الاصلاح يحتاج الى وقت...اعطوا الحكومة الجديدة وقتها
بعد الأحداث التي شهدتها الدول العربية في الآونة الأخيرة والتغيير الذي حصل في تلك الدول اختلفت مواقف الحكام فمنهم من هرب ومنهم من تمسك بكرسيه إلى أن أرغمه الشعب على الاستقالة والتنحي ومنهم من بقي متشبثا بكرسيه ولو كان ذالك على حساب دماء أبناء شعبه ومدخراتهم وثرواتهم.
وهنا نرى إن هذه الثورات بدأت بالانتقال من بلد إلى أخر وإذا صح التشبيه بأنه فيروس معدي فقد انتقلت الثورات والسخط الشعبي من دولة إلى أخرى وجاءت الصحوة لأبناء تلك الشعوب وتمكنوا من رفض الأوضاع التي يعيشونها وعلى اثر ذلك قامت بعض الدول بالمسارعة بإصلاح نظامها وتغييرات جذرية في بعض الأمور التي يرفضها أبناء تلك الدول وذلك تلافيا لحصول مثل تلك الثورات التي إذا نظرنا إليها من الخارج نلاحظ بأنها ذات هدف سامي وتخدم ما يتطلع إليه الشعب ولاكن ما خفي كان أعظم. فتلك الثورات كان لها اثر سلبي في كثير من الأحيان فقد أدى إلى الإخلال بنظام وامن تلك الدول لاسيما التأثير الواضح على الوضع الاقتصادي الذي يلعب دور هام في بقاء تلك الدول واستقرارها وبذلك اذا ساء الوضع الاقتصادي سيحاول الجميع التغلب على ذلك بأي طريقة كانت وذلك له تأثير قوي جدا على موضوع حفظ الأمن والنظام.
وعلى اثر ما جرى في الدول العربية فقد شهد الأردن حراكا سياسيا جميلا أحيانا وحراكا سيئا في المقابل لا سيما أن الشعب لم يكن راضيا عن الحكومات السابقة التي لم تستطع تحقيق جميع مطالب الاردنين وأنا هنا لا اؤلقي باللوم على الحكومات في ذالك التقصير ولكن (تعددت المطالب وقلت الموارد)ولكن الحكومة على علم دائم بما يحتاجه أبناء الوطن وإذا كان هناك مسئوولين سيئون فهناك أيضا من يحبون وطنهم وأبناء شعبهم ويسعون بشتى الطرق لتحسين أوضاعهم وتحقيق مطالبهم مهما كلف الثمن ولكن والحمد لله أننا هنا في وفي ظل الراية الهاشمية لم ولن نشعر بظلم ولا بهضم للحقوق وإذا كانت هناك حالات وبعض تجاوزات فهي حالات قليلة قام بها بعض المتنفذين من خلال موقعهم الوظيفي و استغلوا منصبهم لتحقيق مصالحهم على حساب غيرهم ولكنهم حوسبوا ومن لم يحاسب فلا يظن بأنه (نفذ بريشه) فسوف يحين وقت محاسبته,وأبناء اردننا الغالي لا يحتاجون لثورات لإسماع وإيصال مطالبهم فالثورة تقوم على الحكام الفاسدين,,,, ولكن في بلدنا فجميع أبنائه المخلصين يحمدون الله على القيادة الهاشمية التي نعتز ونفتخر فيها أمام الجميع
ولقد شاهدنا على مر الزمن والعقود دور العائلة الهاشمية وأفكارها الحكيمة وتقديرها الجيد لتلافي جميع الأخطاء التي تقوم بها الحكومة لا سيما ردة فعلها السريعة في تلقي واستيعاب مطالب الشعب واحتياجاتهم.
وهنا يتجلى دور جلالة الملك عبد الله بن الحسين أطال الله في عمره بما قام به في ذلك الوقت فعندما تحرك أبناء شعبه وعبروا عن مطلبهم ورغباتهم فكان دائما وابدا يستمع لهم وقام بعقد اجتماعات كثيرة كما شاهدنا، وقام بتغييرات جيدة في ظل الأوضاع التي تمر بها جميع الدول والتي لم تسلم منها الولايات الأمريكية على الصعيد الاقتصادي لان اغلب الثورات والاحتجاجات جاءت على تردي الوضع الاقتصادي وكان هو مطلبها الرئيس الذي سعوا من خلالها لتحسينه.
فقد قام جلالة الملك بإقالة الحكومة السابقة وتعيين دولة معروف البخيت رئيسا للحكومة الجديدة وقام الأخير بدوره باختيار أعضاء حكومته الجديدة ولا ننكر بأنه اخذ وقت جيد لاختيار الحكومة وحاول التريث قليلا وبنفس الوقت لم يتأخر كما ادعى الآخرون وكل هذا يأتي في مصلحة الوطن فكل شيء يحتاج إلى وقت كافي للوصول إلى قرارات سليمة.
ولكن الإصلاح والتغيير يحتاج إلى وقت ولا يجوز أن نحكم على الحكومة الجديدة بالإجهاض فذلك لا يخدم أبناء الوطن ومصالحهم بالدرجة الأولى ولا يخدم أيضا من حكم عليها بالإجهاض.
فقد سمعنا ردود فعل كثيرة على تعيين الحكومة الجديدة فهناك من رفضها تماما وأيضا من لم يثق بها ولاكن لا نلوم احد وبنفس الوقت انتظروا وتحلو بالصبر قليلا فالحكومة تتخذ خطوات جيدة وملموسة وقد بداءت بخطوات نحو التغيير والإصلاح ولاكن وللأسف هناك من يريد تغيير وإصلاح جذري جيد وممتاز دون أي أخطاء بوقت سريع وهذا مستحيل ومرفوض لان هناك مطالب كثيرة ولا تستطيع الحكومة تحقيقها إلا بعد دراسته ومعرفة جيدة لها لتقوم هي بدورها باختيار أفضل وسيلة لتلبيتها.
مع العلم بان جميع الإصلاحات بالعالم لم تأتي بسرعة ولا دفعة واحدة ولاكن هناك أسس وضوابط تحكمها وتتقيد بها,وأنا أدعو الجميع إلى مشاهدة موقف الحكومة الجديدة وما تقوم به من خطوات نحو تحقيق ما هو أفضل حاليا في هذه الظروف فهي تسعى جاهدة لتحسين الأوضاع على كافة الأصعدة والمجالات ضمن الإمكانيات المتاحة لها والتي تمتلكها ونحن نعلم بان الأردن دولة شحيحة الموارد والثروات ونوعا وكما وإمكانياتها قليلة, وعلينا بدورنا نحن أبناء الأردن بإعطاء الحكومة وقتها وعدم زيادة الضغوط والأعباء عليها وان نقوم بالمحافظة على امن واستقرار الوطن بالدرجة الأولى وان نكون يد واحده في هذه الظروف فمن حق الأردن الغالي علينا الذي لم ولن يبخل في شي على أبناءه أن نحافظ على استقراره ووحدة صف أبناءه وعدم إعطاء الفرصة لأي يد مخربة وحاقدة سواء من الداخل أو الخارج بالتدخل في شؤوننا الداخلية.
والإصلاح يحتاج إلى وقت وأدعوا الله العلي القدير أن يحفظ جلالة الملك عبد الله وأبناء شعبنا الغالي وأرضه الطاهرة.
والله ولي التوفيق