولف هتلر والذي لم يتردد بدوره في تكريم الملك السابق.
سنة 1939، تبنى إدوارد الثامن المواقف النازية وحمّل اليهود مسؤولية اندلاع الحرب العالمية الثانية، ومع دخول الألمان لباريس غادر الملك السابق فرنسا ليستقر بإسبانيا قبل أن يتحول للبرتغال.
وأثناء فترة تواجده بإسبانيا، صرّح إدوارد الثامن لأحد الدبلوماسيين الإسبان أنه يحلم بتحالف بين ألمانيا وبريطانيا، كما دعا الملك السابق الألمان لشن غارات جوية مكثفة على المدن الإنجليزية لإجبار المسؤولين البريطانيين على الجلوس لطاولة المفاوضات وإنهاء الحرب.
وخلال نفس الفترة، وضعت فرق الأس أس الألمانية، عقب تلقيها أوامر من أدولف هتلر، خطة لخطف إدوارد الثامن وإعادة تنصيبه على عرش بريطانيا في حال استسلام الأخيرة بسبب سهولة التأثير عليه.
في الأثناء، تخوف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل من الدور الذي قد يلعبه إدوارد الثامن ضد بلاده عقب انكشاف ميوله النازية، ولهذا السبب تلقى الملك السابق أوامر بالعودة لبريطانيا قبل أن ينفى بعيدا عن أوروبا عقب تعيينه كحاكم على جزر باهاماس بشمال القارة الأميركية خلال شهر آب/أغسطس 1940.
العربية