توفيق شومر يحاضر في الجمعية الفلسفية الأردنية حول سلطة المعرفة
المدينة نيوز :- ألقى أستاذ الفلسفة في الجامعة الأردنية الدكتور توفيق شومر مساء أمس الثلاثاء محاضرة حول "سلطة المعرفة" في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية.
واستعرض شومر في المحاضرة التي أدارها الباحث مجدي ممدوح تمظهرات سلطة المعرفة عبر تاريخ العلم.
واستهل محاضرته بالقول "انتشر كثيرا في السنوات الماضية مصطلح "المعرفة قوة"، مبينا ان هذا المصطلح يستلزم الوقوف عنده وتحليل العلاقات التي تربط بين مفهوم المعرفة ومفهوم السلطة". وأشار إلى انه عند تناول موضوع كموضوع "سلطة المعرفة" لا بد من الانطلاق من ميشيل فوكو وكتاباته حول السلطة والمعرفة، فكلمة "سلطة" لم تعد تنحسر في السلطة السياسية ولكن لها مجموعة من الفضاءات تسبح خلالها: سلطة الموروث، وسلطة النص، وسلطة القانون، وهنا يفتح الباب للتفكير بسلطة المعرفة.
وتابع انه كلما كانت المعرفة متجذرة في الموروث ومتملكة، أي عندما تكون هذه المعرفة تأسيسية للمعارف اللاحقة تصبح القدرة على التحول عن تأثيرها وسلطتها على البناء المعرفي للذات العارفة أكثر صعوبة، ويصبح الانفكاك من سطوتها وسيطرتها يحتاج إلى ثورة معرفية على الموروث وعلى الإطار المعرفي المتملك له.
وأوضح شومر أنه يمكن تتبع الكثير من الحالات في العلم التي أمست بها المعرفة المتملكة للإطار المعرفي في حقل ما هي العائق أمام التمكن من الوصول إلى معرفة جديدة أو إلى فتح آفاق معرفية جديدة، فكلما كانت المعرفة التأسيسية أقدم، وكلما كانت المعارف المنطلقة من هذه المعرفة التأسيسية أوسع انتشار ومتراكمة، كلما كانت القدرة على التحول من الطريق الذي تفرضه أكثر صعوبة وفق بترا .
وأكد أن الطريق الذي تتأسس فيه معرفة ما لدينا، يؤدي إلى الوصول إلى مجموعة من "الحقائق" التي قد تكون متناسبة مع هذا "الطريق" وتمكننا من الوصول إلى استنتاجات مهمة في الحقل، ولكنها ونظراً للقوة التأسيسية للمعرفة البدئية تنحرف الرؤية المتراكمة بعيدا عن ما يمكن أن يوصلنا إلى "حقائق" أقرب إلى الواقع. وختم شومر محاضرته بالقول إن البحث في المعرفة وتأثيرها على الحقول المختلفة إنما يؤدي بنا إلى النظر في المعارف التأسيسية وإلى التحقق من أن هذه المعارف التأسيسية لم تحرف المسار ولم تلزم العلماء النظر ضمن قصديتها.