حل المجلس بداية الاصلاح الحقيقي
لا بد ان نتوقف عند الرسالة التي اراد مجلس النواب ايصالها لاولي الامر والشعب عبر مناقشة حامية الوطيس لحكومة البخيت ليصوت على الثقة بعدها( 63 صوتا ) بنسبة مدنية جدا ربما قل مثيلها في ديمقراطيات العالم الثالث ؟!
لم يكن في الامر غرابة او لغزا لولا ان ذات المجلس مرر حكومة سابقة لها مباشرة بردا وسلاما ومجاملات ومداعبات لتنتهي الى ثقة غير مسبوقة في تاريخ الديمقراطيات منذ كانت واصبح للمجلس ماركة مسجلة لدى الشعب برلمان ( 111 ) ..
مجلس النواب (111) يمثل لغزا لا اريد الاسترسال في تحليله ، فربما هناك من يدرك خفايا واسرار اللغز في عمق حقيقته ليوفر علينا الجهد والوقت والكتابة والتشريق والتغريب ، واكتفي هنا في توضيع مكمن اللغز الذي يكمن في سياسات وسلوكيات مجلس النواب واعضائه..
التسابق على منح الثقة لحكومة الرفاعي بنسبة قياسية ( 111 ) غير مسبوقة ربما في التاريخ الديمقرطي في العالم لحكومة مرفوضة شعبيا ومستفزة سياسيا ومقيدة للحريات، خرج الشعب بشرائحة المختلفة لرفضها ، وكانت الثقة لغزا محل استغراب واستهجان الجميع ليتم رحيل الحكومة واقالتها بعد هذه الثقة ببضعة اسابيع في سابقة غير معهودة في تاريخ الديمقراطيات ايضا.
لنرى بعد ذلك التباري في حجب الثقة عن حكومة البخيت قبل التصويت عليها ، في لغز محير يدلل على نوايا مسبقة تاخذ شكل التحميس لدفع الاخرين اتخاذ نفس الموقف لينتهي التصويت عليها بالثقة بنسبة متدنية ( 63 صوتا ) رغم انها اقدمت على الغاء قوانين مقيدة للحريات وقوانين مستفزة اخرى كانت حكومة الرفاعي تتمسك وتتمترس وتعاند وتتحدى للحد ان البعض من الكتاب طالب بمحاكمة سمير الرفاعي لان حكومته اوصلتنا الى التازيم وهي تتمسك بقرارات مرفوضة شعبيا ،رغم ان الغائها لم يكن بحاجة الى ان نصل الى هذه الاحتجاجات ؟!
يرافق ذلك تعرض ممثلي الشعب للشعب نفسه في تقيييد الحريات والتهجم اللفظي والقمع المعنوي والسياسي، للحد وصف المسيرات السلمية بالحقارة والفاظ اخرى... واقلاق الراحة في قيادة التظاهرات المعاكسة التي تحاصر البيوت كما حصل معي ومع اخرين من زملائي واصدقائي في مادبا عندما قاد احد النواب مسيرة لمنعنا من تناول العشاء عند مضيفنا هناك في سياق مغاير تماما لواجبات البرلمان ودوره وكان مستغربا ومستهجنا من قبل الجميع.
هذا السلوك وما نراه من المواقف من هذا المجلس له امتداده بمن تلفظ على مسيرة كانت امام مجلس النواب بالفاظ كانت مستغربة ومستهجنة ، وهو امتداد ايضا لسلوك افرد نقاشا مطولا للتهجم على مواطن كان له رايا تحت القبة ولا اريد الاسترسال اكثر ..
ولكنها سلوكيات من نواب للامة والشعب لها قاسم مشترك هو التصدي للمواطن ومهاجمته في رايه وحقوقه في التعبير وكما حصل معي ايضا في رسالة ومقال لنائب آخر قبل نحو من الزمن ..
والسؤال الكبير كيف يحدث هذا ؟ وكيف يمكن فهمه ؟! وهل يمكن ان نجد له تفسير يشفي الغليل ؟! وما هي الرسالة التي يريد ايصالها ؟!
ربما الامر يحتاج الى اطالة لا تناسب المقال ولكن سؤالي الى اصحاب القرار ومن يهمه الامر : من يقبل ومن يحاسب هذا السلوك ؟
اما مغزى الرسالة التي يريد المجلس ايصالها عبر من صوت لحجب الثقة لحكومة البخيت في الوقت التي منحها لحكومة الرفاعي، وما رافق ذلك من شرح سابق ، فهي رسالة تخدم قوى البزنس والتوريث والتعطيل ان حكومة الرفاعي اقوى من حكومة البخيت ؟!
لنخلص الى حقيقة تجسدت وطالبت بها مسيرة الجمعة 4/3 والتي سوف تتركز في مسيرة الجمعة القادمة حل مجلس النواب هو الحل لبداية الاصلاح والانطلاق به...
