النواب الذين حجبوا الثقة مبكرا سماهم البخيت بالإسم قبل إعلان موقفهم

المدينة نيوز - خاص - بتول دانو تيكا - : ليس مستغربا أن يشن نواب مخضرمون هجوما على البخيت في أول أيام مناقشة الثقة بحكومته ( الأربعاء ) ولكن المستغرب أن يتبعهم آخرون يجلسون على مقاعد النيابة لأول مرة وأعطوا الرفاعي ثقة وطبشة - حسب مما علق مراقب برلماني مطلع .. كما وأن المستغرب أيضا هو أن ترفع الجلسة مبكرا ( السادسة ) مع أن جلسة منقاشات البيان الوزاري المسائية تمتد في العادة إلى حوالي التاسعة والنصف أو أكثر .
البخيت تلقى سيلا من النقد الهادر ، إذ ذكر بالإنتخابات التي أفرزت في عهده مجلسا اعتبرت انتخاباته فضيحة بكل المقاييس ، واعترف البخيت لاحقا بأخطائه ..
بيان البخيت الذي تقدم به للنواب مؤخرا لم يحو جديدا ، ولكن النواب حملوا على هذا البيان للهروب – كما يبدو – من إرث حكومة الرفاعي وثقة الـ 111 الشهيرة ..
في اليوم الأول من نقاشات البيان الوزاري حجب الثقة 8 نواب ، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها نواب وبهذه الكثرة نيتهم حجب الثقة ، إذ سبق وفعلها عبد الرحيم ملحس وعدد قليل غيره في مجلس سابق ..
فهل يضير البخيت هذا الهجوم النيابي؟؟ ..
الجواب " لا . " . وهي إجابة قد يستهجنها البعض ، إلا أن هذا الهجوم يذكر بالهجوم الذي شن على مضر بدران بعد عودة الحياة البرلمانية أواخر الثمانينيات ..
مصدر مقرب جدا من رئيس الحكومة المكلف قال للمدينة نيوز : إن النواب الذين أعلنوا حجبهم الثقة سماهم البخيت بالإسم ، قبل ان يعلنوا موقفهم ، ويقال بهذا الصدد : إن إرثا من العداء رسب في نفوس عدد من النواب " العتاقى " عندما كان البخيت قد فاز بثقة سابقة ، ومن ثم ارتكز على مركز قوى بعينه و " طنش " المجلس ومن فيه ، حتى إنه لم يكن يجتمع بالنواب إلأ لماما ..
هؤلاء ، من حقهم أن لا ينسوا ، خاصة وأن الأمر متعلق بأداء رجل أخفق في العديد من الملفات الإصلاحية ، مع أن براءته ظهرت عقب استقالته وما قيل عن أنه لم يكن يحكم أصلا ، أو على الأصح لم تكن ولايته الدستورية مكتملة العدة والأسباب فذهب البخيت حينها في شربة ماء ..
الرجل الآن هو غيره في السابق ، والإتيان به رئيسا للحكومة لم يكن من فراغ ، والإعتبارت محلية ، نعم ، ولكن ليست محلية أيضا ..
ونفس البخيت لا يتوقع إلا ثقة تصل إلى 63- 65 نائبا ، هو يقول ذلك ، وهذا هو المطلوب في هذا الظرف بالذات .. بل لعل ذلك من مصلحته ، ولعله أيضا يضفي على حكومته مصداقية .. ..
ماذا جاء ببيان البخيت الحكومي غير ما يجيء في العادة ببيانات رؤساء الحكومات ، إذا أخذنا في الإعتبار أن البيان غير مفصل ، ولا يحوي خطة ، بل يتساءل " مغرضون " : هل البخيت جمع نقاطا من بيانات سابقة وضمنها بيانه ، وكأن هذه هي القضية ..
المفارقة أن نوابا سابقين في مجلس سابق كانوا يشنون الحملة تلو الحملة على الأجندة الوطنية ، وها إن نوابا وسياسيين وأحزابا حاليين يطالبون بتطبيق أجزاء من " خطة دولة " شارك بصياغتها كل أطياف وألوان الأردنيين وتوجهاتهم ، ومر الزمن لنسمع ونرى رؤساء حكومات يريدون تطبيق هذه الأجندة وبمباركة نواب .. وسياسيين وأحزاب أيضا ، وهي مفارقة لها ما لها من اعتبارات تأخذ في الحسبان كيف يتطور القرار السياسي في الأردن .
معروف البخيت الآن ، هو غيره في السابق ، كما وأن تجربة الحكومة السابقة جعلته يغمض عينا ويفتح أخرى ويطلب من رأس الدولة أن يلعب – كرئيس حكومة - وحيدا في الساحة وهكذا كان ، وسيكون .
قد تكون مفاجأة المفاجآت أن نوابا اعتذروا من البخيت مسبقا أنهم لا يستطيعون منحه الثقة ، فأخبرهم أن الأمر لديه مفهوم ، إلا أنه ما من رئيسة حكومة يريد أن " يسقط في امتحان دستوري قد يحدث لو سقط فيه أن يحل البرلمان ، هذا هو مرتكز البخيت الأساس ومصدر قوته ، فالرجل في النهاية " اختيار الملك " .