الاستعراض الاسباني الموديخار في مركز الحسين الثقافي

المدينة نيوز- اعتبر الفنان الاسباني ميغيل انخيل بيرنا رئيس فرقة موديخار (المدجن) الاستعراضية الراقصة ان زيارة الفرقة الى الاردن يعني له الكثير كون الاستعراض الذي يقدم فيه رقصات تعبيرية مستمدة من الموروث العربي والاسلامي في اسبانيا يقدم للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط .
وبين بيرنا ان فرقته المكونة من 12 راقصا ستحيي امسية يوم غد الثلاثاء في مركز الحسين الثقافي بالتعاون مع امانة عمان والسفارة الاسبانية ومعهد ثيربانتس ،مشيرا الى انها تأسست عام 2003 وطافت العديد من دول العالم من بينها لندن وطوكيو والبرازيل .
وراى ان اقامة العرض في عمان يشكل له معان كثيرة خاصة وانه سمع عن الذائقة الاردنية في التواصل مع الثقافات الانسانية وكانت الرغبة تمتلكه دائما في تقديم هذا الاستعراض الى متلق عربي يعي اشارات ودلالات المشهدية السمعية البصرية التي تتضمنها عروض المودخار .
ولفت الى اصداء عروض فرقته ذات التاثير الايجابي على هذا النوع من الرقص الجديد في الثقافة الاسبانية والذي يمزج بين الفلامنجو والفولوكلور الاسباني المعهود والمورث العربي بمصاحبة من فنون العزف والغناء وحركة الاجساد وكانها في حالة وجد ومناجاة مع الخالق والكون.
وفسر بيرنا اسم الموديخار بانه يحمل معنى المدجن وهي كلمة تحمل جذورا عربية وفيه يستلهم النجمة ذات الثمانية اضلاع التي تندمج بتكوينات واشكال بصرية تشير الى عظمة الخالق الكمال والخلود حيث عرفت في فنون العمارة والزخرفة السائدة في الثقافة العربية والاسلامية في الاندلس.
واوضح ان رقصات الفرقة التي تجسدت في الاندلس وسراقسطة تنهل من بيئة المناطق الريفية وتبرز حالة التعايش في المجتمع الانساني الى جانب مساحات من المواقف والمحطات التي تشير الى هموم واشواق وتطلعات فردية وجماعية .
وقال ان استعراضات الفرقة مستوحاة من ظاهرة التعايش الديني التي سادت اسبانيا قبل قرون عندما احتضنت الاندلس وسراقسطة واراغون خليطا من الثقافات المتباينة وظل هذا التعايش مصدر الهام في اعمال الفرقة.
واضاف بيرنا ان الفرقة توظف في اعمالها الات موسيقية وترية سائدة في بيئتها وتكاد تقترب من الة العود الشرقية مثلما يوظف الراقصون قطعا معدنية توضع بين الاصابع بحيث تمنح الجسد الراقص قوة وصلابة تؤكد على قامته الرفيعة ،ومثل هذه (القفاشات) هي من النوع الذي يستخدم في الرقص الشرقي في الوقت الراهن.
وبين ان رقصة الموديخار اخذت تستقطب اهتمام قطاعات ابداعية اخرى بحيث يجري توظيفها في اعمال مسرحية وسينمائية وسردية لدى معاينتها لاحوال وتحولات افراد وجماعات في اكثر من حقبة زمنية، لافتا الى انه عمل كراقص في اكثر من عمل تحت ادارة المخرج السينمائي الاسباني الشهير كارلوس ساورا الذي قدم الفلامنجو والرقصات التقليدية في اغلبية افلامه.
ولخص بيرنا ان الفرقة في سائر اعمالها ترنو الى تبيان مفردات وعناصر مشحونة بالاحاسيس والمشاعر التي تختزن عواطف جياشة تعلي من شان الشجاعة والالفة والسلام بين الامم. (بترا)