"شيوخ سلاطين الطرب" الحلبية تسمو بجمهور "الشمالي" في "جرش"
المدينة نيوز :- سَمت فرقة "شيوخ سلاطين الطرب" القادمة من حلب مساء امس الخميس، بجمهور المسرح الشمالي في مدينة جرش الاثرية، من جماليات فنون الطرب الاصيل الذي ينهل من الموروث العربي والموشحات والقدود الحلبية والذكر الصوفي، وذلك ضمن حفل مشاركتها بفعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ34. الفرقة المكونة من 16 عازفا و7 من المطربين والمرددين اضافة الى فرقة استعراضية تضم 11 شابا وفتاة، استهلوا حفلهم الغنائي الطربي بموشح بغناء جماعي مطلعه "إملاء الاكواب حتى بلبل الدوح كلما عطره يفوح الشذى منه" بمصاحبة لوحات راقصة لرقصة السماح أدتها الفرقة الاستعراضية بازيائها التي تحيل الجمهور الى "زمان الوصل في الاندلس". وقدم عضو الفرقة المطرب عبود حلاق وصلة غنائية من الموروث بمختلف انواعه، وبمصاحبة المرددين والفرقة الموسيقية واللوحات الاستعراضية الراقصة تستهل باغنية "فوق النخل" لينتقل منها الى "كنا ستة ع النبعة" ومن القدود الحلبية "البلبل نادى غصن الفل".
وفي تواصل للحفل الغنائي الطربي يصعد المطرب حلاق بموال من القصيد العربي المأثور يستهل بـ" اللولو المنضود في فمك الجميل في سعادة للشقي والعليل"، ليدخل من خلاله الى وصلة من فنون القدود الحلبية التي غناها الفنان القدير صباح فخري وتبدأ "على العقيد اجتمعنا ونحن وسود العيود" من فنون القدود الحلبية، وتتواصل مع "قدك المياس" و"انا وحبيبي في جنينة" وسط حالة التجلي التي توحد فيها جمهور الشمالي لترتقي به الى معارج الطرب الاصيل.
ويقدم مطرب الفرقة الثاني حسام عجين موالا يستهله بـ" نعم سرى طيف من اهوى فأرقني والحب يعترض اللذات بالالم" على مقام "الرست" من كلمات البوصيري وألحان وغناء صباح فخري ليدخل في اغنية من القدود "والنبي يمه" و"يا مال الشام" ويصاحبه استعراض فني راقص لخمس فتيات .
وفي تنقل من الوان فنون الطرب من الموشحات والقدود والموروثات الغنائية في بلاد الشام يغني المطرب عامر عجمي " لا تقولي لي" و"تعلا وتتعمر يا دار" و"من الشباك لارميلك حالي" ليختتم وصلته باغنية "ببصملك ع العمياني".
ويختتم الحفل بنقلة الى مشهدية ادائية جمهور الشمالي الى حالة الرحلة الدرويشية للكون بدخول استعراضي لرقص السماع لثلاثة دروايش(المولوية) احدهم طفل بازياء المولوية البيضاء في اداء دوراني يعبر عن الكون ورابعهم شيخ يطوف بالبخور على جنبات خشبة المسرح ليعرج المطرب محمد حمامي بالجمهور في ابتهالات من الذكر الصوفي تنقلهم الى حالة من التأمل والرجاء المتجرد من كل ما هو جسدي في نشوة تمتليء بفيض من السكون الروحي.
وفي الختام سلمت مديرة العلاقات الثقافية الدولية في وزارة الثقافة، مديرة البرامج الثقافية في المهرجان رولا عواد درع المهرجان التكريمي للفرقة. وقال مسؤول الفرقة الفني لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، ان الفرقة التي تأسست عام 2000 ولها مشاركة سابقة في مهرجان جرش تعمل على المحافظة على الاغاني التراثية الحلبية والعربية، مشيرا الى انها في العرض الذي قدموه اضافوا لوحات استعراضية راقصة لرقصة السماح واسمها المعروف "نقل السماح" وهي من اصول اندلسية ووضع اسسها الشيخ عمر البطش نهاية القرن التاسع عشر الميلادي وختمنا بلوحة المولوية التي مرجعيتها من المدرسة الصوفية لجلال الدين الرومي في قونية بتركيا.
واوضح ان الازياء البيضاء للدراويش ترمز للكفن والدوران يرمز لحركة الكون. وكان سبق حفل فرقة شيوخ سلاطين الطرب حفل للفنان الاردني رامي شفيق قدم فيه وصلات غنائية ومنها "طلوا الخيول" وعلى الجسرين".
كما غنى الفنان شفيق من الموروث الغنائي الاردني "ما اقدر اقلك يا قلب ويلي"، و"لحبس دموعي بين الجفن والعين، لحبس دموعي"، و"يالمرتكي ع السيف سيفك جرحني" و"لسري لهم بالليل" و"إلى حبيب الروح" وفق بترا .
كما غنى عددا من الاغاني العاطفية ومنها "حياتي انا تشرق لمين"، ويا قلبي كان مالي ومالي" و"صاير كذاب اللي بحبه" وفي ختام حفله الغنائي تم تسليمه درع المهرجان التكريمي.