العرب أمام صدمة متشعبة
تم نشره الإثنين 07 آذار / مارس 2011 02:08 صباحاً
عبد الرحيم غنام
إختتمت المقاله الثانية من هذه الثلاثية بالتأكيد على ضرورة ان يكون هنالك تأٍن في قراءة الاحداث المتلاحقة التي ستبقى سؤالا ملحا مهما كانت الإجابة عليه. وخاصة ان اهم المفكرين العرب لم يتوقعوا تدافع الأمور ونتائجها، ولم يكن بدا سوى انخراطهم في التفاصيل الميدانية..فلقد سبقهم المتظاهرون وسبقتهم الصور، حتى اصبحوا تابعين للاحداث وليسوا فاعلين بها، وبات عليهم اليوم ان يعيدوا النظر في الكثير من افكارهم وكتاباتهم ونقاشاتهم.
الأن وبعد كل ما جرى سيتنطح الجميع للكتابة ، لكن هذا الجميع الذي غاب ولردح من الزمن عن متابعة مجريات الأمور المستجدة على الساحة العربية مركنا على ما تقدمه الأجهزة الإعلامية الرسمية والخاصة التي تدور في فلك الأنظمة العربية التي اتفحل بلاءها منذ عقدين ونيف وتطاول حكامها بالإستفحال حتى بلغ السيل الزبى ، وأصبح كتابنا ومفكرونا واصحاب الرأي قد لا يعرفون انهم يعرفون القليل عن كثير قد وقع، وعن تجهيزات حصلت خارج القدرة على اكتشافها، فأصبحنا امام واقع متطور وبسرعة مذهلة نجهل حقيقتها وبواعثها وأعماقها مما شكل لدينا صدمة بكل المعايير وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى صدمة متشعبة فكرية، واخرى إجتماعية وسياسية وشعبية.
بالطبع ليس المطلوب من مفكرينا وعلمائنا الأكثر تبحرا في مستجدات ألأمور ان يكونوا من المبصرين في عالم الغيب،حيث لايعلم الغيب إلا الله ، ولكنهم مطالبون باستطلاع الحقائق التي تحاصرنا جميعا كقد تكون غائبة عن عامة الشعب ولكنها غالبا ما تكون مرئية بواقعية ميدانها
لدى النخبة من المتابعين والمطلعين على ما تمر به المنطقة العربية من تغيرات قد تكون جذرية وعلى جانب كبير من ألأهمية كما حدث في تونس ، وفي مصر وما يجري الأن في ليبيا التي بلغت التضحيات الشعبية فيها الى إزهاق آلاف ألأرواح وما زال الحبل على الجرار والله يعلم الى أين ستصل الأمور في هذا البلد العربي المسلم الذي عانى شعبه وعلى امتداد أكثر من اربعة عقود منالظلم والظلام بأنواعه المختلفة ومن المعاناة والبطش والإستبداد والقهر والتسلط الذي مارسه النظام وأفراد عائلته وأقاربه وزبانيته الذين كانوا خلف عمليات السلب والنهب لثروات البلد و تقييد الحريات الديمقراطية وتكميم الأفواه عنوة ، وعندما عزم الشعب الليبي على الخلاص من هذه الظلامات التي فرضت عليه وبالقوة من حكامه الذين استولوا على ليبيا بقوة الحديد والنار تمت مواجهتهم بالرفض والإستكبار ، وباستخدام الحديد والنار وإزهاق ارواحهم بأحدث وأقوى انواع الأسلحة فتكا وبقصفهم بأقوى واحدث الطائرات الحربية التي لم يستخدمها النظام الليبي ضد العدو الصهيوني الإسرائيلي حتى في أحلك الظروف ، ولم يستخدمها عندما تعرضت المنشأت الليبية الكبرى والأكثر أهمية بالإضافة الى قصور القذافي التي دمرتها الطائرات الأمريكية وهو وزمرته يختبئون بالملاجيء كالعجز ولا اريد هنا ان انعته وجماعته كما نعت هو الشعب الليبي بالجراذين فقد خلق الإنسان بأحسن تقويم ولا يجوز لنا وصفه بأوصاف أدنى من ذلك .
القذافي الذي نعته شعبه بالطاغية والدكتاتور والمجنون وأعلن عن رفضه القاطع لبقائه قائدا كما يلقب نفسه ولا زعيما ولايريده إطلاقا ويطالبه بالرحيل الفوري ، ولكنه مصر على البقاء بالقوة ، وما يحدث في ليبيا هذه الأيام ضرب من الخيال المرفوض ليبيا وعربيا وعالميا ، وحتى من اقرب من كانوا مقربين للقذافي ووقفا على يمينه وشماله وأمامه وقلفه دعما لنظامه الإجرامي ضد شعبه الذي سار خلفه ظنا منه انه سيحكم بالعدل والمساواة واحترام الجماهير الليبية وخاصة بعد ان اعلن عن ان نظامه سيخضع لحكم الجماهير وأطلق على الجمهورية الليبية اسم الجماهيرية الليبية العربية الديمقراطية العظمى وسار من سار على نهجه تيمنا بإقامة دولة عربية إسلامية ديمقراطية تكون مثلا يحتذى فيه وتكون شكلا جديدا من اشكال التغير على الساحة العربية ، ولكن حقيقة الأمر ان ما كان يطمح اليه القذافي واللذين خططوا له ما قام به كان الهدف منه إعادة ترتيب ما كان مرتبا لكن بطريقة نسف القديم لاحداث تغيير في الصورة والشكل وليس أكثر من ذلك الشكل الذي ملته الشعوب العربية ، وخاصة بعد المرحلة التي اعقبت هزيمة الجيوش العربية السبع التي سلمت القسم الأكبر من الأراضي الفلسطينية وعادت الى اقطارها تجر ذيول الهزائم والفشل في حرب شكلية ادت الى تقسيم فلسطين وإقامة الكيان الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين .
باختصار غاب مفكرونا وكتابنا الطليعييون في نظر القراء غابو عن مسرح الفعل في اللحظات التي لم تكن متوقعة واستمرؤوا الكتابة عن وضعية الأنظمة مقتصرة كتاباتهم على الإشارة للفساد والمحسوبيات والرشوات على مختلف انواعها وما الى ذلك وهم يعلمون جيدا ان مثل هذه الكتابات قد تؤدي الى بعض الإصلاحات والتغيرات السطحية والشكلية وليس اكثر من ذلك . والسؤال الذي يطرح نفسه الأن وبإلحاح هو هل سيبادر كتابينا ومفكرينا وعلمائنا الىالبحث في والدراسة في هذه المراحل الجديدة في صورها وأشكالها ومعانيها ولغتها العظيمة وأدائها التي لم نكن نتوقعها ؟،
الأن وبعد كل ما جرى سيتنطح الجميع للكتابة ، لكن هذا الجميع الذي غاب ولردح من الزمن عن متابعة مجريات الأمور المستجدة على الساحة العربية مركنا على ما تقدمه الأجهزة الإعلامية الرسمية والخاصة التي تدور في فلك الأنظمة العربية التي اتفحل بلاءها منذ عقدين ونيف وتطاول حكامها بالإستفحال حتى بلغ السيل الزبى ، وأصبح كتابنا ومفكرونا واصحاب الرأي قد لا يعرفون انهم يعرفون القليل عن كثير قد وقع، وعن تجهيزات حصلت خارج القدرة على اكتشافها، فأصبحنا امام واقع متطور وبسرعة مذهلة نجهل حقيقتها وبواعثها وأعماقها مما شكل لدينا صدمة بكل المعايير وبكل ما تعنيه الكلمة من معنى صدمة متشعبة فكرية، واخرى إجتماعية وسياسية وشعبية.
بالطبع ليس المطلوب من مفكرينا وعلمائنا الأكثر تبحرا في مستجدات ألأمور ان يكونوا من المبصرين في عالم الغيب،حيث لايعلم الغيب إلا الله ، ولكنهم مطالبون باستطلاع الحقائق التي تحاصرنا جميعا كقد تكون غائبة عن عامة الشعب ولكنها غالبا ما تكون مرئية بواقعية ميدانها
لدى النخبة من المتابعين والمطلعين على ما تمر به المنطقة العربية من تغيرات قد تكون جذرية وعلى جانب كبير من ألأهمية كما حدث في تونس ، وفي مصر وما يجري الأن في ليبيا التي بلغت التضحيات الشعبية فيها الى إزهاق آلاف ألأرواح وما زال الحبل على الجرار والله يعلم الى أين ستصل الأمور في هذا البلد العربي المسلم الذي عانى شعبه وعلى امتداد أكثر من اربعة عقود منالظلم والظلام بأنواعه المختلفة ومن المعاناة والبطش والإستبداد والقهر والتسلط الذي مارسه النظام وأفراد عائلته وأقاربه وزبانيته الذين كانوا خلف عمليات السلب والنهب لثروات البلد و تقييد الحريات الديمقراطية وتكميم الأفواه عنوة ، وعندما عزم الشعب الليبي على الخلاص من هذه الظلامات التي فرضت عليه وبالقوة من حكامه الذين استولوا على ليبيا بقوة الحديد والنار تمت مواجهتهم بالرفض والإستكبار ، وباستخدام الحديد والنار وإزهاق ارواحهم بأحدث وأقوى انواع الأسلحة فتكا وبقصفهم بأقوى واحدث الطائرات الحربية التي لم يستخدمها النظام الليبي ضد العدو الصهيوني الإسرائيلي حتى في أحلك الظروف ، ولم يستخدمها عندما تعرضت المنشأت الليبية الكبرى والأكثر أهمية بالإضافة الى قصور القذافي التي دمرتها الطائرات الأمريكية وهو وزمرته يختبئون بالملاجيء كالعجز ولا اريد هنا ان انعته وجماعته كما نعت هو الشعب الليبي بالجراذين فقد خلق الإنسان بأحسن تقويم ولا يجوز لنا وصفه بأوصاف أدنى من ذلك .
القذافي الذي نعته شعبه بالطاغية والدكتاتور والمجنون وأعلن عن رفضه القاطع لبقائه قائدا كما يلقب نفسه ولا زعيما ولايريده إطلاقا ويطالبه بالرحيل الفوري ، ولكنه مصر على البقاء بالقوة ، وما يحدث في ليبيا هذه الأيام ضرب من الخيال المرفوض ليبيا وعربيا وعالميا ، وحتى من اقرب من كانوا مقربين للقذافي ووقفا على يمينه وشماله وأمامه وقلفه دعما لنظامه الإجرامي ضد شعبه الذي سار خلفه ظنا منه انه سيحكم بالعدل والمساواة واحترام الجماهير الليبية وخاصة بعد ان اعلن عن ان نظامه سيخضع لحكم الجماهير وأطلق على الجمهورية الليبية اسم الجماهيرية الليبية العربية الديمقراطية العظمى وسار من سار على نهجه تيمنا بإقامة دولة عربية إسلامية ديمقراطية تكون مثلا يحتذى فيه وتكون شكلا جديدا من اشكال التغير على الساحة العربية ، ولكن حقيقة الأمر ان ما كان يطمح اليه القذافي واللذين خططوا له ما قام به كان الهدف منه إعادة ترتيب ما كان مرتبا لكن بطريقة نسف القديم لاحداث تغيير في الصورة والشكل وليس أكثر من ذلك الشكل الذي ملته الشعوب العربية ، وخاصة بعد المرحلة التي اعقبت هزيمة الجيوش العربية السبع التي سلمت القسم الأكبر من الأراضي الفلسطينية وعادت الى اقطارها تجر ذيول الهزائم والفشل في حرب شكلية ادت الى تقسيم فلسطين وإقامة الكيان الإسرائيلي الصهيوني في فلسطين .
باختصار غاب مفكرونا وكتابنا الطليعييون في نظر القراء غابو عن مسرح الفعل في اللحظات التي لم تكن متوقعة واستمرؤوا الكتابة عن وضعية الأنظمة مقتصرة كتاباتهم على الإشارة للفساد والمحسوبيات والرشوات على مختلف انواعها وما الى ذلك وهم يعلمون جيدا ان مثل هذه الكتابات قد تؤدي الى بعض الإصلاحات والتغيرات السطحية والشكلية وليس اكثر من ذلك . والسؤال الذي يطرح نفسه الأن وبإلحاح هو هل سيبادر كتابينا ومفكرينا وعلمائنا الىالبحث في والدراسة في هذه المراحل الجديدة في صورها وأشكالها ومعانيها ولغتها العظيمة وأدائها التي لم نكن نتوقعها ؟،