المظاهرات كفيروس الانفلونزا لا يعيقه حدود ولكننا في الأردن أخذنا المطعوم .
![المظاهرات كفيروس الانفلونزا لا يعيقه حدود ولكننا في الأردن أخذنا المطعوم . المظاهرات كفيروس الانفلونزا لا يعيقه حدود ولكننا في الأردن أخذنا المطعوم .](https://s3-eu-west-1.amazonaws.com/static.jbcgroup.com/amd/pictures/74579.jpg)
منذ عدة أسابيع والمظاهرات تنتقل من بلد عربي الى آخر كما فيروس الانفلونزا لا يعيقه حدود , فهناك من يستقبل الفيروس مباشرة وينعدي وهناك من إستبق الفيروس وأخذ مطعوم مضاد منذ زمن كما نحن بالاردن , لقد سقت هذا المثال حتى أصل الى الحالة الاردنية بموضوع الاعتصامات والتي تتحول الى مظاهرات أحيانا هنا وأحيانا هناك , حتى أصبح بعضنا يعتقد بأن الدور سيأتي عليه في بيته من قبل زوجته وأولاده , ويعتصمون أمام البيت للمطالبة بحقوقهم والتساوي معه بكل شيئ بما في ذلك الراتب والسيارة وتقسيم الميراث وانا في عز شبابي , بالإضافه لرغبة ابني الصغير بأن يقود سيارة ويطالب بتخفيض سن منح الرخصة الى عشرة سنوات , وتوزيع سيارة على كل طفل من قبل الدولة بما في ذلك كابونات البنزين, وبعد فترة من هذه المطالب يبدأون اعتصاما آخر يطالبون به هؤلاء الأطفال بصرف سائق لكل طفل لأن الطلب الأول غير منطقي وغير مقبول.
وهذا حال مسيرات الكبار هذه الأيام, فأنا لست مع هذا العدد من المسيرات والمظاهرات الغير منطقية هنا وهناك , وحتى المطالب أصبح أكثرها غير منطقي وحتى وصل الموضوع ببعض المتظاهرين الى التسلية ولقاءات التعارف , وحتى أكون منصفا وواقعيا فأنا أيضا لست مع مظاهرات الولاء وتجديد البيعه ولا مع اعلانات الصحف المؤيدة والتي تحرك هنا وهناك من قبل بعض الحكام الاداريين , فنحن بهذا البلد لا نختلف على القيادة الهاشمية وولاءنا لهذه القيادة رضعناه من صدور امهاتنا وهي خيارنا الوحيد لاستمرا هذه الدولة , ولكن خروج بعض المظاهرات المؤيدة هنا وهناك بأعداد قليلة يوحي بأن الطرف الآخر أكثر من الموالين كما يقول البعض , وكأن المعتصمين أو المتظاهرين بالطرف الآخر غير موالين وهذا مرفوض بأن نقسم أو يقسموننا البعض الى موالين وغير موالين , فولاءنا للعائلة الهاشمية لا خلاف عليه والمفروض أن نسأل أنفسنا نحن المتظاهرون ماذا قدمنا نحن للدولة قبل أن نقول ماذا قدمت الدولة لنا , فهذه الضغوطات والمطالب من قبل المتظاهرين لا تأتي إلا بمزيد من عجز الموازنة وتحميل الدولة مزيدا من الديون الداخلية والخارجية . وأنتم بمظاهراتكم تسألون كيف وصل العجز بالموازنه الى هذا الرقم, وأنا أقول سيتضاعف العجز بالموازنة بعد تلبية مطالب المتظاهرين, فالبعض مصلحته أهم من مصلحة ابنه والأجيال القادمة, نعم, كلنا ضد الفساد والفاسدين ونطالب بمحاكمة ومحاسبة الفاسدين وهذا مطلب الجميع في هذا البلد , ولكن دعونا لا نستغل أجواء التسامح والانفتاح حتى لا نسيئ له أمام العالم , فلمصلحة من أن تخفض مؤسسات التصنيف الدولية مرتبة الاردن الاقتصادية الى غير آمن وغيرها من التصنيفات السلبية بسبب هذه المظاهرات. وبعدها يطالب المتظاهرون بإصلاحات اقتصادية , وهم أصبحوا سبب في تراجع اقتصاديات البلد فقد أعادونا بمظاهراتهم الى نقطة الصفر .