كيف تكون مستجاب الدعوة؟..
المدينة نيوز:- أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، كيف تكون مستجاب الدعوة، مشيرًا إلى أن الرزق الحرام من أعظم ما يمنع الإنسان عن استجابة دعائه.
وأوضح عثمان في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك،ردًا على سؤال: كيف تكون مستجاب الدعوة؟ إلى أن الله سميع يجيب الدعاء ولم يجعل بينه وبين السائل وساطة، مشيرًا إلى قوله تعالى: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعان».
لافتًاإلى أن هناك أمورا ينبغي على العبد مراعاتها قبل الدعاء، ومنها:-
أولًا: أن يعلم أن من أعظم موانع استجابة الدعاء أكل الحرام؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: تليت هذه الآية عند رسول الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا}، فقام سعد بن أبي وقاص، فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال له النبي: "يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة، والذي نفس محمد بيده إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل منه عمل أربعين يومًا وأيما عبد نبت لحمه من سحت فالنار أولى به".
ثانيًا: الإخلاص لله في الدعاء. فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: وقد قال الله تعالى مبينًا وجوب إخلاص العبادة له: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[البينة: 5]
ثالثًا: ألا يدعو بإثم أو قطيعة رحم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم».
رابعًا: أن يكون حاضر القلب حال الدعاء، مُقْبِلًا على ربه عند مناجاته في خشوع وسكينة، موقنًا بالإجابة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: {ادْعُوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه}.
خامسًا: تقوى الله بفعل الطاعات، واجتناب المعاصي، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}[الرعد: 11.
سادسًا: ألاَّ يستعجل العبد في استجابة الدعاء، فإنَّ الله سبحانه أعلم بمصالح عباده، وما من داعٍ إلا ويستجاب له بأن يعطى سؤاله، أو يصرف عنه من الشر مثله، أو يدَّخر له في الآخرة؛ كما ثبت بذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ ما لم يَعْجَل، يقول دَعَوْتُ فلم يستجب لي».