وحيدُ والدَيْه ماتَ دفاعاً عن أصدقائه.. والعائلة تروي تفاصيل الفاجعة!

تم نشره الأحد 12 أيّار / مايو 2019 10:05 صباحاً
وحيدُ والدَيْه ماتَ دفاعاً عن أصدقائه.. والعائلة تروي تفاصيل الفاجعة!
الشاب
المدينة نيوز:- لم يستطع كيندريك كاستيو الجلوس ساكناً، بعد أن أشهر أحد زملائه مسدساً في الفصل بإحدى المدارس الأميركية. إذ كان محاطاً بأصدقائه الذين اعتبرهم بمنزلة عائلةٍ له، وكانت هذه العائلة في خطر.

وتقول أسرة كيندريك وأحد زُملائه في الفصل، لشبكة "CNN" الأميركية، إنَّه تُوفي إثر انقضاضه على مُطلق النار، وهو ما منح الطلبة الآخرين في مدرسة "ستيم هايلاندز رانش" وقتاً كافياً للاختباء.

وقال جون كاستيو، والد كيندريك: "أعلم أنَّ ما فعله أنقذ حياة الآخرين، وأشكر الله على ذلك. أُحبّه، وهو بطل، وسيظل كذلك. كان يُحِبُّ الناس كثيراً".

وكان الفتى (18 عاماً) يُشاهد فيلم "The Princess Bride"، في أثناء حصة الأدب البريطاني، حين سحب مطلق النار سلاحه وطلب من الجميع عدم الحركة. ثُم انقض كيندريك على مُطلِق النار، وساعده 3 طلاب آخرين في تثبيت مطلق النار محاولين إخضاعه، في حين هرب بقية الطُلَّاب من الغرفة.

ويقول والده إنَّ كيندريك هو نجله الوحيد، لكنّه اعتبر أصدقاءه أشقاء له، خاصةً أعضاء فريق "الروبوتات" في المدرسة. وقال إنَّهم كانوا يقيمون حفلات تبادل الهدايا في منزله، وإنَّهم اعتادوا تقاسم ألعابه منذ الصغر، وإنَّه كان يشتري تذكرة السينما لمن لا يمتلك ثمنها منهم.

وأوضح كاستيو: "كُن ناكراً لذاتك مثل نجلي، الذي لقي مصرعه بسبب ذلك. ولكنه أنقذ حياة الآخرين".

*"كان شخصيةً استثنائية"
تعلَّم كيندريك الحديث باللغتين الإنكليزية والإسبانية بضواحي دنفر منذ صغره، وانضم في البداية إلى مَدرسةٍ كاثوليكية. وأمضى الوقت في صيد الأسماك والتخييم مع جده الراحل، الذي كان من قوات مُشاة البحرية الأميركية.

يقول كاستيو: "كان كيندريك فخوراً به للغاية، لأنَّ جده كان بطلاً. وأعلم في قرارة نفسي أنَّ كيندريك يرغب في تمثيل هذا الإرث".

وأبقى المُراهق على العَلَم الذي كسا نعش جده بالقُرب منه، وكان يُصلِّي أمام شاهد قبره ويُقبِّله داخل مقبرة فورت لوجان الوطنية.

يقول كاستيو: "لقد أحب مشاعر الوطنية. كانت أصولنا لاتينية بحكم الطبيعة؛ لكننا نحب أمريكا حتى النخاع".

ولم يفاجأ كاستيو وزوجته ماريا حين علما أنَّ نجلهما أقبل على الخطر؛ إذ ربياه ليكون إنساناً مسؤولاً و"شخصاً جيداً. لم يَكُن طفلاً عادياً، بل كان شخصيةً استثنائية".

*رفض أن يعيش دور ضحية 
قال بريندان بيالي، أحد الطُلَّاب الآخرين الذين انقضُّوا على مطلق النار، إنَّ كيندريك كان قريباً للغاية من مطلق النار، فتصرَّف دون تفكير.

وأضاف بيالي: "مات كاستيو ميتة الأبطال. لقد مات جندياً. أعلم أنَّه سيظل بجواري طوال حياتي".

وتوجَّه بيالي إلى كيندريك، ليتفقدَّه ويحاول الحديث معه، إثر نجاح بيالي في إزالة المسدس من يدِ مطلق النار، لكن كيندريك توقَّف عن الحركة. وتذكَّر بيالي أنَّه ساعد أحد المعلمين الذي دخل الفصل وحاول تقديم المساعدة الطبية.

وقال والد بريندان، في أثناء حديثه إلى صحيفة "New York Times" الأميركية، إنَّ بعض الطلبة الآخرين حاولوا إيقاف النزيف عن طريق الضغط على صدر كيندريك.

وأضاف الطالب: "رفضت أن أعيش دور الضحية، ورفض كيندريك أن يعيش دور الضحية، ورفض الطُلَّاب أن يعيشوا دور الضحية".

ويرى الخبراء أنَّهم تصرَّفوا بالطريقة المُثلى. إذ تحوَّلت تعويذة النجاة، في أثناء إطلاق النار الحي، الآن إلى "اهرُب، اختبئ، قاتل"، ولم يَعُد الأمر يقتصر على الهرب أو الاختباء فقط.

*لحظة علم الوالدين بتضحية نجلهم 
حاول كاستيو وزوجته ماريا التواصل مع كيندريك عبر هاتفه الجوال، في أعقاب حادثة إطلاق النار. واعتقدوا أنَّ نجلهم ربما كان مصاباً أول الأمر، لكن قلقهم تزايد حين لم تصل لهم إجابة على الرسائل أو المكالمات.

وقال كاستيو: "شعرت بقليل من الذنب؛ لأنَّني اعتقدت أنَّني ارتكب خطأً بمحاولة الاتصال به. وربما أُعرِّض حياته للخطر بجعل الهاتف يرن. وتزايد قلقي، إلى جانب الحمل الجاثم على صدري".

وبعدها بعث أحد أصدقاء كيندريك إلى كاستيو برسالة تقول إنَّ كيندريك انقض على مُطلِق النار. لكن كاستيو لم يُدرِك حقيقة شعوره في ذلك الوقت، إذ شاهد الطلبة الآخرين في أثناء مُغادرة حافلات المدرسة الصفراء ومقابلة ذويهم، وعقَّب على ذلك قائلاً: "لم نحظَ بذلك. لم أستطع تصديق أنَّ هذا هو ما حدث مع ابني".

وتناهى إلى عِلم الزوجين أنَّ كندريك قُتل حين ذهبا إلى المستشفى بحثاً عنه، وأخبرهم المسؤولون بأن جسده ما يزال داخل الفصل. وتوجَّه الطلاب إلى الزوجين ليُعربا عن إعجابهم بنجلهما البطل، في أثناء انتظار الوالدين لرؤية كيندريك.

ورغم حُزن كاستيو وزوجته على نجلهما؛ يقول كاستيو إنهما يتمنيان الشفاء العاجل لزملاء كيندريك، حتى ينجحوا في الذهاب إلى الجامعة والزواج وبناء أُسر مُحاطة بالحب.
 

 


المصدر: عربي بوست

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات