الفساد لا دين له
الفساد كلمة تتردد هذه الايام في كل اسقاع الارض ، الفساد كلمة اصبح يرددها الصغير والكبير ، اصبحت حديث الشارع وهم المجتمع ، فاذا ما دعاك صديق يوما ما لتناول فنجان قهوة في مكان ما فان موضوع الحديث سيكون الفساد ، واذا ما استرقت السمع لحديث من يجلس امامك او خلفك في باص النقل العام فستجد ان موضوع الحديث سيكون بالطبع الفساد ، واذا تعطلت سيارتك لاي سبب ما واضطررت الى اخذها لميكانيكي فستجده يخرج راسه بين الفينة والاخرى من بين قطع سيارتك المبعثره هنا وهناك ليحدثك عن الفساد .
واذا ما ارادت زوجة احدهم بملاطفته فانها حتما ستبدا بالحديث عن الفساد ، واذا قصر احد الطلبة في تحصيله الداراسي فان مبرره الوحيد سيكون الفساد ، والفساد حديث النسون عندما يجتمعن على قهوة الصباح بعد ان يخرج الازراج في رحلة العمل ، واذا ما استيقظت مفزوعا من حلما مزعجا فبالتاكيد سيكون موضوع الحلم الفساد .
والفساد ليس له وطن ولا جنس وليس للفساد لغه ولا يعتنق الفساد ديانه ، ويعاني من خلل في جهازه العقلي من ينكر وجود الفساد ، والفساد مرض يصنف من الامراض الاخلاقيه ،ويعد من اخطر الاوبئة التي تتميز بانها معديه وسريعة الانتشار ، ولا ينفع معها العلاج الطبي ، وينصع الاطباء بعزل المصاب بهذا المرض ، وقد يكون في استئصال المريض بالكامل علاج لحالات اخرى لا تزال في صراع فكري ونفسي نحو الانحدار بمنزلق مرض الفساد . ومن اعراض هذا المرض ، الثراء الفاحش وانت في وظيفه عامة ، ضعف الانتماء – انخفاض مستوى الانتاجيه – المزايده في الانتماء والولاء .
واتوقع وانا من الكثيرين الذين لا تصح توقعاتهم ،ان مشكلة الفساد بحد ذاتها ليست المشكله لانه كما وذكر سابقا، فان هذا المرض الاخلاقي موجود ، ولكن تكمن المشكله في اجراءات التعامل مع المصاب بهذا المرض .
ونحن في ذرة التقدم الطبي العلمي ، الذي وجد علاجا لمعظم امراض العصر وفشل في ايجاد وصفه طبيه ناجعة لمرض الفساد ، اجد من واجبي التذكير بان الكي ايضا علاج ، وعلاج معروف لدينا ، ويمتاز بانه رخيص، فعال ، وليس بحاجه الى استشاري .
اتمنى ونتمنى ان يكون حديثنا في الايام القادمة ليس عن حالات الفساد ولكن عن حالات الكي .