بيـــان صادر عن نقابـــة الفنانيــن الأردنييــن

تم نشره الإثنين 07 آذار / مارس 2011 12:24 صباحاً
بيـــان صادر عن نقابـــة الفنانيــن الأردنييــن

بســم الله الرحمــن الرحيـــم

 

الإبــداع الفنــي قيمــة وحاجـة أسـاس فـي الإصــلاح

ونحن ننحني إجلاًلا وتقديراً لشهداء الأمة الذين يسقطون في سبيل أن نبقي أوطاننا واقفة شامخة متينة البنيان عصية على التآمر والفساد والظلم والبطش ، لنقف بصمت المتيقن أن استشهاد الأبطال لن يكون إلا مفتاحاً لحياة كريمة أبية نرفع بها رؤوسنا عالياً ولكننا نحنيها أمام عظمة وبطولة شهداء الأمة التي وان طال الظلم عليها إلا أنها تؤمن و تؤكد أن الشعوب أذا أرادت الحياة الحرة الكريمة الشريفة لا بد أن يستجيب القدر ، فدعونا ، وجميل الشهداء يغطي الدروب ، أن نقف دقيقة نقرأ بها الفاتحة على أرواحهم الطاهرة .

ونحن إذ نؤمن بدورنا الريادي في نقابة الفنانين وقد قدمنا الأردن ونقلنا صورته البهية بكل كبرياء وثقة إلى كل أرجاء العالم عبر أعمالنا الإبداعية المتنوعة والمختلفة والمشاركات الثقافية والفنية في كل المحافل العربية والدولية والتي أكدنا دائما بجدنا واجتهادنا وعرقنا ومعاناتنا وألمنا أن الأردن الصغير كبير بعطائه ودوره التاريخي وقبلةً وموئل لأبنائه البررة الراضين رغم قسوة الحياة ، إلا أن البعض شمخوا على حسابه فاهتز بأهوائهم وزيغ مقاصدهم.

ونحن شريحة الإبداع يا وطن نهب بطليعة الملزمين والمستنبتين فيك أن نسعفك دون حجاب لأن التحدي اكبر والمسؤولية عظيمة ، وأن الإصلاح بات ضرورة وطنية وقد عجزت معظم الحكومات على ترجمة رؤى جلالة الملك المعظم في بلورة الواقع الثقافي والفني إلا ما ندر من ارتدادات وانطباعات مرتجلة سرعان ما تتلاشى مع طيف حكومة كانت.


وإننا في نقابة الفنانين لنعلنها بكل حب و مسؤولية وبحس وطني مرهف ونحن نحبس الوجع في قلوبنا كي لا نخدش جسم الوطن الذي تعرض للمخاطر الكثيرة من جهل ضعاف النفوس من أصحاب القرار مما أفقد الرعية بسط العدل عليهم وأفقد هؤلاء أصحاب النفوس المريضة فهم دور شرائح المجتمع المختلفة فظلموا وأساءوا وحددوا أدوارهم إلا بما يصب في مصالحهم على المستوى المادي والمعنوي.

وعليه وفي هــذه اللحظــات الحساسـة مـن تاريـخ الأردن المُشـرّف نؤكــد:-

• أن الحركة الفنية الإبداعية في الأردن تراجعت بسبب سوء السياسات والإدارات وعدم وضعها (الحركة الفنية الإبداعية) في الأولويات المهمة لسياسات الحكومات المتعاقبة.
• عدم قدرة المسئولين في كل أماكنهم المتخصصة وعدم معرفتهم وفهمهم لدور الفنون والإبداع ,بوضع استراتجيات واضحة ومحددة ترتقي وتطور و تساهم بتقديم الأردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافياً في الداخل والخارج مما أدى إلى ضعف دور المؤسسات الرسمية المعنية وتراجعها ، مما أضعف دور المؤسسات الخاصة التي حاولت أن تأخذ على عاتقها رفد المسيرة الفنية إلا أنها لم تنجح بالشكل المطلوب لأن بناء الوطن وخاصة (الجانب الثقافي الإبداعي والفني) يحتاج إلى دعم الدولة ووقوفها باهتمام إلى جانبه.
• وجوب الاقتناع بأن الثقافة والفنون هي سياج وطني يحمي الوطن من الفساد المبرمج والسهام القاتلة للقيم والتقاليد والمبادئ التي تنغرس في جسمه , وبأنها ركيزة أساسية من ركائز بناء حضارة الأمة وإنسانها و صياغة مستقبله.
وهي ليست استثماراً خاصاً خاضعاً للخصخصة والمزايدة من قبل البعض الذين يهربون من منهج التخطيط والمسؤولية الوطنية إلى التفريط بهذا الدور الأهم (دور الفنون والإبداع) في مسيرة البناء لحسابات آنية مدمرة وتحت شعارات خالية من الحس الوطني وقد ثبت فشلها وتأثيرها السلبي.

• الأردن الذي صابر وصبر ورابط وتحمل الصعاب وواجه المؤامرات..أردن البناء المستمر على صعيد الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان يحتاج في إطار تخصصاتنا ومطالبنا وتأكيدنا على ضرورة البدء قبل(أن يسبق السيف العدل) وفي هذه الظروف القاهرة التي ألمت بالفنان من تهميش وبطالة حقيقية ومستوى معيشي صعب يحتاج من الحكومة إلى :-
أولاً : يجب أن تعي الحكومة أهمية الإنتاج الدرامي و الموسيقي و الفني باعتباره حالة اقتصادية استثمارية مربحة تشكل دخلاً اقتصادياً يساهم في رفد الاقتصاد الوطني بدخول تدعم موازنة الدولة بشكل ايجابي كما هو الحال في الدول المجاورة والشقيقة على سبيل المثال ، أذا ما استُغلت من خلال هيئة متخصصة تضع إستراتجية إنتاجية مدروسة واضحة تعتمد الإنتاج الداخلي والتوزيع الذي يعتمد على تفعيل المواثيق الثقافية والفنية بين الدول والتي يستفيد منها الدول الشقيقة والصديقة لتقديم فنونها و إبداعاتها وعرضها على كل شاشات الدول المختلفة في الوقت الذي نعاني منه نتيجة سوء التخطيط الإنتاجي وضعف العلاقات العامة التي تعتمدها المؤسسات فيما بينها من جهة وبين الدول الأخرى من جهة أخرى.
ثانياً : النظر بعين الاعتبار إلى دور مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ووضع جوانب الإنتاج الدرامي والموسيقي والإذاعي والإبداعي والثقافي في أولوياتها و من خلال خطة مدروسة و مسئولة تساهم في وضعها نقابة الفنانين الأردنيين التي هُمش دورها بقصد أو لعدم معرفة بأهمية دورها ودور متخصصيها الذين يحملون أعلى الشهادات والذين فرضوا دورهم عربيا وقدموا الكثير للأمة على حساب دورهم في وطنهم.
ثالثاً : التفكير جديا وبلا تأخير وأسوة بالدول التي تضع الفنون والإبداع بأولويات سياساتها البناءة باقتطاع " قرش الإبداع " على كل فاتورة من فاتورة التلفزيون ومياه وكهرباء تحت اسم دعم الإبداع والفنون تعود لصندوق النقابة في إطار دعم الدولة لمبدعي الوطن الذين يقدمون دمهم وشبابهم من اجل سلامة الوطن وأمانه وكي تبقى صورته ناصعة في كل مكان ودونما انتظار لمقابل .
رابعاً : إيلاء المزيد من الاهتمام بدور نقابة الفنانين والأخذ برأيها وتفعيل أعضائها بتعيين المستشارين منهم في كل الدوائر والمؤسسات المعنية بالحراك الفني والإبداعي والسياحي والاجتماعي للمزيد من المساهمة بالرؤيا ووضع الإستراتجيات الآنية والمستقبلية التي تخرجنا من العشوائية في اتخاذ القرارات والاجتهادات لتأكيد مبدأ المشاركة لكل شرائح الشعب كل في تخصصه وخاصة الفنية والإبداعية منها ، وما يتمثل في المهرجانات وما آل إليه إلغاء صندوق دعم الثقافة.
خامساً : الإسراع ودون إبطاء بإعادة النسب المقررة والتي تضمنها نظام استيفاء الرسوم رقم " 108 " لعام " 2002 " الصادر بمقتضى المادة " 41 " من قانون نقابة الفنانين الأردنيين رقم " 9 " لسنة "1997 " والذي أخذ قرار تخفيضها بقرار لا مسئول من إحدى الحكومات السابقة لصالح بعض الجهات الربحية مما شكل أداة حادة فاسدة ساهمت وبضربة موجعة بالتأثير السلبي على صندوق التأمين الصحي ، والتقاعد ، والضمان الاجتماعي ، الذي يوفر حياة كريمة لائقة للفنان في شيخوخته ونظام الإسكان الذي تم رفعه إلى رئاسة الوزراء.
سادساً : ضرورة وضع إستراتيجية تليق بالثقافة والفنون وتحديد الموازنات المالية ووضعها بعناية ودقة كي تكون فاعلة وداعمة ومنتجة وتحت مسميات واضحة تصب في الحراك الإبداعي الفني للمساهمة بوقف الهدر والفساد والاختلاسات والمحاباة تحت مسميات مختلفة على حساب الصالح العام والوطن ... وهذا يحتاج إلى إشراك أصحاب الاختصاص والمعنيين بوضع هذه الإستراتيجية وتحديد الموازنات كي تفعل بالطريق الصحيح وبمعرفة الجميع ولصالح الإبداع والمبدعين وليس بقرارات فردية خاصة .
سابعاً : إيلاء عناية الحكومة والأخذ بعين وضرورة الاهتمام مكانة الفنان ودوره الطليعي بالمجتمع والنظر إلى العدد القليل والدور الكبير لأعضاء نقابتنا وبالتالي شمولهم بالعناية الصحية من خلال تأمينهم بالدرجة الأولى التي تليق بهم ..... وليس كمثل البعض الذي يدفع المبالغ الطائلة من المال العام للعلاج خارج البلاد وعلى حساب المواطن ، وشمول الموظفين في المؤسسات الرسمية بعلاوة المهنة.
ثامناً : وكما يفدي المبدع الفنان وطنه بالغالي والثمين يجب أن ينظر المتنفذون أصحاب القرار إلى أهمية عيشه الكريم بإسكان يليق به وبعطائه وبدوره أسوة بالدول القريبة والبعيدة التي تقدر الإبداع وتؤمن للمبدع الفنان أرقى سبل العيش والمكانة لأنها تؤمن أن الإبداع والفنون هي مرآة الأمم والشعوب وهي وسيلة الإعلام التي تقدم الوطن بأسمى معانيه سياسيا وثقافياً وسياحيا واجتماعيا وتاريخ الأمم والشعوب يأخذ بفنونها وإبداعاتها على مر الزمن .
تاسعاً : إيجاد الأجواء الصحيحة والملائمة والمسئولة لإظهار الإبداع الوطني إعلاميا ومن خلال كل المحطات الفضائية الأردنية وخاصة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وضمن خطة سياسية إعلامية متكاملة ، وتوجيه جميع الوزارات والمؤسسات المعنية بالثقافة والفنون لرسم الخطط الفاعلة بالتعاون مع نقابة الفنانين لما يشكله ذلك من واقع اقتصادي وفكري واستثماري مدروس و مسئول يأخذ مبدأ المشاركة والاحترام واللامركزية بعين التقدير والعناية حرصاً على متانة البنيان الوطني .

 

ومن هنا كان لابد من إيجاد صندوق أنتاج للفنون المختلفة الدرامية والموسيقية والتقنية والمسرحية ، بميزانية معقولة ، بإدارة هيئة متخصصة تعرف قواعد الإنتاج والتوزيع ، وضمن آليات واضحة.
وسيبني هذا الصندوق نفسه بما يساهم بخلق حالة استثمارية تصب في صالح الاقتصاد الوطني من جهة وتساهم بخلق وتطوير جيل من الكتاب والموسيقيين والدراميين وتقدم الأردن كما يجب سياسياً و اجتماعياً وإعلامياً وأدبياً.
ويخضع هذا الصندوق لسياسة استثمارية ورقابية رسمية ضمن خطة عمل متخصصة الهدف منها الإبداع والفن الأردني وكيفية انتشاره من جهة والربح المادي الداعم للاقتصاد الأردني من جهة أخرى وهناك أمثلة كثيرة عربية وصديقة ساهمت بانتشار فنانيها ومبدعيها على حساب مكانة الفنان الأردني وعطائه الذي تقلص في الفترة الأخيرة نتيجة التهميش وعدم الاهتمام.

لقد سكن الوطن فينا حتى أصبحنا نحلمُ في أن يكون الأردن الغالي بطموحاته وعطائه الكبير وفكره الديمقراطي متخطياً لحدوده محلقاً في فضاءات الدنيا ، من خلال إبداع قيادته وأبنائه الغيورين العاشقين لترابه ، إلا أن هناك من يأبى أن نسكن نحن الوطن ونشكل هويته الإبداعية الفنية .

لقد أصبحنا بالفعل كأعضاء في نقابة الفنانين تمثل شريحة رائدة نحس أننا في حرب ضروس كي يبقى الوطن الذي أحببناه ساكناً فينا ، وكان هناك قصدية مبرمجة ممن يتجاهلون دورنا على أن نهجر الوطن ونسكن أهوائهم.

خوفاً على الوطن وإحساساً بالمسئولية وبما يدور حولنا نعلي صرختنا مستلين أقلامنا وحتى السيوف للوقوف في وجه الفساد والفاسدين وضعاف النفوس ... فإيماننا كان دائما أن الوطن اكبر وفوق الجميع وأن الذين يفضلون مصالحهم على حساب مكانة وكبرياء الوطن سيسقطون وسنعمل على فضحهم .
فصبرنا على الألم هو قوة لنا من أجل أن يبقى الوطن الحبيب شامخا أبيا وكريما .. منيعا وسدا في وجه كل طامع وحاقد وصاحب مصلحة .
دام الوطن عزيزا ودامت القيادة التاريخية الهاشمية قوية أبية ونحن من خلفها نذود عن الحمى بنبض قلوبنا .

 

حرر في عمان 06/03/2011

www.artists-jordan.org

 


 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات