بيان حزب البعث بمناسبة ذكرى تعريب الجيش
تم نشره الثلاثاء 01st آذار / مارس 2011 02:55 صباحاً
بيان سياسي
في ذكرى الاول من آذار 1956
[ذكرى تعريب الجيش العربي الاردني]
يا جماهير شعبنا الاردني المكافحة...
ايها الرفاق البعثيون المناضلون...
• في صفحة ناصعة من صفحات كفاحكم الوطني الاكثر اهمية في تاريخ قطرنا الاردني سطر أحراركم بأحرف من نور اياماً رائعة تعتبر من اكثر محطات المجد الوطني والقومي اهمية تلك هي محطة تحقيق واعلان تعريب الجيش العربي الاردني يوم 1/3/1956 وازاحة كابوس القيادات البريطانية وادواتها وعلى رأسها الجنرال (جلوب) قيادات استعمارية كانت تهيمن بقبضة حديدية على مقدرات وطننا وتحد من تطلعاته للانعتاق والتحرر لاخذ مكانته الوطنية والقومية المنشودة في حركة النهوض القومي الناشئة آنذاك بعد ما تبين إثر حروب الانظمة الرسمية العربية وما ادت اليه من النكبة الفلسطينية عام 1948 ذلك الدور التآمري المرسوم الذي كانت تؤديه تلك القيادات الاستعمارية في خدمة مخططات وقرارات تقسيم فلسطين وتثبيت الوجود الصهيوني تنفيذاً لوعد بلفور وما جرى عليه من تطوير وتوسيع ترتب عليه اغتصاب معظم ارض فلسطين العربية وتشريد وتهجير شعبها خلافاً لكل المباديء والقيم الانسانية.
• وفي صفحة التعريب التي نحتفل اليوم بذكراها نجد من الضرورة والاهمية التاريخية بمكان ان نأتي على التذكير ببعض الحقائق الاساسية التي فرضت ظروف عديدة مرت على بلادنا منذ ذلك الوقت المبكر والى يومنا هذا ضرورات اغفالها او التجاوز عنها مؤقتاً مما يفرض اهمية الكشف عنها في هذه المرحلة حتى لا تبقى تلك الحقائق غائبة او مغيبة فيما هو متعمد اخفاء حقائقه وغمط نضال القوى التي ساهمت بأدوار فعلية في تلك الاحداث الهامة بعد ان احبطت جماهير شعبنا في ثورتها العارمة زيارة الجنرال (تمبلر) قائد القوات البريطانية الملقب (بطل الملايو) ضمن محاولات القوى الاستعمارية ربط الاردن بحلف بغداد آنذاك مما اسس لمراحل هامة من التطور القومي وقيام حكومة وطنية ديمقراطية في عملية تطوير الدولة والغاء المعاهدة البريطانية التي كانت تكبل البلاد بالقيود الجائرة واستبدالها باتفاقية عربية ثلاثية آنذاك واستبدال المعونة البريطانية بالمعونة العربية لتحرير الارادة الوطنية الاردنية.
• واذا كانت تلك المرحلة الهامة لم تعمر طويلاً اذ عملت قوى الرده والجذب الى الوراء الى اجهاض ما كان قد تحقق للبلاد من نجاحات وقفزات وطنية بالغة الاهمية مما ادى فيما بعد الى الكيد بالحركة وانقضاض الخصوم عليها بحجة المزاعم عن مؤامرة ضد نظام الحكم ومن ثم الى اعلان الاحكام العرفية التي فرضها النظام لعقود عدة الامر الذي ترتب عليه وقف وتعطيل عجلة التقدم والانجاز لمسيرة التطوير وانعكاس كل ذلك سلباً واضراراً فادحة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ردحاً طويلاً من الزمن وهو ما زالت بلادنا تعاني بعضاً من آثاره السلبية حتى يومنا هذا برغم كل المحاولات الرسمية القاصرة وغير الجادة التي بذلت وتبذل بزعم احتواء تلك الاثار.
• لا يظن احد ابداً ان معركة تعريب الجيش التي نحتفل بذكراها كانت معركة سهلة ذلك انها ضمن سياق الزمن والظروف التي كانت سائدة تعتبر محصلة لمعركة كفاحية شرسة وجهود ظافرة شاقة وتضحيات عظيمة التكاليف دفعت ثمنها غالياً تلك الطلائع الاردنية الثورية المناضلة من المدنيين والعسكريين من كوادر حزبنا العسكرية والمدنية ممن كانوا اساساً محورياً فيها ومعه سائر الشرفاء الوطنيين في معركة ذات ابعاد وطنية خطيرة نظموا حركة (الضباط الاحرار) آنذاك عمودها الفقري حيث شرعوا مبكراً بتنظيم على غرار حركة الضباط الاحرار في مصر وبالتنسيق مع القيادة القطرية البعثية القائمة في حينه وكان من بينهم الضباط وصف الضباط شاهر ابو شحوت ومحمود المعايطه وعلي ابو نوار وعبد الرازق الشريف وهاجم الهنداوي وتركي الهنداوي وعبد الرحمن العرموطي وضافي الجمعاني ومحمود الموسى وآخرين غيرهم من مختلف الرتب والمراتب ملتزمون بأهداف ثورية واسعة وبعيدة المدى.
• وفي ساعة الصفر ليلاً مساء 1/3/1956 وباطلاع وموافقة الملك الحسين آنذاك تحركت مجموعات من القوات العسكرية المشاركة الى منزل القائد (جلوب) في جبل عمان وعملت تلك المجموعات الى تطويق المنزل ومداهمته وابلاغه بالقرار الصادر باقصائه وبحضور بعض الوزراء الذين قدموا الى هناك وبعد ان اوضحوا له ان لا مجال امامه الا تنفيذ القرار رضخ للاجابة وجرى تسفيره قسراً مع مجموعة من اقرانه والى الابد فكانت قصة تعريب الجيش العظمى..!!
• ورغم انتصار الحركة الا ان وقوع اخطاء من بعض عناصر الضباط الاحرار ادى الى كشف بعض جوانب العملية الى جهات اخرى وبالتالي اجراء بعض التعديلات عليها مما ترتب عليه اعادة النظر في الاهداف بما يتناسب مع تلك الظروف وبالتالي فلم تتحقق الا جزئياً الغايات المرسومه اصلاً لتلك العملية الامر الذي انسحبت عليه نتائجه فيما بعد سلباً ومعاناة قاسية ضمن التطورات اللاحقة ولسنين عديدة وعلى كافة المستويات.
• ان حزبنا اذ يهنيء قواتنا الاردنية المسلحة بهذه الذكرى العطره ونحن نجدد عرضنا الآن لتلك الحقائق التاريخية بات اليوم امراً ضرورياً لوضع الامور في نصابها بعد زوال الخطوط الحمراء التي اختفت وراءها تلك الحقائق الهامة على مر العهود الماضية، كما يتوجه بالدعوة المخلصة في هذه المرحلة الى استذكار تلك المحطات المضيئة من نضال شعبنا ولاستلهام تلك الروح النضالية للعمل اليوم وكل يوم على رص الصفوف وتوحيد وتكاتف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية في التصدي للاخطار المحدقة والقوى الطامعة الشرسة المتآمرة للتعامل بمسؤولية قومية مع كافة المستجدات من حولنا ونؤكد من جديد على اهمية النضال الدائم لتحقيق ما توافقت عليه الارادة الشعبية الواعية ومن ذلك:-
1. الاصلاح السياسي الشامل الذي انتظره شعبنا العربي الاردني طويلاً انطلاقاً من المفاهيم الدستورية المعاصرة وعلى رأسها الدستور الاردني لعام 1952 دون التعديلات التي ادخلت عليه بعيداً عن الارادة الشعبية بعد ان جرى العبث به واستبعاد الارادة الجماهيرية ردحاً طويلاً من الزمن.
2. الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي للتعامل مع مقتضيات ضبط الانفاق الرسمي ومحاربة الفساد والتلاعب بالمال العام وما يقتضي ايضاً من كبح جماح الغلاء والبطالة والمديونية.
3. الاصلاح القضائي وتوحيد سلطته مما يستوجب الغاء محكمة امن الدولة والمحاكم الخاصة واستحداث المحكمة الدستورية العليا وتعزيز رقابة واستقلال القضاء.
المجد والخلود للابطال الشهداء من شعبنا وقواتنا المسلحة الاردنية.
وليعش نضال امتنا جيشاً وشعباً الى الامام على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية
القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني
عمان 1/3/2011
في ذكرى الاول من آذار 1956
[ذكرى تعريب الجيش العربي الاردني]
يا جماهير شعبنا الاردني المكافحة...
ايها الرفاق البعثيون المناضلون...
• في صفحة ناصعة من صفحات كفاحكم الوطني الاكثر اهمية في تاريخ قطرنا الاردني سطر أحراركم بأحرف من نور اياماً رائعة تعتبر من اكثر محطات المجد الوطني والقومي اهمية تلك هي محطة تحقيق واعلان تعريب الجيش العربي الاردني يوم 1/3/1956 وازاحة كابوس القيادات البريطانية وادواتها وعلى رأسها الجنرال (جلوب) قيادات استعمارية كانت تهيمن بقبضة حديدية على مقدرات وطننا وتحد من تطلعاته للانعتاق والتحرر لاخذ مكانته الوطنية والقومية المنشودة في حركة النهوض القومي الناشئة آنذاك بعد ما تبين إثر حروب الانظمة الرسمية العربية وما ادت اليه من النكبة الفلسطينية عام 1948 ذلك الدور التآمري المرسوم الذي كانت تؤديه تلك القيادات الاستعمارية في خدمة مخططات وقرارات تقسيم فلسطين وتثبيت الوجود الصهيوني تنفيذاً لوعد بلفور وما جرى عليه من تطوير وتوسيع ترتب عليه اغتصاب معظم ارض فلسطين العربية وتشريد وتهجير شعبها خلافاً لكل المباديء والقيم الانسانية.
• وفي صفحة التعريب التي نحتفل اليوم بذكراها نجد من الضرورة والاهمية التاريخية بمكان ان نأتي على التذكير ببعض الحقائق الاساسية التي فرضت ظروف عديدة مرت على بلادنا منذ ذلك الوقت المبكر والى يومنا هذا ضرورات اغفالها او التجاوز عنها مؤقتاً مما يفرض اهمية الكشف عنها في هذه المرحلة حتى لا تبقى تلك الحقائق غائبة او مغيبة فيما هو متعمد اخفاء حقائقه وغمط نضال القوى التي ساهمت بأدوار فعلية في تلك الاحداث الهامة بعد ان احبطت جماهير شعبنا في ثورتها العارمة زيارة الجنرال (تمبلر) قائد القوات البريطانية الملقب (بطل الملايو) ضمن محاولات القوى الاستعمارية ربط الاردن بحلف بغداد آنذاك مما اسس لمراحل هامة من التطور القومي وقيام حكومة وطنية ديمقراطية في عملية تطوير الدولة والغاء المعاهدة البريطانية التي كانت تكبل البلاد بالقيود الجائرة واستبدالها باتفاقية عربية ثلاثية آنذاك واستبدال المعونة البريطانية بالمعونة العربية لتحرير الارادة الوطنية الاردنية.
• واذا كانت تلك المرحلة الهامة لم تعمر طويلاً اذ عملت قوى الرده والجذب الى الوراء الى اجهاض ما كان قد تحقق للبلاد من نجاحات وقفزات وطنية بالغة الاهمية مما ادى فيما بعد الى الكيد بالحركة وانقضاض الخصوم عليها بحجة المزاعم عن مؤامرة ضد نظام الحكم ومن ثم الى اعلان الاحكام العرفية التي فرضها النظام لعقود عدة الامر الذي ترتب عليه وقف وتعطيل عجلة التقدم والانجاز لمسيرة التطوير وانعكاس كل ذلك سلباً واضراراً فادحة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ردحاً طويلاً من الزمن وهو ما زالت بلادنا تعاني بعضاً من آثاره السلبية حتى يومنا هذا برغم كل المحاولات الرسمية القاصرة وغير الجادة التي بذلت وتبذل بزعم احتواء تلك الاثار.
• لا يظن احد ابداً ان معركة تعريب الجيش التي نحتفل بذكراها كانت معركة سهلة ذلك انها ضمن سياق الزمن والظروف التي كانت سائدة تعتبر محصلة لمعركة كفاحية شرسة وجهود ظافرة شاقة وتضحيات عظيمة التكاليف دفعت ثمنها غالياً تلك الطلائع الاردنية الثورية المناضلة من المدنيين والعسكريين من كوادر حزبنا العسكرية والمدنية ممن كانوا اساساً محورياً فيها ومعه سائر الشرفاء الوطنيين في معركة ذات ابعاد وطنية خطيرة نظموا حركة (الضباط الاحرار) آنذاك عمودها الفقري حيث شرعوا مبكراً بتنظيم على غرار حركة الضباط الاحرار في مصر وبالتنسيق مع القيادة القطرية البعثية القائمة في حينه وكان من بينهم الضباط وصف الضباط شاهر ابو شحوت ومحمود المعايطه وعلي ابو نوار وعبد الرازق الشريف وهاجم الهنداوي وتركي الهنداوي وعبد الرحمن العرموطي وضافي الجمعاني ومحمود الموسى وآخرين غيرهم من مختلف الرتب والمراتب ملتزمون بأهداف ثورية واسعة وبعيدة المدى.
• وفي ساعة الصفر ليلاً مساء 1/3/1956 وباطلاع وموافقة الملك الحسين آنذاك تحركت مجموعات من القوات العسكرية المشاركة الى منزل القائد (جلوب) في جبل عمان وعملت تلك المجموعات الى تطويق المنزل ومداهمته وابلاغه بالقرار الصادر باقصائه وبحضور بعض الوزراء الذين قدموا الى هناك وبعد ان اوضحوا له ان لا مجال امامه الا تنفيذ القرار رضخ للاجابة وجرى تسفيره قسراً مع مجموعة من اقرانه والى الابد فكانت قصة تعريب الجيش العظمى..!!
• ورغم انتصار الحركة الا ان وقوع اخطاء من بعض عناصر الضباط الاحرار ادى الى كشف بعض جوانب العملية الى جهات اخرى وبالتالي اجراء بعض التعديلات عليها مما ترتب عليه اعادة النظر في الاهداف بما يتناسب مع تلك الظروف وبالتالي فلم تتحقق الا جزئياً الغايات المرسومه اصلاً لتلك العملية الامر الذي انسحبت عليه نتائجه فيما بعد سلباً ومعاناة قاسية ضمن التطورات اللاحقة ولسنين عديدة وعلى كافة المستويات.
• ان حزبنا اذ يهنيء قواتنا الاردنية المسلحة بهذه الذكرى العطره ونحن نجدد عرضنا الآن لتلك الحقائق التاريخية بات اليوم امراً ضرورياً لوضع الامور في نصابها بعد زوال الخطوط الحمراء التي اختفت وراءها تلك الحقائق الهامة على مر العهود الماضية، كما يتوجه بالدعوة المخلصة في هذه المرحلة الى استذكار تلك المحطات المضيئة من نضال شعبنا ولاستلهام تلك الروح النضالية للعمل اليوم وكل يوم على رص الصفوف وتوحيد وتكاتف الجهود لتعزيز الهوية الوطنية في التصدي للاخطار المحدقة والقوى الطامعة الشرسة المتآمرة للتعامل بمسؤولية قومية مع كافة المستجدات من حولنا ونؤكد من جديد على اهمية النضال الدائم لتحقيق ما توافقت عليه الارادة الشعبية الواعية ومن ذلك:-
1. الاصلاح السياسي الشامل الذي انتظره شعبنا العربي الاردني طويلاً انطلاقاً من المفاهيم الدستورية المعاصرة وعلى رأسها الدستور الاردني لعام 1952 دون التعديلات التي ادخلت عليه بعيداً عن الارادة الشعبية بعد ان جرى العبث به واستبعاد الارادة الجماهيرية ردحاً طويلاً من الزمن.
2. الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي للتعامل مع مقتضيات ضبط الانفاق الرسمي ومحاربة الفساد والتلاعب بالمال العام وما يقتضي ايضاً من كبح جماح الغلاء والبطالة والمديونية.
3. الاصلاح القضائي وتوحيد سلطته مما يستوجب الغاء محكمة امن الدولة والمحاكم الخاصة واستحداث المحكمة الدستورية العليا وتعزيز رقابة واستقلال القضاء.
المجد والخلود للابطال الشهداء من شعبنا وقواتنا المسلحة الاردنية.
وليعش نضال امتنا جيشاً وشعباً الى الامام على طريق الوحدة والحرية والاشتراكية
القيادة العليا لحزب البعث العربي الاشتراكي الاردني
عمان 1/3/2011