احذروا تطبيقات الحمية الغذائية.. تعرِّض أطفالكم للخطر
المدينة نيوز :- جلس طفل في الحادية عشرة من عمره أمام معالجه النفسي يبكي، وهو يحذف تطبيق تتبع السعرات الحرارية، بطلب من طبيبه الذي يوصي زبائنه دائما بحذف هذا النوع من التطبيقات، وتساءل الصبي، والدموع تملأ عينيه: «كيف أعرف ما الذي يجب علي أكله؟ وما هي الكمية المناسبة لي؟».
لمدة ثلاثة أشهر كاملة كان يتعقب تطبيق تتبع السعرات الحرارية كل قطعة طعام يتناولها وكل حركة يقوم بها، لكن مشروع التعقب الذي بدأ كواجب مدرسي يتعلق بالصحة، جعله يخشى من الطعام وغير واثق من جسده ووزنه، فأصبح يعاني من اضطراب شديد في الأكل، نتيجة التزامه بسعرات حرارية منخفضة للغاية، وممارسة الكثير من الرياضة، وذلك وفقا لموقع «يو اس نيوز».
لم تكن لدى الطفل أو والديه أي فكرة عن أن العديد من التطبيقات التي تروج لـ«الصحة والعافية» تتسبب في أضرار فعلية، أصيب هذا الطفل بالشلل بسبب ثقافة الحمية الغذائية التي أصبحت في متناول اليد.
التطبيقات التي يحملها كثير من البالغين والأطفال باسم الصحة، يمكن أن تقودنا الى ما هو أبعد من ذلك. ففي حين أن التقدم في التكنولوجيا يوفر فرصا تعليمية رائعة، وطرقا للتواصل مع الأصدقاء والعائلة حول العالم، الا أنه لا يخلو من المخاطر أيضا.
وبات الأطفال والمراهقون يستخدمون بانتظام تطبيقات تتبع السعرات الحرارية والنظام الغذائي مثل My Fitness Pal وNoom، وحاليا Kurbo من شركة دبليو دبليو المعروفة سابقا باسم Weight Watchers.
ويشير موقع الويب الخاص بتطبيق كوربو Kurbo، المصمم للأطفال من عمر 8 الى 17 عاما، الى أن أصحاب العمل أو مزودي التأمين الصحي قد يدفعون مقابل هذا التطبيق، لكن مثل هذه التطبيقات، التي يجري تسويقها لتحسين الصحة، تمثل في الواقع شكلا من أشكال الحمية الغذائية.
وعلى الأهل الانتباه لإطفالهم عندما يتبعون نظاما غذائيا معينا أو يتلاعبون بمقدار ما يجري تناوله من طعام، وممارسة الرياضة لغرض وحيد هو انقاص الوزن، وفقا للأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. لكن شركة دبليو دبليو تتجاهل تماما نصيحة الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال المتمثلة في ضرورة عدم التركيز على الوزن عند الأطفال والمراهقين والمخاوف من أن اتباع نظام حمية غذائية يزيد من خطر الاصابة باضطرابات الأكل، كما تقول ايفلين تريبول، اختصاصية التغذية وخبيرة في اضطرابات الأكل.
فقدان الوزن وتقول فرجينيا سول سميث، مؤلفة كتاب «غريزة الأكل: ثقافة الطعام، صورة الجسم والذنب في أميركا»: «بالنسبة لي، الجزء الأكثر اثارة للقلق في تطبيق كوربو هو عدد الأطعمة الطبيعية والصحية الموجودة في القائمة الحمراء، مثل زبدة الفول السوداني والغرانولا.
من الواضح أن هذا الأمر ضار بمعنى أنه لا ينبغي وضع الطفل امام توقعات فقدان الوزن في ظل ثقافة مهووسة بالنظام الغذائي».
وتشير دراسة حديثة نشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية الى أن معدل حدوث اضطرابات الأكل قد زاد أكثر من الضعف في العقد الماضي. وهذه ليست مفاجأة بالنظر الى أن الدراسة تشير الى أن 1 من كل 4 أشخاص، ممن يتبعون نظام حمية غذائية، بما في ذلك برامج انقاص الوزن، سوف يصابون باضطراب في الأكل.
وقد يكون كوربو Kurbo واحدا من أحدث التطبيقات المبرمجة للترويج لفقدان الوزن تحت ستار الصحة، ولكنه ليس الجاني الوحيد، مستخدمو تطبيق My Fitness Pal واجهوا صراعات مماثلة وفق القبس .
وتقول أخصائية التغذية ريبيكا سكريتشفيلد: «إعطاء تطبيق لطفلك لحل المشكلات الصعبة، مثل العلاقة مع الطعام والحركة والجسم، يشبه تناول دواء وصفه الطبيب، بينما يقول لك ان هناك فرصة بنسبة %95 أنه لن يجدي نفعا». وقالت سكريتشفيلد، التي بدأت مسيرتها المهنية في مجال التكنولوجيا، ان أي تطبيق يعد بفقدان الوزن كنتيجة هو مصمم من قبل أشخاص غير واعين للأضرار المحتملة، ووصفت مثل هذه التطبيقات بـ«وصمة العار المرتبطة بالوزن»، ولن يكون مفيدا، وفي أحسن الأحوال، سيشكل إلهاء عن منح طفلك الدعم والحب الذي يحتاجه حقا، وفي أسوأ الأحوال، سوف يسهم في إيذائه.. فهل يستحق الأمر المخاطرة؟ العافية الحقيقية لا يمكن لأي نظام غذائي أو متتبع للسعرات الحرارية أن يشمل ويغطي الجوانب المختلفة للعافية بالكامل، وكيف يختلف الأمر من شخص لآخر، والاختلافات في الجينات والقيم الشخصية أو العائلية.
ولهذا السبب يحث الخبراء الآباء على عدم السماح للأطفال بتحميل تطبيق لحمية غذائية أو متعقب للسعرات الحرارية أو تطبيق لياقة.