العيش في الأحياء المضطربة يزيد من ضغط الدم
المدينة نيوز :- يشير باحثون إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات ترتفع فيها معدلات الجريمة قد يكونون أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم مقارنة بأولئك الذين يعيشون في أحياء أكثر أمانا.
ولاحظ الباحثون في المجلة الطبية الأميركية “أميركان جورنال أوف هايبرتانشن” أن العيش في المناطق ذات النسب العالية من الإجرام يرتبط منذ فترة طويلة بارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب وعوامل الخطر القلبية الوعائية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين، لكن الدراسات التي أجريت حتى الآن لم تقدم صورة واضحة لما يحدث عندما تتغير معدلات الجريمة بمرور الوقت.
وقال الدكتور كوري تابت، باحث في أمراض القلب بجامعة شيكاغو وكبير الباحثين في الدراسة، “توضح دراستنا لأول مرة أن ارتفاع معدلات جرائم العنف يرتبط بزيادة في ضغط الدم واستخدام نظام الرعاية الصحية مع مرور الوقت”.
تتبع الباحثون التحولات في ضغط الدم لـ17783 من البالغين الذين يعيشون في شيكاغو خلال الفترة التي تتراوح من 2014 إلى 2016، وهي الفترة التي ارتفعت فيها الجريمة في بعض التجمعات السكنية. كما قاموا بحساب معدلات الجرائم العنيفة في كل تجمع سكني من خلال النظر في عدد الحوادث في السنة لكل 1000 شخص في منطقة التعداد.
في بداية الدراسة، كانت لدى نصف مناطق التعداد معدلات جرائم عنيفة لا تقل عن 41.3 حادث لكل 1000 من السكان. وعلى مدار فترة الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات، ارتفعت معدلات الجريمة في بعض الأماكن بما يصل إلى 59.1 حادثا سنويا لكل 1000 شخص وانخفضت بنسبة 31.1 لكل 1000 في أجزاء أخرى من المدينة.
وبشكل عام، ارتبطت كل زيادة بمقدار 20 حادثا على ألف ساكن، في ما يتعلق بمعدلات الجريمة العنيفة في المدينة، بزيادة بنسبة 3 بالمئة في ارتفاع ضغط الدم عن 140/90 مم زئبق، وهو أعلى بقليل من النطاق الذي يعتبر صحيا. وكل ارتفاع بـ20 وحدة ارتبط أيضا بنسبة زيادة تقدر بـ6 بالمئة في احتمالات الذهاب إلى المستشفى جراء حدوث مشكلات في القلب والأوعية الدموية.
وقال تابت “من المثير للاهتمام ملاحظة زيادة أكبر في ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأقل إجراما من الأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الجريمة. قد يشير هذا الاستنتاج إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التعرض الشديد للجريمة بشكل مزمن قد يعتادون على الظروف السائدة في الحي الذي يقيمون فيه، مما قد يعزلهم عن الآثار السلبية لزيادة مستويات الجريمة”.
فقد ارتبطت زيادة بنسبة 20 وحدة في معدل الجريمة العنيفة، في المجتمعات التي ارتفعت فيها جرائم العنف خلال فترة الدراسة، بنسبة 8 بالمئة أقل من ضغط الدم المرتفع.
ولكن في الأحياء الأكثر أمانا، ارتبطت زيادة بنسبة 20 وحدة في معدلات الجريمة العنيفة على مستوى المدينة بزيادة بنسبة 5 بالمئة في ارتفاع ضغط الدم.
لم يتم تصميم الدراسة لتحديد كيف يمكن للتغيرات في معدلات الجريمة أن تؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم. ولم يفحص الباحثون التعرض للجريمة على المستوى الفردي لمعرفة ما إذا كان التعرض للعنف له تأثير مختلف على ضغط الدم أكثر من مجرد العيش في منطقة عالية الجريمة أو منخفضة الجريمة.
العرب اللندنية