الموضوع النووي يطرح مجددا
في هذه الأيام يطرح الموضوع النووي مجددا. يوم الاثنين ١٠ يونيو ٢٠١٩ قال أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماع الوكالة مخاطبا مراسلي حكومة الملالي حول المواضيع المتبقية في الملف النووي للنظام: "
لقد دعت الوكالة النظام الإيراني إلى توضيح هذه المواضيع. ولكن للأسف، لم يتم تحقيق ذلك لفترة طويلة. وفي عام 2011، حددت 12 مجالا وقلت إنه من الضروري أن يجيب النظام الإيراني على هذه الأسئلة، وأن المواضيع المتبقية لم يتم حلها، وكان السبب أنه لم يكن هناك أي تعاون".
وهذا كان أول موقف لأمانو من النظام بعد عدة سنوات. وفي فحوى كلام أمانو هناك نوع من التهديد حيث أن بحث الأبعاد العسكرية المحتملة والتي يطلق عليها اسم PMD ، يمكن أن تطرح مجددا على الطاولة. وهذا هو الموضوع الذي قامت منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بإجراء العديد من الكشوفات حوله خلال هذه الأعوام. و قد تم إثبات شرعية كشوفات المقاومة الإيرانية بشكل حقيقي في ذات الوقت. ولكن هذا كان أحد خيانات اوباما الأخرى بحيث أن توصل لاتفاق مع النظام وقام بتغطية وإخفاء هذه الحقيقة المثبتة ومع تغاضيه المقصود عن هذه الحقيقة قدم أكبر الامتيازات للنظام.
وقد كشفت المقاومة الإيرانية بعد ذلك أن خطة النظام لا تزال سليمة ومستمرة وأن النظام لم يغير من أنظمته.
ويرجع مصدر قلق النظام هو أنه من الممكن إعادة طرح هذه المسألة مجددا. ممثل الولايات المتحدة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية قال في نفس عام ٢٠١٥: "على الرغم من إغلاق ملف إيران، لكن يجب أن نعلم أن الوكالة لديها إمكانية البحث حول أي قلق بتعلق بالموضوع". أي في نفس ذاك الوقت وعلى الرغم من أن السياسي الحاكمة كانت سياسة الاسترضاء ولكن تم الاعتراف بهذه الحقيقة وخاصة أنهم كانوا يعلمون ماذا قدموا من امتياز كبير للنظام.
من جهة أخرى، وبالتزامن مع تهديدات النظام في هذه الأيام والمبنية على عدم مراعاته لبعض بنود الاتفاق النووي، نجد تشددا في مواقف الدول ضد النظام.
مجلس الأمن الخاص بالبيت الأبيض قال يوم الاثنين ١٧ يونيو في رده على رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من قبل إيران: "إن العمل على رفع مستوى تخصيب اليورانيوم من قبل إيران هو ابتزاز نووي ويجب أن يواجه بضغوطات دولية. المساعد الخاص بالرئيس ترامب، والمتحدث ومسؤول شؤون العلاقات في مجلس الأمن الخاص بالبيت الأبيض قال لرويترز: " الرئيس ترامب قال بشكل واضح بأنه لن يسمح لإيران بالوصول لقدرات صنع سلاح نووي. هذا ابتزاز نووي ويجب أن يواجه بضغوطات دولية".
وتحدث المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية في هذا الصدد وقال أنه إذا انتهكت ايران التزاماتها فى النشاطات النووية، فإن بريطانيا ستدرس كل الخيارات المتاحة للرد عليها.
هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع جواد ظريف بأن أوروبا ستسعى لتأمين المصالح الاقتصادية لإيران في اطار الاتفاق النووي ولكن لا يجب انتظار حدوث معجزة ولا يمكن قبول تخفيض تعهدات إيران في الاتفاق النووي. والنقطة المهمة كانت في الجملة الأخيرة حيث أنه صرح في طهران، وخلال المؤتمر المشترك أيضا، بأنه كان هناك تناقضا واضحا.
صحافة النظام هاجمت بشدة وزير الخارجية الألماني وسفره لإيران.
وفي الوقت نفسه، مجتبى ذو النور، عضو مجلس شورى النظام، قال لوكالة أنباء مهر: في حال لم تقدم أوروبا في الأسابيع الثلاث المتبقية من مهلة ال ٦٠ يوم على حفظ الاتفاق النووي، سوف نعلق البروتوكول الإضافي الذي قمنا بإجرائه بشكل طوعي كصك وسند داعم للاتفاق النووي".
وادعى أيضا ذو النور: بأن أوروبا لا تمتلك الإرادة لحفظ الاتفاق النووي ولا تريد أن تنفق من أجل تنفيذ هذا العمل.
في هذه الأيام لا تسير العلاقات مع أوروبا بالشكل الذي كان يريده النظام. وهاجمت صحيفة وطن اليوم خلال مقال لها الحكومة الفرنسية بشدة وكتبت:
"إن الخط السياسي الحاكم في السياسة الخارجية الفرنسية يظهر بأن عداء إيران تحول لجزء لا ينفك من السياسة الخارجية لهذا البلد. وإن مرورا على بعض المواقف الرئيسية والجريئة للمسؤولين الفرنسيين أمام إيران يظهر بوضوح أن ملجا مجاهدي خلق (في إشارة لباريس المقر الأساسي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لا يستطيع أن يضع نفسه أبدا بمكان مهد الديمقراطية أو حتى كلاعب عادي بالقرب من الأمة الإيرانية".
وقد انتقدت هذه المقالة وزراء خارجية هذا البلد من كوشنر وفابيوس ولورديان بشدة.
بالنسبة لفابيوس وصفته برئيس الوزراء القاتل وكما وجهت سهم هجماتها ضد ماكرون وكتبت: "الرئيس الفرنسي الشاب وعديم التجربة سبق وتجاوز جميع الرؤساء الفرنسيين السابقين في موضوع عدائهم لإيران. وهذه العملية تستمر حتى اليوم.
لا يمكن توقع شيء أكثر من ذلك من نظام على وشك السقوط والذي هو عبارة تركيبة مشابهة لعصابات الإجرام وعصابات اللصوص والقراصنة، حتى حكام بلد حضاري مثل إيران.
*عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية